حقوق الانسان بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 09/01/2021

حقوق الانسان
الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي
مما يدركه أهل البصيرة أن الانسان عليه واجبات وله حقوق والاصح انه إذا أديت الواجبات اديت الحقوق لانه عندما يعطى الواجب يحصل عليه صاحب حق ولكننا نتكلم بشكل مستمر عن الواجبات لان الناس يطالبون بشكل دائم بحقوقهم ويتجاهلون أداء الواجبات ولذا اجد لزاما علي ان اتعرض الى حقوق الانسان في الإسلام لان الانسان مخلوق عظيم كرمه الله تعالى وخلقه بأحسن تقويم . ونفخ فيه من روحه لتدب فيه الحياة ليقوم بدوره وهو خلافة الله في أرضه لقوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) وكان الخليفة الأول آدم ومن بعده ذريته التي كرمها الله كذلك بقوله ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) فإذا كان الانسان مخلوق مكرم من ربه فلا بد أن تحفظ كرامته ولا تحفظ الا إذا اخذ حقه كاملا وبكل جوانبه , ومن الحقوق التي يجب للإنسان : حق الحياة : وحق الكرامة ,وحق الحرية , وحق التملك , وحق التعلم وغيرها من الحقوق فإن تمتع بها الانسان ظهر بأحسن صورة وكان مؤهلا لخلافة الارض ومما نود التأكيد عليه بان الحق يقوم على اساس المساواة بين بني البشر على قاعدة ( يا ايها الناس , ألا إن ربكم واحد , وإن أباكم واحد , ألا لا فضل لعربي على أعجمي , ولا لأحمر على اسود , ولا أسود على احمر الا بالتقوى ) وعلى اساس ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) وأهم حق كفله الله للإنسان حقه في الحياة الكريمة , وهذا الحق يحفظ للإنسان نفسه وماله وعرضه وكرامته , ويجب علينا في ظل هذه الفوضى ان نركز على هذا الحق , فحق الحياة ثابت لكل بني آدم على مختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية فقد وضح القرآن لنا ذلك بالبيان التالي ( قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم , ألا تشركوا به شيئا , وبالوالدين احسانا , ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم وإياهم , ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق , ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) ولكرامة الانسان عند الله خلقه بأحسن تقويم وصوره بأحسن صورة وبما أن الله تعالى بين لنا انه خلق الانسان مكرما فلا بد أن يكرم وتحفظ كرامته بين الناس لان ما كرمه الله لا يجوز ان يهان أبدا ولا تحت أي مسمى من المسميات ولا يمكن ان تحفظ كرامته الا بحظ حقه بالحرية فلا يستعبد من الخلق سوآءا كانوا من الحكام او العامة والاسياد وهذا الحق يشمل جوانب متعددة فله الحق بان يختار دينه على أساس ( لا اكراه في الدين ) وان يختار ممثليه وله حرية التعبير عن رأيه وقد تجلى هذا الحق بالمقولة المشهورة لعمر بن الخطاب حين جاءه الرجل النصراني القبطي من مصر يشتكي له ابن عمرو بن العاص الذي ضربه وسجنه لأنه سبقه في سباق الخيل وقال له أتسبقني وأنا ابن الاكرمين ) فاستدعى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص ليمكن النصراني من ابن عمرو فأعطاه الدرة وقال ( اضرب ابن الأكرمين ) ثم قال يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ) ولا نغفل عن اختيار الممثلين للحكم فقد اختير أبو بكر وعثمان بتصويت عامة المسلمين لهم ليكونوا خلفاء من بعد رسول فكان الخليفة الأول أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان ثم علي كرم الله وجهه فكان اختيارهم لممثليهم على قاعدة ( من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) وهذه الحقوق وغيرها لا يمكن ان تعرف ولا يمكن ان تحفظ الا بحفظ حق الانسان في التعلم والثقافة الحسنة لذا يعتبر نشر العلم والتعليم من الأساسيات في الحياة فالمجتمع الذي يتطلع الى الرقي والتقدم عليه ان يعتني بالعلم لذا قال تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ) ويكون العلم والتعليم وفق منهاج تستوعبه النفوس حتى لا يملوا ويسأموا , وبما ان العلم حق للعباد فلا يجوز لعالم ان يكتم علمه قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) واعتبر الرسول العلم فريضه لان بالعلم يعرف الخير من الشر لان العلم يضيء للناس طريق الهداية بنور المعرفة والفهم الصحيح , وبما أن للإنسان الحق في التملك فلا يحفظ هذا الحق الا بالعلم والمعرفة والعقل السليم وحسن الإدارة لذا قال تعالى ( ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا سديدا ) فمن عمل وكسب ماله من حلال او ورث مالا فله حق التملك ذكورا كانوا ام اناثا ليعيش الجميع حياة كريمة يضمن فيها الامن المعيشي لذا قال ربنا ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وتأكيدا على هذا الحق وضرورة العمل كان لنا أنبياء الله قدوات صالحة فقد عمل أبو البشر آدم بالزراعة وعمل نوح بالنجارة وعمل داوود بالحدادة وعمل موسى برعي الغنم وعمل محمد برعي الغنم والتجارة عليهم صلوات الله وسلامه فلنعمل على أداء الحقوق ونعطي لكل ذي حق حقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *