الاسرائيليون والفلسطينيون يبتعدون عن المفاوضات

مراسل حيفا نت | 21/04/2011

القدس:  طوى الاسرائيليون والفلسطينيون على ما يبدو صفحة المفاوضات اذ يتهم كل طرف الطرف الآخر بانه مسؤول عن تعثر عملية السلام بينما يستعد الجانبان لمعركة حول اعلان دولة فلسطينية في ايلول/سبتمبر في الامم المتحدة.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميردور لوكالة فرانس برس في مقابلة اجريت مؤخرا "لا ارى ان الفلسطينيين سيعودون الى طاولة المفاوضات. استراتيجيتهم تقضي بعدم الرغبة في التفاوض ونحن لا نستطيع ان نجبرهم".

واضاف ميردور العضو في الجناح المعتدل لحزب الليكود اليميني "اذا لم يقنعهم المجتمع الدولي بالعودة الى التفاوض لا اظن انهم سيفعلون ذلك".
ويتفق المفاوض الفلسطيني نبيل شعث مع التشخيص ولكن ليس في ما يتعلق بالمسؤوليات. ويقول "من المستحيل اجراء مفاوضات"، معتبرا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "ليس جديا".

واضاف شعث في حديث لوكالة فرانس برس ان "نتانياهو يستفيد من الوضع الحالي الذي يسمح له بوضع غزة تحت الحصار وتحت الضغط والاستمرار في بناء الجدار (الامني في الضفة الغربية) وبناء المستوطنات وقضم القدس والسيطرة على حياة الفلسطينيين".
ولا ينتظر الفلسطينيون شيئا من نتانياهو الذي يفترض ان يقدم في ايار/مايو مبادرة امام الكونغرس الاميركي، ولا من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يمكن ان يصدر قريبا اعلانا عن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويطالب الفلسطينيون لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر بتجميد كامل للاستيطان الاسرائيلي و"بمعايير واضحة" للمفاوضات حول دولة بحدود حزيران/يونيو 1967 .
وهم يسعون للحصول على اعتراف بدولتهم من الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، بما فيها القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال شعث ان "اوباما ليس في موقع يسمح له فعليا بالحصول على مشروع مهم لانه بحاجة للضغط على نتانياهو"، مؤكدا ان "لا سلام ممكنا بدون ضغط جدي على نتانياهو".
واضاف "سنذهب الى مجلس الامن فقط للحصول على فيتو اميركي ووقتها نستطيع الذهاب امام الجمعية العامة لنطلب عقد اجتماع وفق مذهب الحرب الكورية +متحدون للسلام+ الذي يسمح للجمعية العامة باتخاذ قرارات ملزمة كتلك الصادرة عن مجلس الامن".

ورأى شعث ان "مبدأ +متحدون من اجل السلام+ تم تبنيه في الحالة التي لا يمكن ان يتفق فيها الخمسة اعضاء الدائمين".
واوضح ان هذا "المبدأ" اقر في 1950 ليطبق "في حالة وجود نقض من الولايات المتحدة ضد اراء الاعضاء الدائمين الاخرين".

واوضح شعث "عندها سنصبح اعضاء دائمين في الجمعية العامة ومعترف بنا من قبل ثلثي المجتمع الدولي سنصبح عندها دولة مستقلة اراضيها محتلة بشكل غير قانوني من عضو اخر".
وبالنسبة للاسرائيليين لن يكون لهذه المحاولة — بدون اتفاقية سلام — اي نتيجة تذكر على ارض الواقع وستؤدي الى تفاقم التوتر. وهم يؤكدون انها لن تسمح للفلسطينيين بتحقيق الاستقلال ووضع نهاية للنزاع مع اسرائيل.

ويقول ميريدور ان "الفلسطينيين لديهم استراتيجية جديدة: لا ارهاب وبناء دولة بنمو اقتصادي. وفي الوقت ذاته، يريدون ان تحل الضغوط على اسرائيل محل المفاوضات وقرار للامم المتحدة محل اتفاق" مع اسرائيل.
ويعترف ميردور بان هذه الاستراتيجية يمكن ان تترجم عزلة دولية كبيرة الى اسرائيل لكنها لن تكون اكثر ايجابية للفلسطينيين، على حد قوله.

وقال "هل هذه طريقة جيدة لانهاء الصراع؟ لا. هذا سيؤدي الى تفاقم الغضب والاحتكاك".
واضاف ان "هذا ليس جيدا لنا. لكن هل هذا انشاء دولة؟ هل سيقومون (الفلسطينيون) بحكم مستوطنة معاليه ادوميم او الحي اليهودي" في اشارة الى المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية او الحي اليهودي في البلدة القديمة القدس الشرقية التي ضمتها الدولة العبرية.
واكد ميريدور "سيتوجب علينا الجلوس على طاولة المفاوضات وان نقرر الحدود والامور الاخرى".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *