شاهين نصّار
شهدت جلسة بلدية حيفا التي عقدت يوم الأربعاء الماضي، بدلا من الثلاثاء الذي سبقه (بسبب حلول يوم الذكرى للكارثة والبطولة)، والتي سبقتها مظاهرة لأعضاء لجنة حيّ عبّاس وسكّانه أمام مبنى البلدية، العديد من التجديدات!!
فقد تم خلال الجلسة المصادقة على تعيين كل من عضو البلدية عوديد دونيتس (كتلة كريات حاييم) نائبا للرئيس مقابل راتب، بموضوع الاحياء، وتعيين عضو البلدي شاي أبو حتسيرا (ممثل كتلة الشباب) نائبا للرئيس مقابل راتب بموضوع الشباب والشبيبة، وعضو البلدية رامي ليفي (كتلة الليكود) نائبا للرئيس والقائم بأعمال الرئيس بدون راتب. علما أن النوّاب الجدد سيستبدلون النوّاب السابقين بناء على اتفاق التبادل في الائتلاف، على أن تبقى عضو البلدية حيدفا ألموج نائبة للرئيس (كتلة حيفا)، وكذلك الأمر بالنسبة لعضو البلدية يوليا شطرايم (قائمة حيفا بيتنا – يسرائيل بيتينو). علما ان هذه أول مرة لا يتم فيها تعيين نائبا عربيا لرئيس البلدية، منذ 15 عاما، بعد استقالة عضو البلدية المربي فتحي فوراني من البلدية قبل نحو عامين في أعقاب وعكة صحيّة، وقرار جبهة حيفا الديمقراطية بالخروج من الائتلاف البلدي!
وقال رئيس بلدية حيفا المحامي يونا ياهف خلال الجلسة، في ظل الرد على استجواب تقدّم به عضو البلدية، هشام عبده، بخصوص المنحدر الصخري الكبير في الحي والذي يطالب أعضاء لجنة الحي وسكانه بإزالته وتوسيع المنعطف الخطر في المكان: "قلت ذلك في الجلسات معكم واقول ذلك مجددا. هناك ما يسمّى بالمنطقة الأساسية، المنطقة القديمة لمدينة حيفا، والتي يقع حي عبّاس والشوارع الموصولة بشارع عبّاس ضمن هذه المنطقة. أنا آتي من مكان مماثل، أنا من سكان شارع هيلل أصلا، وامتنع عن العمل في شارع هيلل، لأني حينها سأضطر أن أغلق الشارع من الجانبين. مبنى شارع عبّاس هو مماثل، من جهة هناك المنحدر الصخري الكبير، ومن جهة أخرى هناك منحدر صخري آخر، ولكن لحسن الحظ أن السكان بمستوى ممتاز والمستوى فقط آخذ بالارتفاع".
وأضاف قائلا في رد على سؤال لعضو البلدية عبده حول الالتزام بتنفيذ استنتاجات اللجنة التي أعلن عن تعيينها في وقت سابق هذا الأسبوع لفحص حلول لمشكلة المنحدر الصخري المذكور: "سنرى بحسب النتائج والحلول التي تقترحها اللجنة"! مؤكدا أنه سيدرس امكانية ضم شخصيات من سكان الحي للجنة المهنية التي قام بتعيينها.
هذا وقد أعجب رئيس البلدية ياهف، على ما يبدو بالقمصان التي احضرها ولبسها أعضاء لجنة الحي وسكانه الذين تظاهروا قبل انعقاد الجلسة خارج مبنى البلدية، فطلب من عضو البلدية عبده أن يهديه قميصا كتب عليه بالعبرية: "عبّاس مأس".
عبده: اليوم حققنا انجازا جزئيا!!
أما عضو بلدية حيفا المهندس هشام عبده (جبهة حيفا الديمقراطية) فعقّب على أقوال رئيس البلدية بالقول: "اليوم حققنا انجازا جزئيا لحي عبّاس. الضغط الجماهيري، حوالي 150 شخصا من سكان الحي تركوا أشغالهم وحضروا للتظاهر أمام البلدية في هذه الساعة المبكرة، للتظاهر ضد الاكتظاظ المضني في حي عبّاس، والذي سببه أصلا بلدية حيفا التي تمنح التراخيص والتسهيلات في العمار، وهذا أمر ايجابي بحد ذاته. ولكن اذا وجدت مباني عملاقة يجب أن تهيئ البلدية البنى التحتية في الحي لتنساب هذه البناء والعائلات التي تدخل الحي. ولكن من ناحية يزيد عدد السكان، بينما عرض الشارع وخصوصا في المنعطف الذي تحدثنا عنه مطوّلا وقدمنا ثلاثة استجوابات للبلدية وطرحناه على جدول أعمال البلدية، هذا يحتم أنه على بلدية حيفا أن تستثمر بلدية حيفا الأموال التي جبتها على ما يسمى بتحسين الأرض، وأن توّظفها في توسيع الشارع بعرضه الكامل – 11 مترا، علما أنه لا يحوي أي رصيف مناسب ليأوي السكان والطلاب في المدارس التي في الحي".
خميس: لجنة حي عبّاس ارتقت اليوم بشكل جديّ من حيث عملها ودورها
عضو بلدية حيفا المحامي وليد خميس (قائمة تحالف عرب حيفا) عقّب قائلا: "للمرة المليون يثبت أن أي انجاز يتم فقط بعد الضغط الجماهيري، أي أن كثرة الحكي، وكثرة البيانات وحتى ربما الاستجوابات، لا تنفع مثلما الضغط الفعلي والنضال ينفع. لجنة عبّاس قررت أن تنتصر وألا تكتفي بالوعود. انتظرت اللجنة كفاية، وتنظّمت ونسّقت مع أعضاء البلدية، ومع الجمهور وأهل عبّاس، وفي النهاية تمت اليوم مظاهرة ناجحة شارك بها العشرات من سكان الحي. كعضو بلدية أشهد في الأيام الأخيرة، ضغط غير مسبوق من قبل البلدية وادارتها من أجل التوّصل لأي نوع من حلّ، وحتى محاولة شراء أشخاص بكل طريقة، بحيث انه "خذ هذا الانجاز لك"، أي أقنعهم ألا يحضروا الى جلسة البلدية ويتظاهروا. كل هذه المحاولات، محاولات فرّق تسد، شهدناها في الأيام الأخيرة، ولكن هناك حالة من النضوج، ايضا لدى ممثلي الاحزاب ولجان الاحياء. فلجنة حي عبّاس ارتقت اليوم بشكل جديّ من حيث عملها ودورها".
واردف قائلا: "تم التجاوب الأوليّ بشكل سريع، على الأقل على مستوى التصريح العلني من قبل البلدية، ورئيس البلدية. الآن يقولها رئيس البلدية، ميزانية مليون شاقل للمركز الجماهيري عبّاس ستُصرف هذا الشهر. رغم أنها موجودة منذ ثلاثة سنين"!!
خميس وعبده: لن ندخل الائتلاف البلدي!!
أما بما يخص دخول الائتلاف البلدي، فقال وليد خميس: "هذا الأمر غير وارد بالنسبة لنا. عروض لدخول الائتلاف البلدي وأكثر من ذلك قائمة على مدار السنين الثلاث الأخيرة، ولكن هذا غير وارد بالنسبة لي شخصيا وللحزب الذي أمثله أيضا. يمكنني القول أن العروضات اليوم من أجل تقلد منصب نائب رئيس بلدية، وهذا أمر رُفض بشكل تام بدون حتى بحثه. نحن لن نكون في ائتلاف لا يضمن حقوق أوليّة للعرب! نحن قد ندعم في أمور عينية، في قضايا قد تصّب في صالح العرب، أو قضايا عينية ايجابية. ولكن حتى الآن الميزانية الرسمية لبلدية حيفا ليست ميزانية لا تضمن مناصفة ولا حتى ضمان الحقوق الأساسية للعرب بكل المجالات، بل أنه في الفترة الأخيرة الوضع زاد سوءا"!!
في حين قال عبده: "لا حديث عن الائتلاف ولا نيابة الرئيس، نحن نرفض أن نعود للائتلاف بشكل عام. نحن نتحدث عن مشاكل الجماهير العربية، في حي عبّاس ووادي النسناس والحليصة، مشاكل مواقف السيارات، الاكتظاظ، وبشكل عام لكل الاحياء. الكبابير والشارع الذي سيتم افتتاحه هناك، الحليصة وشارع الموت الذي عالجناه، وهذه المشاكل والقضايا كلها. بالنسبة لتعيين نوّاب رئيس بلدية جدد، لا نرى أن تعيين نائب آخر، وبالذات شخص كممثل كتلة الشباب الذي لا يملك أي طروحات مهمة للشباب عدا عن افتتاح الملاهي والمقاهي والـ"باب"، لا نعتقد أنه هناك حاجة لاستغلال مليوني شاقل لهذا الغرض في هذه المرحلة، في حين بإمكان هذه المبالغ أن تحّل كل قضيّة شارع عبّاس. وعمليا قرار ادارة البلدية غير مفهوم أصلا".