بدأ سكان روما يغادرون العاصمة الايطالية بأعداد كبيرة منذ يوم الثلاثاء تحسبا لحدوث زلزال ارضي قوي سيضرب المدينة الخالدة في 11 أيار ـ مايو.
وقالت شركات ومصالح ان 20 في المئة من ايديها العاملة طلبوا اجازة في يوم الأربعاء وان كثيرين آخرون منعوا اطفالهم من الدوام في المدارس متوجهين الى الشاطئ أو الريف بعيدا عن العاصمة.
وأخذ سكان روما شائعة الزلزال على محمل الجد حتى ان صحفا محلية راحت تنشر تعليمات وارشادات تتعلق بالاسعافات وطرق النجاة وما ينبغي ان يفعله المرء حين تزلزل الأرض من تحت قدميه.
وأججت موجة الذعر رسائل على فايسبوك وتويتر والهاتف الخلوي تشير الى نبؤة العالم الزلزالي رفائيل بنداني الذي توقع في عام 1951 ان زلزالا قويا سيضرب روما يوم الأربعاء. ويُقال انه تنبأ ايضا بزلازل أخرى ضربت ايطاليا خلال السنوات المئة الماضية قبل وفاته في عام 1979.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ماسيمو روكا وهو مدير مدرسة في روما ان كثيرا من الآباء اتصلوا بادارة المدرسة قائلين ان اطفالهم لن يحضروا اليوم. وانه ابلغهم ان المدرسة ستبقى مفتوحة وليس هناك ما يخافونه لكنهم أصروا على إبقاء اطفالهم في البيت.
وقال نادل في احدى الحانات ان عشرات من معارفه اخذوا اجازة في يوم الأربعاء وانه قرر مع زوجته النوم في حافلته الصغيرة من باب التحوط.
وكان العالم بنداني يعتقد ان حركة الألواح الأرضية مؤدية الى حدوث زلازل هي نتيجة حركة الكواكب والقمر والشمس مجتمعة ويمكن التنبؤ بها تماما. وفي عام 1923 توقع بنداني ان زلزالا سيضرب ايطاليا في 2 كانون الثاني ـ يناير العام التالي وحدث الزلزال متأخرا يومين على الموعد الذي تنبأ به.
نال بنداني لقب فارس تقديرا لعمله من الدكتاتور الفاشي بنيتو موسوليني لكن اوامر صدرت اليه بالكف عن اعلان تنبؤاته تحت طائلة النفي إذا اصر خشية موجات الذعر التي قد يثيرها.
ولكن علماء زلزاليين أكدوا ان نظريات بنداني لا تستند الى أي دليل علمي وان من المتعذر التنبؤ بالزلازل رغم ما يدعيه. وقال العالم الزلزالي اليساندرو اماتو من المعهد الوطني للفيزياء الجيولوجية ودراسة البراكين انه ليس هناك دليل على الاطلاق يقول ان زلزالا سيضرب روما في 11 ايار ـ مايو وان المعهد أكد ذلك لمئات الأشخاص الذين اتصلوا مستفسرين.