شاهين نصّار
تظاهر عصر أمس الأربعاء قرابة مئة وخمسين شخصا من سكان حي عبّاس في حيفا، قبالة مبنى بلدية حيفا وقبيل انعقاد جلسة البلدية، مطالبين بتنفيذ مطالبهم وايجاد الحلول والوفاء بالوعود لحل مشاكل حيّهم.
وقد لبس سكان الحي قمصانا كتب عليها بالعبرية "عبّاس مأست"!! ورفعوا شعارات كتب عليها بالعبرية: "الوعود بكثرة دون تنفيذ على أرض الواقع" و "سلامة وأمانة أولادنا مهمة لنا جميعا" و "الأقوال حسنة، الأفعال افضل. العنوان مكتوب على الصخرة"!!!
في حين وصلت روتي فاكنين – موظّفة بلدية حيفا في قسم شكاوى الجمهور الى التظاهرة وقامت بتوزيع مناشير تفصّل المشاريع التي نفّذتها بلدية حيفا في السنين الأخيرة في الحي. وواجهت السكان مؤكدة أن كل مشاكلهم ستحّل بناء على طلب من رئيس البلدية.
نجّار: ما يدفعه سكان الحي كضرائب للبلدية يصل الى عشرة ملايين شواقل شهريا ولا ميزانية 2 مليون شاقل لتنفيذ مشروع واحد في الحي
بينما قال رئيس لجنة حي عبّاس، المحامي نسيم نجّار: "نحن منذ سنين طويلة نطالب بالعديد من الأمور لتنفيذها في حي عبّاس. ولكن ما نحصل عليه ليس الا وعودا. نتيجة الضغط في الفترة الأخيرة وتعيين الاحتجاج قبالة البلدية اليوم، توّجهوا لي من البلدية، وتبين في نهاية الأمر أن الهدف من ذلك هو ألا يتم الاحتجاج اليوم، وأصدروا منشورا لسكان حي عبّاس يدعون فيه أن كل مطالبنا قيد العلاج. في العام 2005 أو 2006، وعد رئيس البلدية بترميم المركز الجماهيري، وبناء على طلبه جهزنا عرض لميزانية المشروع، وحصلنا على وعد أنه سيترمم. قبل عامين سمعنا من هشام عبده ووليد خميس أنه تم تخصيص ميزانية مليون شاقل، واليوم بعد الضغط سمعنا أن الميزانية مجهّزة، ولكن لا شيء على أرض الواقع".
وأردف قائلا: "ما يحصل هو فقط إعادة تصنيع الوعود التي كانت في الماضي. بالنسبة للوعود الأخرى، توسيع شارع عبّاس لعرضه الكامل بحسب الخرائط، الحديث منذ العام 2005. في العام 2009 في جلسة البلدية طرح هشام عبده الموضوع للتصويت، وصدر قرار من رئيس البلدية لتشكيل لجنتي خبراء ليجتمعوا بأعضاء لجنة الحي ويفحصوا الحلول. ولكن بعد ذلك سمعنا أنه لا ميزانية للموضوع. ميزانية المشاريع تصل بالكاد الى ثلاثة ملايين شواقل، وبحساب بسيط، ما يدفعه سكان الحي كضرائب للبلدية يصل الى عشرة ملايين شواقل شهريا. بغض النظر عن ضريبة التحسين التي تدفع نتيجة البنايات الجديدة في الحي"!!!
حبيب: ممر المشاة ينتهي بحيط، في اسرائيل وفي حيفا 2011 هذا عيب!!!
المهندس ايهاب حبيب نائب رئيس لجنة حي عبّاس، قال من جهته: "لجنة الحي هذه تعمل منذ خمس سنين، وقد قدمنا مطالب عديدة للبلدية، القسم الأكبر منها لم ينفّذ، والمطالب لا رد عليّها والمماطلة مستمرة. الوضع في الحي غير معقول. من حيث السير وانعدام الأرصفة، أولاد المدارس يضطرون للمشي في الشارع وبين السيارات، ولا يعقل أن يستمر هذا الوضع. نحن نطالب ونطالب، ولم يعد بالامكان السكوت، اذا كانوا يرغبون بأن ننزل الى الشارع ها نحن ننزل الى الشارع"!!
وأردف قائلا في رد على سؤال: "المطلب الرئيسي والأول هو توسيع الشارع في منطقة الدوّار، لأن ذلك يؤدي الى شوارع المتنبي وعبّاس وجميل شلهوب حيث يسكن حوالي 1200 شخص، وفي ساعات الليل لا تستطيع سيارات الاسعاف أو سيارات الاطفاء بلوغ هذه المنازل في حال وقع طارئ. حركة السير تكون في مسار واحد غالب الوقت، وهذا غير معقول. ممر المشاة ينتهي بحيط، في اسرائيل وفي حيفا 2011 هذا عيب!! كما وزاد عدد سكان الحي حوالي 20% في السنوات العشرين الأخيرة، وجبوا أموالا طائلة بملايين الشواقل مقابل العمارات التي بُنيت. فليستثمروا بضع ملايين شواقل في الحي، هذا حقنا، لسنا نطالب بأمر لا نستحقه، بل هذا أقل من حقنا".
خوري: 1500 طالب يصلون الحي ويمرّون بين السيارات بشكل يومي
جميل من خوري، أحد سكان الحي قال: "هناك حوالي 1500 طالب يصلون الحي يوميا. لا يوجد ممر مشاة للأولاد، لا يوجد رصيف، يمرّون بين السيارات بشكل يومي. لا بد أن تقع كارثة ويدهس أحد ما في أحد الأيام".
وأضاف: "هل يجب على طفل أن يدهس في طريقه الى مدرسته؟ هذه مأساة كبرى يجب حلها. في ساعات الصباح هذه فوضى بحد ذاتها".
فرح: لا سيارة اسعاف ولا سيارة الاطفاء يمكنها أن تصل حيث أسكن
أما لميس فرح إحدى ساكنات الحي فتقول: "أزمة عبّاس والمشكلة الكبرى هناك هي سبب تظاهرنا. في حال وقع حادث مثلا في الحي أو أي طارئ، لا سيارة اسعاف ولا سيارة الاطفاء يمكنها أن تصل حيث أسكن. عدا عن ساعات الصباح والذهاب الى المدارس والعمل. لا نحصل على الخدمات أيضا، ومنها مثلا تأمين ملاعب للأولاد، ضمان مواقف للسيارات، أن يحصل السكان على الخدمات التي يجب أن نحصل عليها دون الحاجة للمطالبة الدائمة بذلك، توسيع خدمات المركز الجماهيري، العديد من الأولاد بات ناديهم أن يدوروا في الشوارع وأن يقعدوا على الدرج و"يقصقصوا" البذور، لا توجد نوادي وكل هذا يؤدي الى مشاكل كبرى وحان الوقت لاطلاق صرختنا".
في حين تقول فيرجينيا خوري، صاحبة صالون في الحي، أن مشكلة ايقاف السيارات في الحي هي مشكلة حقيقية يجب علاجها. خصوصا في ظل ضائقة مواقف السيارات والاكتظاظ الكبير في الحي.
عبده: اليوم حققنا انجازا جزئيا!!
أما عضو بلدية حيفا المهندس هشام عبده (جبهة حيفا الديمقراطية) فعقّب قائلا: "اليوم حققنا انجازا جزئيا لحي عبّاس. الضغط الجماهيري، حوالي 150 شخصا من سكان الحي تركوا أشغالهم وحضروا للتظاهر أمام البلدية في هذه الساعة المبكرة، للتظاهر ضد الاكتظاظ المضني في حي عبّاس، والذي سببه أصلا بلدية حيفا التي تمنح التراخيص والتسهيلات في العمار، وهذا أمر ايجابي بحد ذاته. ولكن اذا وجدت مباني عملاقة يجب أن تهيئ البلدية البنى التحتية في الحي لتنساب هذه البناء والعائلات التي تدخل الحي. ولكن من ناحية يزيد عدد السكان، بينما عرض الشارع وخصوصا في المنعطف الذي تحدثنا عنه مطوّلا وقدمنا ثلاثة استجوابات للبلدية وطرحناه على جدول أعمال البلدية، هذا يحتم أنه على بلدية حيفا أن تستثمر بلدية حيفا الأموال التي جبتها على ما يسمى بتحسين الأرض، وأن توّظفها في توسيع الشارع بعرضه الكامل – 11 مترا، علما أنه لا يحوي أي رصيف مناسب ليأوي السكان والطلاب في المدارس التي في الحي".
خميس: لجنة حي عبّاس ارتقت اليوم بشكل جديّ من حيث عملها ودورها
عضو بلدية حيفا المحامي وليد خميس (قائمة تحالف عرب حيفا) عقّب قائلا: "للمرة المليون يثبت أن أي انجاز يتم فقط بعد الضغط الجماهيري، أي أن كثرة الحكي، وكثرة البيانات وحتى ربما الاستجوابات، لا تنفع مثلما الضغط الفعلي والنضال ينفع. لجنة عبّاس قررت أن تنتصر وألا تكتفي بالوعود. انتظرت اللجنة كفاية، وتنظّمت ونسّقت مع أعضاء البلدية، ومع الجمهور وأهل عبّاس، وفي النهاية تمت اليوم مظاهرة ناجحة شارك بها العشرات من سكان الحي. كعضو بلدية أشهد في الأيام الأخيرة، ضغط غير مسبوق من قبل البلدية وادارتها من أجل التوّصل لأي نوع من حلّ، وحتى محاولة شراء أشخاص بكل طريقة، بحيث انه "خذ هذا الانجاز لك"، أي أقنعهم ألا يحضروا الى جلسة البلدية ويتظاهروا. كل هذه المحاولات، محاولات فرّق تسد، شهدناها في الأيام الأخيرة، ولكن هناك حالة من النضوج، ايضا لدى ممثلي الاحزاب ولجان الاحياء. فلجنة حي عبّاس ارتقت اليوم بشكل جديّ من حيث عملها ودورها".
واردف قائلا: "تم التجاوب الأوليّ بشكل سريع، على الأقل على مستوى التصريح العلني من قبل البلدية، ورئيس البلدية. الآن يقولها رئيس البلدية، ميزانية مليون شاقل للمركز الجماهيري عبّاس ستُصرف هذا الشهر. رغم أنها موجودة منذ ثلاثة سنين"!!