وداعًا للمربية الفاضلة والأم المكافحة ندى حبيبي عبود (أم توفيق)

مراسل حيفا نت | 25/12/2020

وارى ثرى حيفا أمس الخميس جثمان المربية الفاضلة ندى حبيبي عبود الأشقر (أم توفيق). وبحسب تعليمات وزارة الصحة اقتصر التشييع على نطاق ضيق من العائلة ولأصدقاء. وقد أبّنها القس الكنن حاتم شحادة.
الراحلة ندى عبود من مواليد العام 1925 وهي شقيقة الأديب الراحل إميل حبيبي وآخر من تبقى من أبناء شكري حبيبي. وهي والدة سعاد ونجاة وهالة ووفاء، وتوفيق الذي رحل قبل سنوات معدودة.
يشار إلى أن الراحلة ندى عبود، كانت في مقتبل عمرها تعمل مربية للأطفال في المدرسة، وقد كافحت بشدة لتربية أطفالها الخمسة، بعد وفاة زوجها صادق (أبو توفيق) الذي فارق الحياة في ريعان شبابه. وقد كانت مثالا للتربية والأخلاق الحميدة، وقد عاشت في سنواتها الأخيرة في حيفا لوحدها بعد أن غادرها جميع أولادها إلى بيوت أزواجهم ومنهم من هاجر إلى كندا وألمانيا، وكانت تلتقي بهم كل الوقت بجميع المناسبات.
يشار إلى أن المرحومة كانت تقوم بجميع واجباتها الدينية ولا تتغيب عن زيارة الكنيسة أيام الآحاد وفي المناسبات الدينية، إلى أن أعجزها المرض في الأيام الأخيرة ومنعها من ذلك.

صورة من عام 1948 تجمع ندى وأخوتها. في أقصى اليسار: إميل حبيبي

وردة حبيبي (أم وديع) مع أحفادها من ابنها إميل (جهينة وراوية) وابنتها ندى (نجاة وسعاد وهالة وتوفيق)

الراحلة ندى حبيبي (أم توفيق) مع بناتها

وكانت صحيفة حيفا” قد أجرت لقاءً مع “أم توفيق” قبل ثلاثة أعوام:

روضة غنايم: بيت إميل حبيبي عباس 13 أ وسرايا بنت الغول
في صباح يوم ربيعيّ من شهر آذار 2017 أجريت اتصالاً هاتفياً مع السيدة ندى حبيبي– عبود شقيقة الأديب إميل حبيبي، التي تسكن في بيت العائلة في شارع (عباس 13 أ)، وطلبت أن أزورها لأتعرف عليها وعلى البيت.

وما يميز هذا البيت، أنه حافظ على أصالة معالمه من أبواب وشبابيك وبلاط، ونلاحظ أيضاً أن عتبة البيت مازالت من صبّة باطون، مما تضيف عليه جمالاً وعراقة. وتفوح من البيت رائحة وعبق البيوت الفلسطينية. وداخل البيت كانت بئر ماء تم تحويلها فيما بعد إلى غرفة للمعيشة.
السيدة ندى امرأة جميلة الشكل وجميلة الروح، الابتسامة لا تفارق محيّاها، وهي من مواليد عام (1925). وصاحبة نكتة وروح مرحة. وقد أباحت لي عن عمرها: “عمري 19 عاماً وتستطيعين قلب الرقم”، قالتها بابتسامة لطيفة.

حدثتني ندى عن البيت قائلةً:”أمي وأبي من مواليد شفاعمرو. في نهاية القرن التاسع عشر شيَد شقيقي الأكبر وديع هذا البيت، وهو عبارة عن ثلاثة طوابق، في الطابق الأول سكن والديّ بعد مجيئهما من شفاعمرو مع أشقائي وديع، أديب، حليم، كريم، نخلة ووديعة للعيش والاستقرار في حيفا، وفي الطابق الثاني سكن شقيقي وديع والطابق الثالث كان معدّ لأحد أبنائه. في هذا البيت وُلد شقيقي إميل ونعيم وأنا.
في عام (1939) تزوجت ندى من صادق عبود، وأنجبا أربع بنات وولداً واحداً. وعن زواجها تحدثت قائلةً:”كنت أرتّل في جوقة ترتيل في “كنيسة مار يوحنا”. في أحد الأيام زار صادق القسيس فسمع صوتي من وراء جدران الغرفة، فسأله عن صاحبة الصوت فكشف القسيس إسمي. وبعد فترة قصيرة التحق صادق بالجوقة ونشأت بيننا قصة حُبّ جميلة( بس طبعاً كنا نطلع ومعنا حرّاس). تزوجنا وسكنّا في البلد التحتا، وعندما بدأت المناوشات في عام (1948) لجأنا للاحتماء في مدينة الناصرة. وبعد انتهاء الحرب عدنا إلى حيفا، فوجدنا بيتنا مهدوماً، وسكنا في بيت العائلة.عندما توفي زوجي في سن مبكرة إثر نوبة قلبية، ترك لي خمسة أبناء.تعلّمت لأصبح حاضنة للأطفال في “دار المعلمين” في حيفا، وبعدها عملت سنوات عديدة في مدرسة (مار يوحنا) حاضنة أطفال”.

روضة غنايم: بيت إميل حبيبي عباس 13 أ وسرايا بنت الغول…

سألتها عن طفولتها في هذا البيت فقالت:”أذكر أن شقيقي الأكبر وديع كان يأخذني يومياً من البيت إلى المدرسة في عربة الحنطور(أصبح عنده فيما بعد شركه لسيارات الأجرة). تعلمت من صف البستان إلى الصف السابع في “مار يوحنا” وبعدها انتقلت إلى مدرسة البنات “إنكليش هاي سكول” التي تقع في شارع “شبتاي ليفي” واليوم بناية المدرسة أصبحت متحفاً للفنون”. وعن ألعاب الطفولة ذكرت”كنا نلعب الغميضة والإيكس(لعبة القفز) ولعبة نط الحبل ولعبة خمسة كعاب”.

وهذا البيت كان مصيره عام (1948) مثل مصير بقية البيوت التي احتلت وتم الاستيلاء عليها بعد أن أخلتها المنظمات الصهيونية من سكانها، ولكن هذا البيت حرّره إميل حبيبي بذكائه. عندما عاد إلى البيت وجد جندياً مسلحاً يجلس فيه فأحرجه إميل حين جلس قبالته لساعات طويلة مُحدقاً به حتى انسحب الجندي في منتصف الليل من البيت وهكذا استعاد البيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *