الكنيست الإسرائيلي في إحدى جلساته |
هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو وحكومته ، مطالبا إياها أن تدفن رأسها في التراب لأنها لا تملك أي مبادرات سياسية تستطيع أن تواجه بها السلطة الفلسطينية في شهر أيلول المقبل.
افتتحت الكنيست الإسرائيلي الاثنين دورتها الصيفية، وسط توقعات بدورة برلمانية ساخنة، بدأت على وقع أحداث ومظاهرات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، وخصوصا بعد نجاح الشباب باقتحام الحدود الإسرائيلية- السورية ووصول عدد منهم إلى قرية مجدل شمس السورية المحتلة.
رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز هاجم في افتتاح الدورة البرلمانية الصيفية إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لموضوع استعدادات السلطة الوطنية الفلسطينية طرح مطلبها على الهيئة العامة للأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.
وأكد في تصريحات أمام لجنة الخارجية والأمن خلال بحثها أحداث يوم النكبة واستحقاق أيلول/سبتمبر القادم، أن هذه الأحداث قد تتكرر مرة أخرى في شهر أيلول المقبل بسبب ما تشهده المنطقة العربية من تغيرات بناءة، والأحداث التي شهدتها الحدود الشمالية الأحد، هي مقدمة لأحداث سوف تقع في أيلول، ومن الممكن أن تتحول إلى مواجهات مع المستوطنين الإسرائيليين، وانه على الحكومة الإسرائيلية الاستعداد لجميع السيناريوهات في شهر أيلول وتقديم مبادرات سياسية، وعدم السير نحو التطرف بطريقة تقود إلى عزل إسرائيل دوليا.
شاليف: وضع اسرائيل سيء
إلى ذلك ناقشت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يوم الاثنين، استعدادات إسرائيل حول كيفية مواجهة مطلب السلطة الوطنية الفلسطينية إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967، في الأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، بمشاركة عدد من الخبراء والمحللين في شؤون المنطقة.
وقالت سفيرة إسرائيل الدائمة السابقة في الأمم المتحدة غبرائيلا شاليف إن مكانة إسرائيل في الأمم المتحدة في الحضيض، وإن الإعلان من جانب واحد عن الدولة الفلسطينية ليس هدفا بحد ذاته، وإنما مرحلة وكهدف مؤقت للفلسطينيين لتدهور مكانة إسرائيل في العالم.ودعت إلى أن تقوم الحكومة الإسرائيلية ببذل جهود دبلوماسية وسياسية لإقناع الدول بأن الاعتراف من جانب واحد هو خطوة لا ينجم عنها أي فائدة للفلسطينيين و"عملية السلام".
وقامت بتوجيه اللوم على سياسة الحكومة الإسرائيلية إزاء التدهور الحاصل في موقف إسرائيل على المستوى الدولي، موضحة أن التدهور الحاصل بدأ منذ قيام إسرائيل بشن حربها على قطاع غزة مطلع شتاء 2009، وانه ما زال مستمرا، وإن على إسرائيل الاجتهاد سياسية ودبلوماسيا لإقناع دول العالم بأن الاعتراف أحادي الجانب إذا حدث لن يثمر, ولن يأتي بفائدة للفلسطينيين وأنه بالتأكيد سيضر بعملية السلام".
اقتراح قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "هآرتس" تقول: الدورة الصيفية للكنيست ستفتح تحت تأثير استعداد الفلسطينيين الإعلان عن قيام دولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر القادم، وهذه الدورة ستكون واحدة من أكثر الدورات البرلمانية سخونة منذ انتخاب الحكومة الحالية (آذار/مارس 2009)، حيث ستتميز الدورة الحالية بالطابع السياسي البحت.
وأشارت الصحيفة أن عدد من نواب اليمين والائتلاف الحاكم يستعدون لتقديم اقتراح قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة كرد على نية الفلسطينيين الإعلان عن دولتهم في شهر أيلول/سبتمبر القادم، فور إعلان الدولة الفلسطينية.
هليفي: لا يمكن التوصل لحل وفق الشروط الفلسطينية
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" الأسبق، افرايم هيلفي قال خلال مشاركته في مباحثات لجنة الخارجية والأمن البرلمانية انه وفي ظل الشروط التي يطرحها الفلسطينيون للحل، لا يمكن التوقيع معهم على أي اتفاق دائم، وخصوصا في ظل التطورات في الوضع الحالي التي أثبتت أنه لا يوجد حل واقعي.
وأردف يقول :"إن الإمكانية الوحيدة للحل هي التوصل إلى اتفاق مرحلي، والتشديد على أن هذه الخطوة ليست حلا نهائيا إنما خطوة في هذا الاتجاه، إذ لا يمكن إيجاد حل مرضي لجميع الأطراف، وإننا لا نستطيع التوصل إلى اتفاق دائم لأننا لا نستطيع التفاوض حول القضايا العالقة في الحل النهائي، وفي حال توصلنا لحل نهائي فسنجد صعوبات في تطبيق هذه القرارات".
ورأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور شمعون شامير أن العلاقات بين إسرائيل والسلطة الوطنية دخلت مرحلة جديدة، وعلى إسرائيل اخذ زمام المبادرة وعدم القيام بردات فعل وانتظار التطورات التي قد تشهدها المنطقة، وانه بإمكان إسرائيل أن تطرح مبادرة، ويجب أن تكون فاعلة في الساحة السياسية كمبادرة، وليس كمراقبة تكتفي بالقول إن كل التطورات تثبت ما كنا نقوله دائما".
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق عوزي ديان رأى انه ومن اجل المحافظة على الحدود يجب أن تكون في كل اتفاق مستقبلي، محذرا من التعاظم الإيراني، إذ إن من يتنازل عن نهر الأردن كحدود شرقية لإسرائيل يأخذ على عاتقه وعاتق الأجيال خطر غير محمود العواقب".
فركاش: ضعف الولايات المتحدة يؤثر على موقف إسرائيل
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "آمان" السابق أهازون زئيفي -فركاش شدد على أن ضعف الولايات المتحدة يؤثر على وضع إسرائيل، وقد انعكس ذلك بعد عملية اغتيال بن لادن وشكل تعامل الولايات المتحدة مع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وتخليهم عنه بهذا الشكل مقارنة مع كيفية تعاملهم مع الإيرانيين، إن هذا الحديث يفسر جيدا في الشارع الفلسطيني وهذا يؤثر علينا".
نتانياهو: إسرائيل ستوافق على إجراء مفاوضات فقط إذا اعترف "حماس" بإسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والذي يقود حراك دولي لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وكعادته حمل السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية الجمود الحاصل في العملية السياسية، مؤكدا في خطابه التقليدي لافتتاح الدورة البرلمانية انه سيوافق على إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين فقط في حال وافقت حركة "حماس" على الاعتراف بدولة إسرائيل.
وكرر نتانياهو في خطابه السياسي على الشروط الإسرائيلية التي وفقها قد تقوم دولة فلسطينية، والتي تنص الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل على أنها دولة القومية اليهودية، وثانياً يوجد إجماع حول موقفي بأن الاتفاق بيننا يجب أن يؤدي إلى نهاية الصراع وانتهاء المطالب، وثالثًا يجب حل قضية اللاجئين خارج حدود دولة إسرائيل، رابعاً يجب أن تقوم الدولة الفلسطينية فقط من خلال اتفاق سلام وتكون منزوعة السلاح، مؤكدا أن إسرائيل مصرة على وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن إضافة إلى إعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل وضم الكتل الإستيطانية في الضفة الغربية.
واعتبر نتانياهو أن "حكومة فلسطينية مؤلف نصفها من ممثلين عن "حماس" ليست شريكة للسلام".