مار يوحنا الانجيليّ في قرص الشمس بالرغم من التحديات

مراسل حيفا نت | 02/03/2021

مار يوحنا الانجيليّ في قرص الشمس
بالرغم من التحديات
في ظل التغييرات التي عصفت بالعالم اجمع، عملت مدرسة مار يوحنا الانجيلي بطاقم معلميها وادارتها المتمثلة بمديرة المدرسة المربية المستشارة غريس سلامة، كل جهدها من اجل الوقوف بثبات امام عاصفة الكورونا التي كانت تدق أبواب المدرسة كما غيرها من كل جانب فتحاول الدخول بين اغلاق واخر وبين منشور يرسل للأهل وتعليمات صارمة احيانا ومشوشة احيانا اخرى تصدرها الجهات المسؤولة تباعا.
في ضوء كل هذا وذاك، لم يتوقف نبض مار يوحنا عن الخفقان، فكان عليها ان تختار، فاختارت ان تستمر في سيرورتها التربوية التعليمية على أكمل وجه، وزيادة على ذلك رش بعضا من الفعاليات اللامنهجية لتزيد من هذه السيرورة تألقا وجمالا.

لم يتوقف التعليم يوما في المدرسة عن قرب كان او عن بعد، فالتزمت المدرسة منذ بداية الاغلاق الاول او ما قبل الاغلاق بتمرير البرنامج التعليمي والسير حسبه اخذة بعين الاعتبار التحديات التي تواجه الطلاب.
كما ولم يتوقف طاقم المعلمين عن تطوير نفسه مهنيا ليواكب مكننة التعلم عن بعد، وذلك من خلال مسارات الاستكمالات الخاصة في كل موضوع، اضافة الى استكمال مدرسي وحّد جميع المعلمين تحت مظلة آليات التعلم عن بعد والحصانة النفسية.

من حقيبة المطالعةِ والإبداعِ الى مذكراتي في زمن الكورونا ووصولا الى حزورة من الكتاب مأجورة

كما وعملت طواقم المعلمين وما زالت، وهو ايمان منا ان تعلم الزملاء وعمل الطواقم النجاح حليفهما، عملت هذه الطواقم على ترتيب اولويات تخطيطها من جديد في ظل الوضع القائم وقد كللت تلك الطواقم عملها في برامج ومشاريع رائعة، لا وبل أكثر.. كالمطالعة الموجهة والاعمال الابداعية التي تجسد فحوى الروايات، والمسابقات اللغوية في اللغات الثلاث، اضافة الى مشاريع بحثيّة في العلوم واعتماد نهج التفكير البحثي الابداعي والنقدي، كلها جعلت من كل طالب باحثًا، يدرس مقوّمات البحث ويعمل بموجبها. وقد اعتمدت المواضيع التعليمية وما زالت على التقييم التكويني المستمر.

هذا إضافة الى مسابقة في الكتاب المقدس، وانشطة تربوية اخرى تجرى خلال الدروس كاختيار شخصية نسائية والتحدث عنها بلغة فصيحة بدقيقة او اثنتين او اختيار موضوع في اللغة العبرية والتحدث عن ملخصه بدقيقة وإصدار ابداعات طلابية تُعرض لاحقًا في مجلة مدرسيّة باللغة العبريّة او التحدث والإجادة بطلاقة باللغة الإنجليزية، تجذيرا لمسيرة المطالعة والابداع والتفكير غير النمطي. نذكر منها في عُجالة:

كما ولم تترك المدرسة موضوعا الا وطرقته وخصصت له مكانة، فقام الطلاب من خلال مجموعات بالعمل سوية على انجاز وظائف بحث ودراسة في التاريخ والجغرافيا والتفكير الرياضي.

التقييم البديل عامل على زيادة الدافعيّة
أنهى طلاب المدرسة الفصل الاول بعد انجازهم مجموعة لا بأس بها من المهام والاختبارات الالكترونية ولكن هذه المرة لبست المدرسة قبعة التقييمات بشكل مغاير، فأعطت للمهام التقييمية حصة الاسد وهي مهام اعتمدت بالأساس على التفكير الابداعي والبحثي والنقدي والتعلم الذاتي. وقد تم تتويج هذه التقييمات باجتماعات الاهالي الفردية من الصف الاول حتى الثامن، وتستمر المدرسة بسيرورة التقييم لهذا الفصل الدراسي مع مراعاة كل الظروف وتسهيل ما امكن، وتهيئة طلاب صفي الثامن بشكل خاص لمرحلة ما قبل الثانوية وتخطيهم بنجاح للانتقال للكلية الارثوذكسية.

مبادرات وفعاليات مع أطر خارجيّة
انطلقت مبادرة من قبل جمعية التطوير الاجتماعي تعنى بتنشئة قيادة شبابية فاعلة، تحمل هذه المبادرة اسم: مبادرون للتغيير، وقد شارك في المبادرة مجموعة من المدارس من ضمنها مار يوحنا، فقدمت الجمعية سلسلة محاضرات لصفوف السابعة، توعوية وارشاديّة.
هذا، وكان للمدرسة دور هام جدا في إتمام مسيرة ومشروع “حوار وهوية”. نشاط حول دور الشراكة بين المدرسة ومدرسة “كادوري” ذات تصوّر تربوي انفتاحيّ.
كما وبادرت المدرسة الى احضار مجموعة من المحاضرات التوعويّة، تُعمى بالمجال الطبي والصحة عمومًا، وقد قدم مجموعة من الأطباء والممرضات محاضرات للطلاب، حسب الفئات العمرية، بمشاركة الأهل، وقد لاقت هذه اللقاءات استحسانًا واقبالًا كبيرًا.
لم تنسَ المدرسة الجانب الفنيّ، فخصّتهُ وأفسحت المجال للقاء الطلاب بالفنانين، للتحدث معهم عن خبراتهم ودور الفنّ في صقل شخصياتهم، إضافة الى ورشات مسائية حملت اسم: “قصة وبيجاما” لطلاب الصفوف الدنيا.
ووضعت المدرسة اللياقة البدنية صوب أعينها، خاصة وأن الطلاب عمومًا متواجدون بشكل شبه دائم في البيوت وبدون حركة مساحيّة، فأعطيت حلقات رياضية لفئات عمرية من الطلاب، للذكور والإناث على السواء.

فعاليات لا منهجيّة
سافر جميع طلاب المدرسة في رحلة عبر التزامني، وكانت الرحلات عبارة عن رحلات قيمة درس الطلاب من خلالها عن المكان تاريخا وجغرافية. اضافة الى عروض مسرحية واخرى فنية ورياضية اشرف عليها معلمو المدرسة وبمبادرات خارجية اخرى.

كما واثمرت حفلة الميلاد فأنجبت فرحا ومحبة.. مشاركة طلاب في قراءات لحفل مطرانية القدس ومشاركة اطفال البساتين والصفوف الدنيا بترانيم وصلوات واستقبال حافل لبابا نويل.
وكان قد شارك الطلاب من خلال حصص التربية بفعاليات تربوية توعوية حول اسبوع الابحار الامن.
واخر فعالية كانت هذا الاسبوع يوم الثلاثاء يوم ما قبل اربعاء الرماد.. احتفالا ببدء الصوم، تزين وتزيا طلاب مار يوحنا بأزياء تنكرية مختلفة تحمل مضامين بيئات مختلفة وشعوب متنوعة، أبدعوا في إنتاج عوارض وعرض افلام عن الصوم وعن بيئة الشعوب التي اختاروها ليدرسوا عنها بشكل مغاير، لكن كلها تصب في مصب واحد، وهي خلع ثوب كل ما رديء وارتداء ثوب متجدد فيه حياة.
هذا، ومن المتوقع أن يتم عرض سلسلة مسرحيات وعروض فنية خلال هذا الفصل، والتي تصل ضمن السلة التربويّة، فتنتقي المدرسة ما هو مناسب ومثرٍ لطلابها.

في حضرة عالم الطفولة..
يقوم طاقم البساتين بشكل اسبوعي في تقديم تخطيط مفصل حول المهام ومجموع الفعاليات التي تكرس للأطفال، تشمل فعاليات والعاب تربوية هادفة واخرى تعليمية، بحيث يتم تسليط الضوء على الجوانب الحسيّة والفكريّة، من خلال فعاليات وأنشطة فنيّة تعليمية، تشرف عليها معلمات البساتين، كل في موقعها وآفق ابداعها.

رسالة مجلس الطلاب
نرفض العنف بكل اشكاله
شارك طلاب المدرسة بسلسلة فعاليات من عرض افلام تشجيعية وانتاج عوارض ابدوا من خلالها رأيهم حول ظاهرة العنف المتفشية في المجتمع العربي ورفضهم الكامل لها. فتركوا بصمتهم واطلقوا صرختهم مدوية عالية. لا للعنف،

وفي تعقيب حول مجمل الإنجازات التي حققتها المدرسة في ظلّ الأجواء التي تتّسم بالضاغطة والضبابية التي تلفّها، أفادت مديرة المدرسة المربية غريس سلامة، قائلة: “ان هدفي الاساس انه رغم الاغلاق وصعوبة الالتقاء بالطلاب، هو استمرار الحياة في المدرسة والعمل كالمعتاد وحتى تخطيه والخروج من صندوق التفكير الضيق الى عالم واسع فيه فسحة بل فسحات من الابداع واطلاق التفكير الحر والبناء. كان همي الاساس ادخال الفرحة الى قلوب الطلاب قدر المستطاع وعدم الضغط وزيادة التعب النفسي.. فالتباعد سبب ازمة جدية لدينا جميعا ونحن كأصحاب مسؤولية تحتم علينا المسؤولية التربوية احتواء الطلاب وتفهمهم وتفهم الاهل الذين نكن لهم كل الاحترام ونشكرهم جزيل الشكر على تفهمهم ووقفتهم مع المدرسة ودعمهم منذ بداية المشوار.”

كما واضافت المربية غريس قائلة” :يهمنا نطور طلابنا من ناحية تعليمية وهو هدف اساس من اهدافنا، لكن همنا الاكبر في هذه الفترة العصيبة الملأى بالتحديات هو تطوير طلابنا من الناحية العاطفية والنفسية وزيادة التوعية لديهم وتدريبهم قدر الامكان على كيفية مواجهة التحديات وادراك اهمية التعلم الذاتي لمساهمته في صقل شخصيتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *