وزير خارجية إسرائيل وابنته.. في قفص الاتهام

مراسل حيفا نت | 14/04/2011

افيغدور ليبرمان

تل أبيب: خيمت على الدوائر الدبلوماسية في تل ابيب حالة من الترقب الحذر، على خلفية اتهام وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بجرائم، وصفها المستشار القانوني لحكومة بلاده "يهودا واينشتاين" بالجنائية، فعلى الرغم من تخفيف ليبرمان من حدة تلك الاتهامات، في محاولة للحفاظ على شعبيته لدى جماهير حزبه "اسرائيل بيتنا"، الا ان اصوات عدد من الحركات السياسية المنتمية للحزب، تتقدمها حركة "اوميتس"، طالبته بلملمة اوراقه من مقر الخارجية فوراً، قبل الادلاء بإفادته امام المستشار القانوني.

وتشير لائحة الاتهام التي تلقاها ليبرمان من واينشتاين، بحسب موقع "NFC" العبري، الى تورطه وعدد من المقربين منه، في طليعتهم ابنته "ميخال ليبرمان" في قضايا فساد تدور حول التحايل وخيانة الامانة، والحصول على اموال عن طريق الغش في ظروف عصيبة، وغسيل اموال، ومطاردة شهود إثبات في الاتهامات المنسوبة اليه، لعرقلة سير التحقيقات. وتزامن مع تلك اللائحة صدور وثيقة مماثلة، قدمتها شعبة الاقتصاد في النيابة الاسرائيلية العامة ضد ليبرمان ومقربين منه.

مبالغ مادية ضخمة

ووفقاً لما هو مفصّل في لائحة الاتهام، سيطر ليبرمان في الفترة ما بين 2001، حتى عام 2008 على عدد من الشركات التي تلقت مبالغ مادية ضخمة من الخارج بلغت ملايين الدولارات، يعود مصدرها الى رجال اعمال، وان تدفق تلك الاموال تزامن مع عضوية ليبرمان في الكنيست وحصوله على حقائب وزارية في الحكومات الاسرائيلية المتوالية خلال الفترة ذاتها.

ميخال ليبرمان

الاتهام الرئيسي الذي قد يكون الشعرة، التي تقسم ظهر بعير ليبرمان – وفقاً لوصف التقرير العبري – هو الحصول على ملايين الدولارات من رجال اعمال أجانب، من خلال الشركات التي ترأس مجلس ادارتها تزامناً مع حصوله على حقيبة وزارية للمرة الاولى عام 2001، ويدور الحديث حول رجال اعمال لهم مصالح واستثمارات عديدة في اسرائيل، وعلى حد المعطيات المتوفرة لدى السلطات الاسرائيلية: "ليست للأموال التي حصلت عليها شركات ليبرمان أية علاقة بنشاط رجال الاعمال، الذين يدور الحديث حولهم في اسرائيل".

ومن بين رجال الاعمال الذين كانوا سبباً في سقوط ورقة ليبرمان "ميخائيل تشرنفي"، المتهم بمساعدة رجل الاعمال "جاد زئيفي" في السيطرة بـ "الغش والتحايل" على شركة الاتصالات الاسرائيلية "بيزك". بالاضافة الى رجل الاعمال اليهودي الاسترالي "مارتن شلاف" وغيرهم.

الى ذلك تدعي النيابة الاسرائيلية العامة، ان ليبرمان وممثل دفاعه "يوآف ميني"، مارسا سلوكاً يقضي بإخفاء نشاطهما عن طريق تنفيذ عمليات غش وتحايل متواصلة حيال الجماهير الاسرائيلية ومؤسسات الدولة العبرية، بما يتناقض مع عمل افيغدور ليبرمان العام، ووفقاً لبيان وزارة العدل الاسرائيلية حول تلك القضية: "حصل ليبرمان على مبالغ مادية ضخمة نقداً من رجال اعمال، ومبالغ مناظرة من مؤسسات مالية في قبرص واسرائيل بهدف اخفاء مصدر تلك الاموال، كما ان ادارة هذه الشركات كانت موكلة لمكتب محاماة قبرصي، للحيلولة دون كشف علاقة ليبرمان بها.

حقائب وزارية مختلفة

افيغدور ليبرمان بحسب تقرير موقع "NFC" العبري، حصل على تلك الاموال في الوقت الذي تولى فيه عدة حقائب وزارية هى البنى التحتية، المواصلات، والشؤون الاستراتيجية.

وفي حين انسحب ليبرمان من الحكومة عام 2004، أقام شركة وسجلها باسم ابنته ميخال، التي لم تتجاوز من العمر آنذاك، وتدفق على تلك الشركة في حينه اموال تقدر بـ 2.5 مليون دولار، يعود مصدرها الى عدد ليس بالقلي من رجال الاعمال، وواصلت الاموال تدفقها على الشركة حتى عاد ليبرمان لتولي حقيبة وزارية في الحكومة الاسرائيلية عام 2006، ومنذ هذا التاريخ دخل حساب "ميخال ليبرمان" الخاص 1.2 مليون دولار.

وفي حين اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن أمله في تمكن افيغدور ليبرمان من درء الشبهات عن نفسه، هددت حركة "أوميتس" الاسرائيلية بأنه اذا لم يقدم ليبرمان استقالته من الحكومة وتخليه فوراً عن توليه حقيبة الخارجية، فستقدم الحركة دعوى قضائية امام المحكمة الاسرائيلية العليا في مسعى لإجباره على اتخاذ تلك الخطوة. اما عضو الكنيست "نيتسان هروفيتس" فدعا ليبرمان بشكل مباشر الى تقديم استقالته الفورية من الحكومة، مشيراً في حديث لموقع "NFC" العبري الى: "انه ليس من اللائق ان يتولى شخص يواجه تلك الاتهامات منصباً سياسياً او دبلوماسيا في اسرائيل".

ويترأس افيغدور ليبرمان حزب اسرائيل بيتنا اليميني، ومن خلال الحزب حصل على حقيبة وزارة الخارجية في حكومة الليكود، كما انه عضو في المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية، وفي الوقت ذاته نائباً لرئيس الوزراء.

اسم ليبرمان الاصلي "ايفات" بينما يُدعى والده "ليف" ووالدته "استر"، وشهدت مدينة "كشنيف" بمولديفيا، (احدى دول الاتحاد السوفياتي السابق) مسقط رأسه، وخلال دراسته الجامعية في كشنيف عمل في وظيفة رجل أمن، وألف مسرحية تحت عنوان "الطلبة"، وهى المسرحية التي حصلت على جائزة ادبية، وهاجر ليبرمان الى اسرائيل في الثامن عشر من حزيران/ يونيه عام 1978، وتعلم اللغة العبرية في احد معاهد القرى التعاونية، وخلال دراسته للغة بلاده تعرف على "إيلا" احدى المهاجرات اليهوديات القادمة من "طشقند"، وتزوجها عام 1981، وفي بداية زواجهما اقاما في منطقة جيلا بالقدس، وعندئذ تم تعيينه امينا لفرع منظمة العمال الاسرائيلية "الهستدروت" بالقدس، وفي عام 1983 انجبت زوجته ابنتهما "ميخال"، وفي بداية عام 1988، انتقلت الاسرة للاقامة في مستوطنة "نوكديم"، وهناك انجبت زوجته ابنيهما "كوبي" و "عاموس". ليبرمان حاصل على الاجازة العليا في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية بالقدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *