“كان ذلك يوم ثلاثاء، ساعات ما قبل الفجر، بتاريخ الخامس من شهر كانون الأوَّل، من العام 1972 ، حيث الهدوء والسَّكينة تسكن حيَّ وادي النِّسناس العريق، حيفا، أملاً في استقبال نهارٍ جديدٍ، تقوم قوَّة من رجال الشُّرطة والمخابرات باقتحام بيت المناضل داود تركي، وتعتقله بعد أن تصادر كلَّ ممتلكاته وأغراضه الشَّخصيَّة، لتبدأ معه التَّحقيق بتهمة إقامة تنظيم كفاحيٍّ سرِّيٍّ يهوديٍّ عربيٍّ، ماركسيٍّ، من أجل إقامة وطنٍ واحدٍ موحَّدٍ لشعبَي هذه البلاد، على أرض فلسطين التَّاريخيَّة، يقوم على اساس العدل، المساواة، الدِّيمقراطيَّة، السَّلام، العدالة الاجتماعيَّة والعلمانيَّة”

“وقد أسمت السُّلطة هذا التَّنظيم “شبكة التَّجسُّس اليهوديَّة العربيَّة” حيث عدَّ التَّنظيم المئات أو يزيد من الأعضاء، حسب المعطيات لاحقًا، من كلِّ مناطق الوطن”.
“وقد حُكم على المناضل داود تركي بالسَّجن سبعة عشر عامًا، حيث قضى منها اثنتي عشرة سنة ونصف السَّنة، ليتحرَّر في عمليَّة تبادل للأسرى قامت بين الجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين القيادة العامة واسرائيل، حيث كان شرطه للتَّحرير البقاء في الوطن، البقاء في مدينته حيفا”.