إتفاق المصالحة الفلسطيني يشكل نكسة لإدارة باراك أوباما

مراسل حيفا نت | 01/05/2011

 واشنطن: أثار اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي من المقرر توقيعه الاربعاء بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويقضي خصوصا بتشكيل حكومة وحدة، غضب اسرائيل ودفع واشنطن الى التهديد باعادة النظر في سياستها المتعلقة بمساعدة السلطة الفلسطينية.

وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس التي لا تعترف بحق الدولة العبرية بالوجود، منظمة ارهابية. وبابرام محمود عباس اتفاقا مع خصومه في حماس يتغلب الضغط الشعبي على ما يبدو على نفوذ واشنطن التي تراجعت شعبيتها بشكل متزايد في العالم العربي.

ففي خضم التحركات المطالبة بالديموقراطية التي تهز الشرق الاوسط، يطالب الفلسطينيون منذ اسابيع بمصالحة بين حركة فتح التي تبسط سلطتها على الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. ويعتبر آرون ديفيد ميلر المفاوض الاميركي السابق في عملية السلام في الشرق الاوسط، ان هذا الاتفاق يدل على ان الفلسطينيين لم يعودوا يرون في واشنطن لاعبا في شؤونهم الداخلية.

ولفت الى ان رئيس السلطة الفلسطينية سعى بدون الاهتمام بالعواقب الدبلوماسية، الى "الحصول على دعم اوسع واكثر شرعية" من الشعب من اجل انتزاع اعتراف بقيام دولة فلسطينية اثناء الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل، في خطوة تعارضها الولايات المتحدة.

واوضح ميلر الخبير حاليا في مركز وودرو ويلسون ان "الفلسطينيين قاموا بخطوة تضعف فعلا موقفنا. السؤال المطروح هو لمعرفة ما اذا كان بمقدورنا التحدث مع حكومة تضم وزراء من حماس". فحماس رفضت حتى الان المبادىء التي تطرحها اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وهي الاعتراف بالاتفاقات التي وقعتها سابقا اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود.

في المقابل يشكل هذا الاتفاق برأي ميلر انتصارا لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي سيتوجه الى واشنطن في ايار/مايو لانه سيكون من الصعب على الرئيس باراك اوباما ان يطالبه بخطوات تجاه الفلسطينيين.
ويتوقع ايضا ان يمتنع الرئيس الاميركي عن طرح افكار يمكن ان تعتبر مكافأة للفلسطينيين اثناء خطابه المقبل حول سياسته في المنطقة.

وخلص شبلي تلحمي الخبير في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ميريلاند الى ان هذا الاتفاق "يضع ادارة (اوباما) في مأزق" مشيرا الى ان واشنطن لم تلمس بعد تماما حجم التغييرات في العالم العربي. واوضح "مع تزايد اهمية الراي العام باتت الحكومات في الشرق الاوسط تهتم بالرأي العام لديها اكثر من الولايات المتحدة وذلك يحد من نفوذ واشنطن المباشر".

كذلك فان سقوط الرئيس حسني مبارك في مصر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في العالم العربي ادى الى تعقيد الامور بالنسبة لواشنطن، لاسيما وان الدبلوماسية المصرية تبدي استقلالية من خلال رعايتها الاتفاق الفلسطيني ومن خلال تحسين علاقاتها مع ايران.

الى ذلك يرى روبرت دانين الذي كان مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية في رئاسة جورج بوش، ان واشنطن لم يعد بامكانها اعتبار مصر الحليف الوفي كما كانت في عهد حسني مبارك. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "ان مصر بعد مبارك ستكون فعلا اكثر استقلالية عن الولايات المتحدة وشريكا سيكون التقدم معه في عملية السلام اكثر تعقيدا".

مشعل يصل القاهرة اليوم والفصائل غدا

إلى ذلك، اكد قيادي في حماس ان رئيس المكتب السياسي للحركة سيصل اليوم الاحد الى القاهرة حيث سيشارك في توقيع اتفاق المصالحة بينما سيصل ممثلو الفصائل الاخرى الى العاصمة المصرية غدا الاثنين. وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس ان "الاخ خالد مشعل (ابو الوليد) يصل اليوم الى القاهرة".

واضاف الحية ان مشعل "سيعقد عدة لقاءات مع الاخوة في مصر والفصائل الفلسطينية اضافة الى لقائه الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) ابو مازن هناك وسيبقى حتى المشاركة في حفل توقيع اتفاق المصالحة".

واشار الى زيارة مشعل للقاهرة تاتي مبكرا "لانها مقررة منذ الاسبوع الماضي". واكد الحية ان ممثلي كافة الفصائل سيصلون الى القاهرة الاثنين. واوضح الحية الذي سيتوجه ضمن وفد حركته غدا من غزة الى القاهرة انه "بمجرد التوقيع النهائي على اتفاق المصالحة ستبدأ كافة الاجراءات العملية في كافة الملفات الامنية والانتخابات والحكومة ومنظمة التحرير" الفلسطينية.

واشار الحية الى ان "هناك كثر في العالم لا يريدون لنا المصالحة ولا يريدون الخير لشعبنا. لكننا مصممون على الاستمرار من اجل وحدتنا رغم كل العراقيل التي يضعها من لا يحبون الخير لشعبنا".

وعن استعدادات حركة حماس للانتخابات القادمة وامكانية تقديم مرشحا للرئاسة اوضح ان "الانتخابات تم الاتفاق عليها واعتقد من المبكر ان نبدأ الحديث عن التفاصيل. لكننا في حماس نصر على ان يكون لنا وجود في كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني".

من جانب اخر عبر الحية عن امله في انهاء الحصار وفتح معبر رفح الحدودي مع مصر. واضاف "بعد توقيع المصالحة تشجع الاخوة في مصر من اجل تحقيق ان يكون المعبر فلسطينيا مصريا". اما بالنسبة لاليات تشغيل المعبر، فقال "هذا امر متروك للتوافق الفلسطيني الفلسطيني". وعبر الرجل الثاني في الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم الاحد عن "قلقه" من قرار مصر اعادة فتح الحدود مع قطاع غزة بشكل دائم.

وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي صرح لقناة الجزيرة الفضائية ان معبر رفح بين غزة ومصر "سيفتح بشكل كامل" من اجل تخفيف الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع. وقال العربي ان مصر "ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار قطاع غزة خلال الايام القليلة المقبلة" مؤكدا ان "مصر لن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقا".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *