الرياض: لا تزال رائحة حبر قلم رجل الأعمال الكويتي المتوفى ناصر الخرافي، باقية في أزقة وحجرات عقل وقلب زعيم حزب الله حسن نصر الله، بعد أن هاجم الخرافي في بداية الشهر الحالي نيسان/ أبريل عبر مقالة له بجريدة الرأي الكويتية عنونها بـ"عدو فاجر وصديق غادر" دولا لم يحددها بعينها.
إضافة إلى مقالة أخرى في الثاني عشر من الشهر الحالي عنونها بـ" عيش العزة أو موت الكرام"، حيث أثنى فيها فيه على زعيم حزب الله حسن نصر الله، وبالدور الذي وصفه بالبطولي لـ"المقاومة".
مقالة الخرافي الأولى المنتقدة ضمنيا حملات الإعلام الخليجية بعد أحداث البحرين؛ أكدت لدى العديد من المتابعين، مدى العلاقة الوطيدة التي تجذب روحي الخرافي "الغائبة" وحسن نصر الله "المتجددة" بفعل دعم مرجعيات "قم" الإيرانية.
ناصر الخرافي، الحكاية الاقتصادية الكبرى في الكويت الذي تعود أصوله إلى مدينة الزلفي السعودية (شمال العاصمة الرياض)، سجل سبقه التاريخي بأن يكون أوائل "آل الزلفي" في مدح رسول إيران في لبنان حسن نصر الله، على حساب دول المنطقة الخليجية الساعية إلى تهدئة الخطر الإيراني على مملكة البحرين الصغرى.
حيث وصف الخرافي في مقالته نصر الله وحزبه بأنهم المقاومون لـ "المخطط الصهيوني"، حيث أشار الخرافي في مقالته الأخيرة قبل وفاته إلى أنه كان ينتظر موقفا وصفه بـ"الشجاع" من دول المنطقة؛ إلا أنهم " طعنوا الشرفاء المجاهدين بخنجر مسموم في ظهورهم، وهم في ذروة الدفاع عن الأمة الإسلامية".
وأعلن الخرافي في مقالة لم يحسب لها المتابعون حسابا إلا بعد أن قدم "سماحة صاحب النصر الإلهي" وفق وصف الخرافي في خطاب متلفز، قدم شكره حرفيا ومباشرة لرجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي حيث لدفاعه عنه في مواجهة "الحملة الخليجية الإعلامية الظالمة" التي رآها نصر الله.
المقالة التي أعلن فيها الخرافي استعداده لتقديم سكنه وبيته الذي وصفه بالمتواضع أن يقدمه قربانا كمحبة وتأييد لنصر الله، مستدركا في ختام مقالته بالبيت: احذر عدوك مرة… واحذر صديقك ألف مرة… فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة.
المقالة الأخرى التي حركت رسائل الإعجاب والإشادة بين الراحل الخرافي مع المحتوى الأكبر حسن نصر الله، قال الخرافي إنه استمتع باهتمام بالغ "معتاد إلى الخطبة التاريخية العصماء، التي ألقاها رجل النصر الإلهي" نصر الله، مؤكدا أنها تحوي من دروسا وعبر وفق رأيه.
العلاقة الوطيدة التي لم يدم ظهورها على السطح الإعلامي كثيرا؛ ميزته قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني، حيث جعلت خبر وفاة ناصر الخرافي في صدر مواضيعها الرئيسية على شبكة الانترنت. فماذا سوف يقول نصر الله في خطبته القادمة عن الراحل الخرافي؟
ويشكل الخرافي الرجل الاقتصادي برفقة أخيه الخرافي السياسي رئيس مجلس الأمة الكويتي، يشكلان قوة ساهمت في حضور اسم عائلتهما اقتصاديا، مقتحمين قائمة مجلس "فوربس" الأميركية كأكثر العائلات ثراء في العالم بثروة تتجاوز الأحد عشر مليار دولار.
التأثير الكبير للغياب "الخرافي" لناصر، غيب اللون الأخضر في تعاملات سوق الأوراق الكويتية التي افتتحت أسبوعها بخبر رحيل و"احمرار" للمجموعة الاقتصادية الكبرى في الكويت.
وناصر الخرافي توفي يوم الأحد في القاهرة عن عمر يناهز 67 عاما، بعد تعرّضه لأزمة قلبية حادة مساء السبت نقل على إثرها الى المستشفى حيث توفي فيه. والخرافي هو نجل رجل الأعمال الكويتي الراحل محمد عبد المحسن الخرافي وشقيق رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، ومن مؤسسي مجموعة الخرافي، التي تضم عدداً ضخماً من الشركات.
وناصر الخرافي هو عضو مجلس إدارة بنك الكويت الوطني وشركة الخير التابعة للمجموعة التي تمتلك 16.5% من زين، ويمتلك 68% من استثمارات الوطنية، إضافة إلى 48% من شركة المال، و37% من شركة الكابلات، و16% من شركة أنابيب، و67% من أغذية، و18% من المجموعة القابضة المصرية الكويتية.