غضب عربي في إسرائيل بسبب خطة تستهدف الديمقراطية والتعايش

مراسل حيفا نت | 24/04/2011

 منذ توليه منصب وزير المعارف في حكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتانياهو، يعمل وزير المعارف الإسرائيلي جدعون ساعر على فرض أجندة عسكرية على قطاع التربية والتعليم الإسرائيلي بشكل عام وعلى العرب في الداخل بشكل خاص.

فقد بلور ساعر خطة للعام الدراسي 2011-2012 تعمد بالأساس على إلغاء تعليم الديمقراطية والتعايش العربي اليهودي والمواطنة والتركيز على تعليم اليهودية والصهيونية وتشجيع الخدمة في الجيش الإسرائيلي وتشجيع الخدمة المدنية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الخطة التي وضعها وزير المعارف تضمن سلسلة برامج مفصلة من بينها إدخال مواضيع جديدة ومنها تراث إسرائيل، وبرنامج يدعى حملة إسرائيلية سيطبق بالتعاون مع جمعية "سفر التكوين-وهي مؤسسة يمينية تشجع اليهود على زيارة الخليل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة".
وبينت الصحيفة إن الخطة تركز على إملاءات الوزير وهي غير منطقية لأنها تزيد من حالة التطرف في صفوف الطلاب اليهود وعدم معالجة هذه القضية في الإطار التعليمي ستؤدي إلى زيادة التطرف لدى اليهود.

مساعي للاسرلة
ويرى السكان العرب داخل إسرائيل في خطة الوزير ساعر بأنها "حلقة جديدة من مسلسل العبرنة والاسرلة التي تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى فرضها على فلسطيني الـ48، ومع الجو العام المعادي للأقلية العربية في إسرائيل، والذي يتزامن مع تهويد الأرض والحيز والمكان، بهدف تشويه هوية الطالب العربي وهويته الوطنية والقومية".

جهاز التعليم العربي: بين المحافظة على الهوية ومطرقة التجهيل
ويرى مراقبون أنه منذ قيام دولة إسرائيل فقد تعرض جهاز التربية والتعليم العربي لضربة قوية، ويعاني من أزمة حقيقة إذ تحاول السلطات الإسرائيلية فرض سياسة التجهيل القومي والوطني على الطالب الفلسطيني، وتركز في المناهج الرسمية على  التاريخ العبري والإسرائيلي، حيث يدرس الطلاب العرب عن الأدباء والشعراء وقادة  اليهود أمثال  "نحمان بيالك" و"ا.ب.يهشوع" و"عجنون" و "غروسمان"، و" الرابي موشي بن ميمون-رامبام" و"زئيف جابوتنسكي"، كجزء من طمس الهوية الجماعية والقومية لديهم.
وتؤكد غالبية الأبحاث والدراسات والمختصين التربويين أن الحكومات الإسرائيلية أهملت قطاع التربية والتعليم عموما وتعمدت إهمال جهاز التربية والتعليم العربي، إذ مع افتتاح كل عام دراسي جديد تعود وتتكرر نفس المطالب المتعلقة بالتعليم العربي.
ويعاني جهاز التربية والتعليم العربي  من تمييز صارخ وانعدام للإدارة الذاتية، ومن مشاكل جمة، على مستوى مضامين التعليم أو تخصيص الميزانيات وغيرها من النواقص، والتي تتناقض مع الحقوق الجماعية للأقليات القومية والأصلية.

الطالب العربي يحصل على دعم 46 بالمائة مما يخصص للطالب اليهودي
في تقرير لجمعية "سيكوي- تكافئ الفرص" أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تصرف على الطالب العربي أقل بنسبة 46 بالمائة مما تصرفه على الطالب اليهود، في حين أن الصرف في مجال إيجاد أماكن عمل يقل لدى العرب بنسبة 64% عما يتم صرفه على اليهود.
موضحا أن المجال الوحيد الذي تقلصت فيه الفجوة كان في مجال التعليم، وتقلصت الفجوة منذ العام 2006 وحتى اليوم بنسبة 7,8 بالمائة، لكن هذا الأمر يعود إلى تراجع مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب اليهود على الرغم من أن ما تصرفه الحكومة على الطالب العربي اقل بنسبة 46 بالمائة مما يصرف على الطالب اليهود.  


وأكثر مظاهر التمييز في مجال التعليم، نقص حوالي 9 آلاف غرفة تدريس في جهاز التعليم العربي كما أن معدل الاكتظاظ في الغرفة الدراسية 29 طالبا عربيا مقابل اقل من 25 طالبا في جهاز التعليم العبري، فيما تنعكس قلة الموارد في مجال التعليم بصورة مباشرة على التحصيل العلمي، ففي الآونة الأخيرة ظهرت نتائج امتحان رياضيات دولي لطلاب المرحلة الإعدادية، وشاركت فيه 59 دولة، واحتلت إسرائيل المرتبة 39، ولكن يتبين لدى التدقيق في النتائج أن تحصيل الطلاب اليهود كان يلائم المرتبة 16 بينما تحصيل الطلاب العرب يلائم المرتبة 51.

اسبنيولي: خطة وزير التربية ساعر مرفوضة وترسخ العنصرية

رئيسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في إسرائيل، د.هالة اسبانيولي أكدت في رسالة بعثتها لوزير المعارف الإسرائيلي جدعون ساعر على  رفض فلسطيني الـ48 لخطة الوزارة للعام الدراسي القادم(2011-2012) والتي تنص على التركيز والتشديد على القيم الصهيونية واليهودية في المدارس، وطالبته إقرار الوزارة لكتاب الهوية الذي أصدرته لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، ضمن المنهاج الرسمي المعتمد في المدارس العربية الحكومية.
ورأت اسبنيولي أن خطة وزارة المعارف الإسرائيلية تتجاهل النزعات القومجية والعنصرية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود، موضحة أن هذا ما أكدته أكثر من دراسة واستطلاع من تفشي مقلق للعنصرية بين أبناء الشبيبة اليهود ومنها أنّ 50 بالمائة يرفضون التعلّم في صف واحد مع طالب عربي؛ 70  بالمائة يرون أنه في حال حصول تصادم بين "أمن الدولة" والقيم الديمقراطية فالغلبة للأمن؛ 50 بالمائة يرفضون السكن في نفس الحي مع عرب.


وأوضحت أن سياسات الوزارة الحالية تعزز العنصرية، وأنّ ما يزيد الطين بلة هو سياسة الحكومة ووزارة التربية والتعليم تحديدًا في عدّة قضايا، لا سيما هذه الخطة، والتغييرات في مناهج المدنيات، والقيام بـ"رحلات" إلى مدينة الخليل المحتلة، وسنّ قانون النكبة الرامي إلى كبت الرواية التاريخية الفلسطينية وترهيب المعلمين من مجرّد ذكر مفردة "النكبة" في المدارس، وبالتالي تعزز هذه السياسات النزعات القومجية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود والتي تزعزع أركان النظام الديمقراطي، وخلصت إلى المطالبة بتغيير الخطة والتركيز على قيم الديمقراطية والتعددية والتسامح والاحترام المتبادل، بالإضافة إلى تخصيص جهود وموارد لمكافحة العنصرية المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي.


في سياق أخر متصل بعثت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بنسخ من كتاب "الهُوية" الذي أصدرته مؤخرا، والذي سارعت الوزارة إلى حظر استعماله في المدارس العربية  إلى الوزير ساعر ومدير عام الوزارة شمشون شوشاني ورئيس السكرتارية التربوية تسفي تساميرت، للمطالبة بمناقشته رسميًا كمقدمة لوضع منهج شامل للتربية للهوية الوطنية يكون جزءًا من المنهج الرسمي بل وأن يشكّل وحدةً تعليميةً واحدة على الأقل في امتحانات "البجروت-التوجيهي".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *