قوات القذافي تجدّد قصف الثوار غرب مدينة اجدابيا

مراسل حيفا نت | 09/04/2011

اجدابيا: قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صباح السبت مواقع للثوار في غرب مدينة اجدابيا (شرق) ما أدى إلى فرار الثوار، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع.

ويشكل هذا القصف المدفعي بالقرب من اجدابيا انتكاسة جديدة للثوار بعدما تقدموا صباح السبت عشرات الكيلومترات غربا في اتجاه موقع البريقة النفطي.

وكان قادة الثوار سمحوا لاول مرة منذ الاربعاء للصحافيين بالخروج من اجدابيا والاقتراب من خط الجبهة على الطريق الممتدة بين المدينتين اللتين تفصل بينهما مسافة 80 كلم.

وتشهد هذه المنطقة الممتدة بين اجدابيا والبريقة معارك كثيفة متواصلة منذ عشرة ايام بين قوات القذافي والثوار.

وكانت قوات القذافي شنت عمليات قصف الخميس والجمعة اثارت الذعر بين الثوار وارغمتهم على التراجع الى اجدابيا التي خلت من سكانها.

واضطر الاف المدنيين والثوار مساء الخميس الى الفرار من اجدابيا في اتجاه بنغازي معقل الثورة على مسافة 160 كلم شمالا، بعد انتشار شائعات حول هجوم وشيك ستشنه قوات القذافي.

وشوهدت مروحية طليت بالوان علم الثوار الليبيين تتجه السبت الى خط الجبهة في محيط اجدابيا (شرق) في منطقة الحظر الجوي، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وشوهدت المروحية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا بعيد الظهر شمال شرق مدينة اجدابيا.

وكانت متوجهة الى المنطقة الواقعة بين اجدابيا والبريقة (غربا) والتي تشهد منذ اسبوع معارك ضارية بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

وفي هذه الاثناء كانت عشرات السيارات تفر من اجدابيا في اتجاه بنغازي معقل الثوار على مسافة 160 كلم شمالا.

ويفرض الائتلاف الدولي منذ 19 اذار/مارس منطقة حظر جوي فوق ليبيا بموجب قرار دولي صدر في 17 اذار/مارس بهدف حماية المدنيين في ليبيا.

معارك ضارية في مصراتة

تطلق عيارات نارية ويقول الضابط في الجيش الليبي مخاطبا المراسلين الذين يرافقونه في مدينة مصراته المتمردة شرق طرابلس، "لا تخافوا انه رصاص جيشنا"، لكن رصاصة قناص تخدش راسه فيسيل الدم على وجهه.

وينبطح الصحافيون على الارض بينما ينقل الضابط وليد (29 سنة) بسرعة في سيارة الى مستشفى زليطن على مسافة خمسين كلم غرب مصراته، لكن اصابته خفيفة وحياته ليست في خطر.

وقبل ان يامر المراسلين بالتراجع، صرخ ضابط اخر "انظروا كيف يستهدفون الصحافيين"، متهما الثوار بذلك.

وترد قوات العقيد معمر القذافي المتمركزة في مجموعات صغيرة امام بعض مباني شارع طرابلس، فينطلق رصاص الرشاشات من الجانبين تتخلله ثلاثة انفجارات.

وينتاب الخوف نحو خمسين مراسلا من الصحافة الدولية شبه العالقين في احد فنادق طرابلس منذ اكثر من شهر بالنسبة لبعضهم.

وبما انهم اعتادوا على زيارات النظام الدعائية الروتنية، لم يفكر معظمهم في ارتداء السترة الواقية من الرصاص. وقد تعين عليهم اولا التدافع للحصول على مقعد في احدى حافلتين خصصتها السلطات ولا يزيد عدد مقاعدها على الخمسين لنحو مئة مراسل.

ومنذ اكثر من شهر ونصف الشهر يدافع الثوار الليبيون بشراسة عن مصراته، ثالث كبرى مدن البلاد التي تحاصرها قوات القذافي.

واوقعت المواجهات مئات القتلى حسب الثوار والاف النازحين من هذه المدينة التي كانت تضم نصف مليون نسمة. واصبحت بعض المنازل تاوي ثلاث او اربع عائلات بينما تقيم اخرى في بعض المدارس في حين فضلت عائلات اخرى الرحيل الى مدن اخرى، كما تقول السلطات.

وبوصول الصحافيين الى مدخل مصراته الغربي المهجور تردد نحو ثلاثين عائلة فارة من المعارك، شعارات موالية للقذافي. وقال رب عائلة "نحن الان في مأمن، لقد عشنا الرعب في مناطق الثوار شكرا لجيشنا الذي انقذنا".

وفي شارع طرابلس الذي يسيطر عليه جيش العقيد القذافي تحتدم المعارك منذ عدة اسابيع ويحاول الثوار منع القوات النظامية من التقدم نحو وسط المدينة وخاصة ميناءها الذي يشكل المنفذ الوحيد الذي يستعمله الثوار الى الخارج.

وفي هذا الشارع تدل المباني التي تحمل اثار رصاص كثيف وقذائف بستائرها الحديدية المعوجة بالانفجارات، على شدة المعارك.

وانتصب ما لا يقل عن ثلاثة دبابات وآليات مدمرة على طول الطريق.

وحسب رواية ضابط الجيش كانت الدبابات المدمرة ملكا للجيش لكن الثوار استحوذوا عليها "فدمرناها".

وعلى طريق العودة ينقل المراسلون في زيارة اجبارية الى الضابط الجريح الذي احاطت ضمادة براسه وما زال يمسك بيديه قبعته التي تحمل اثار دمه.

لكن الطبيب يقول "انه جرح خفيف، اجرينا له بعض نقاط خياطة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *