خوف الفيسبوك من غوغل دفعها إلى دسّ تقارير سلبية ضدها

مراسل حيفا نت | 16/05/2011

تتواصل تداعيات الزوبعة التي اثارها خبير في أمن الانترنت حين كشف ان شبكة فايسبوك تعاقدت مع شركة علاقات عامة لتشويه سمعة منافستها غوغل. واعترفت فايسبوك يوم الخميس الماضي بتعاقدها مع شركة برسون مارستلر لدس تقارير سلبية عن سياسة الخصوصية التي تتبعها غوغل في الصحافة.

وقال الباحث كريس سوغويان المختص بشؤون الخصوصية وامن الانترنت لصحيفة الديلي تلغراف ان الواقعة تبين ان فايسبوك تعتقد الآن ان غوغل تشكل خطرا عليها "وانها خائفة بما فيه الكفاية لأن تحاول طعنها في الظهر".

واعتبر سوغويان "ان هذا هو الجانب المفاجئ والمثير أكثر من اي جانب آخر في هذه الفضيحة".

وتشتبك غوغل وفايسبوك في منافسة حامية على ايرادات الاعلان على الانترنت التي من المتوقع ان تبلغ في الولايات المتحدة وحدها 28.5 مليار دولار هذا العام ، بحسب شركة ايماركيت لأبحاث السوق.

كما لاحظ مراقبون ان التكتيكات التي استخدمتها فايسبوك تسلط ضوء على نشاطات اللوبي غير المرئية التي تمارسها الشركات التكنولوجية العملاقة. فان شركة برسون التي استأجرتها فايسبوك، على سبيل المثال، تقوم بدور في "آيكومب" ICOMP وهي مجموعة ضغط  من اجل حياد الانترنت تتلقى تمويلا من مايكروسوفت.

وكانت هذه المجموعة وراء الدعاوى التي رفعت ضد غوغل بتهمة الاحتكار في أوروبا.

ولكن اللوبيات والتكتكيات التي استخدمتها فايسبوك مع منافستها ليست غريبة على واشنطن حيث تعمل مجموعات ضغط من كل صنف للتأثير في صناع السياسة وفي الرأي العام الأوسع.

ويقول المراقبون ان حاجة الشركات الى قوة اللوبيات في وشنطن تتزايد مع تنامي حجمها ونفوذها. فان غوغل انفقت العام الماضي 5.16 مليون دولار على مجموعات الضغط في الولايات المتحدة فيما انفقت فايسبوك 351390 دولارا.

وقال تقرير في آذار ـ مارس الماضي ان فايسبوك تجري محادثات للتعاقد مع روبرت غيبس الناطق السابق باسم البيت الأبيض في ادارة اوباما للاستعانة بخدماته في مجال الاتصالات والعلاقات العامة.

ويقول خبراء إن تعاقد اكبر شبكة اجتماعية في العالم مع شركة برسون لتشويه صورة غوغل يبين ان فايسبوك ما زالت مبتدئة في عالم اللوبيات.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور بول ارجينتي من كلية دارتمونت الاميركية "ان فايسبوك حقا شركة ساذجة" متوقعا ان تتعظ ادارتها مما حدث.

والدرس الآخر الذي عليها ان تتعلمه هو ان الانترنت في الوقت الذي وفرت ساحة واسعة لدس مواد سلبية ضد المنافسين فانها يمكن ان تساعد ايضا على فضح الجهة المسؤولة عن دسها.

ومع تعاظم سطوة فايسبوك وغوغل يتعين تشديد الرقابة العامة أيضا على نشاطاتهما.
وقال الباحث سوغويان "إني بوصفي ناقدا دائما يستهدف غوغل وفايسبوك وغيرهما من شركات الانترنت الأخرى لا أحتاج الى مساعدة للعثور على مواضيع انتقد هذه الشركات بسببها".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *