شاهين نصّار
قرر مركز مساواة لحقوق الأقلية العربية في البلاد تحدي قانون النكبة الذي يهدد بمقاضاة ومنع تمويل جمعيات ومؤسسات أهلية في حال قامت بإحياء ذكرى نكبة شعبنا العربي الفلسطيني!!
حيث قام مركز مساواة بتنظيم جولة في ذكرى النكبة اليوم السبت، في حي وادي الصليب الحيفاوي، لتعريف الشبيبة العربية الحيفاوية والسكان الذين شاركوا في الجولة بتاريخ هذه المدينة العريق وبنكبتها في العام 1948.
اللقاء كان بالقرب من منزل رئيس بلدية حيفا السابق عبد الرحمن الحاج، الذي كان رئيس بلدية حيفا الثاني، في شارع البرج رقم 13، حيث استمع الحاضرون الى الفنان الحيفاوي عبد عابدي أحد الشاهدين على النكبة، والذي قدّم شرحا زاخرا عن تاريخ المدينة، وتأسيس مدينة حيفا الجديدة والتي كانت أسوارها تنتهي في شارع البرج، حيث كان برج حيفا، والذي بناه مؤسس المدينة ظاهر العمر الزيداني قبل حوالي 250 عاما. كما تحدث عن عبد الرحمن الحاج بشكل خاص والذي يعتبر من أسلافه، مشيرا الى دوره في تطوير المدينة.
ثم تواصلت المسيرة مرورا بشوارع وأزقة حي وادي الصليب، وما تبقى منه من مباني مهجورة، والتي بيعت غالبتها في السنوات الأخيرة ضمن مناقصات بلدية لاعتبارها أملاك غائبين، وبيع الغالبية العظمى من المباني التاريخية العربية في الحي في السنين الماضية وبناء المباني الحكومية الضخمة والحكومة في المكان.
وأكد جعفر فرح مدير مركز مساواة في المسيرة التي شاركت فيها مجموعة الانجاز الشعبي الشابة التابعة للمركز على دور لجنة المبادرة الاسلامية التي ضمت مسلمين ومسيحيين ويهود ودروز في الحفاظ على ما تبقى من أوقاف المسلمين في المدينة التي بيعت غالبيتها، ومن بينها مقبرة الاستقلال القريبة من جامع الاستقلال، في سنوات الخمسين والستين، لتشييد شارع يشقّ المقبرة، والذي يعتبر اليوم شارعا رئيسيا في المدينة (شارع بال يام)، مشيرا الى ان قبر رئيس بلدية حيفا المأفون حسن شكري مقبور في هذه المقبرة ولكن قبره نفسه كما قبور العديد من المسلمين قد بيعت ضمن تلك الصفقة المذكورة.
لتنتهي الجولة لتعريف الشبان والشابات على تاريخ مدينة حيفا الجديدة ببيت النعمة وكنيسة السيّدة في حي البلد التحتا، حيث تعرف الشبان على الحياة المشتركة للعرب واليهود مسلمين ومسيحيين قبل النكبة، اذ أنه في هذا الحي يوجد مسجدين، مسجد الجرينة ومسجد الاستقلال، بالاضافة الى كنيس يهودي (بالقرب من بيت النعمة)، وأربع كنائس، كنيسة للاتين (مغلقة منذ سنين طويلة)، كنيسة السيدة للكاثوليك، كنيسة مار لويس للموارنة، وكنيسة مار السيدة للروم الأرثوذكس.
وضمن النشاطات لنفس اليوم نظّم مركز مساواة بعد انتهاء الجولة حوارا ونقاشا بعنوان "النكبة- حكاية شعب- وقصص ناس" في مبنى مركز مساواة، مركز الكرمل شارك فيه كل من د. حنا ابو حنا والباحثة رلى حامد عن قصة النساء في النكبة وعنان أبو رحمون وممثلين عن جمعية المهجرين والدفاع عن حقوق المهجرين وجمعية (ذاكرات – زوخروت).