شاهين نصّار
أحيا مركز الكرمل (مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي وجمعية المشغل) في حيفا أمس الخميس الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، وذكرى المرحوم القس شحادة شحادة – الرئيس الأول للجنة الدفاع عن الأراضي للجماهير العربية، بندوة مشتركة احتضنها المركز بمشاركة العشرات من أبناء المدينة الذين اكتظت بهم القاعة.
توّلى عرافة الندوة مدير مركز مساواة لحقوق الأقلية العربية في اسرائيل، جعفر فرح، والذي أكد في كلمته الافتتاحية ان القس شحادة كان ناشطا في المؤسستين وداعما لهما، بل أنه كان له دور كبير في تطوّر جمعية التوجيه الدراسي ومركز مساواة. وقال: “لم نجد يوما أكثر مناسبة من يوم الأرض لننظم برنامجا يتحدث عن قضايا الأرض، ونستذكر فيه القس ومسيرته وعمله الذين انقطعا بشكل مفاجئ لنا كلنا".
وأضاف: “للأسف موضوع الأرض ما زال مركزيا، والمسيرة التي قاموا بها في حينه، كانت البداية ولم تكن النهاية، وسنسمع القضايا والتحديات الأساسية التي كان القس يريد أن يواصل هؤلاء الناس بدورهم لتحصيل حقنا كشعب فلسطيني".
بعدها قدّم الدكتور عوّاد أبو فريح – الناطق بلسان لجنة الدفاع عن أراضي النقب، مداخلة حول قضية الأرض وملكية الأراضي في النقب وبشكل خاص في العراقيب، فقال أنه في العامين 1952 و 1953 صودرت مئات آلاف وحتى ملايين أراضي النقب، مؤكدا أن المصادرة بدأت منذ قيام الدولة ولكن لم يتم الاعلان عنها أبدا. وأضاف: “عندما استخرجنا الأوراق التي تثبت أن الأرض مسجلة لنا بالطابو، قالوا لنا أن الأرض مصادرة. نحن قلنا ان هذه الأرض أرضنا، ولا أرض لنا غيرها"!!!
وأكد: “هذه الأرض لن نعطيها لأحد! حتى لو صودرت، حتى لو زرعوها شجرا بالكيرن كييمت، وهذه الخطة الأخيرة، الترحيل، وتعويضنا بالمال، لن نقبل به. عُرض عليّ ما يقارب 16 مليون شاقل مقابل 3000 دونم، قلت لهم أنا أريد أن اعطيكم 16 مليون شاقل ولن أترك أرضي. لو مليارد على ذرة تراب لن أقبل"!!!
ثم تحدث المحامي توفيق جبارين – عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن وادي عارة، والذي تحدث عن مخطط بناء مدينة حريش لليهود المتدينين واحضار أكثر من 150 ألف منهم وإسكانهم في مدينة حريش التي يخطط لبنائها، وتجربة أهالي وادي عارة بإفشال هذا المخطط. فقال: “الدولة منذ العام 2008 وحتى اليوم، رصدت أكثر من 40 مليون شاقل للتخطيط لمدينة حريش كمدينة حريديم فقط!! مقابل كل هذه الميزانيات وقف سكان أم القطف، 800 شخص فقط، ورغم الميزانيات الضئيلة نجحنا في ايقاف أو نؤخر عملية التوسيع والمصادقة على المخططات والمصادرة".
بعدها تحدث الأديب والمربيّ الأستاذ فتحي فوراني – عضو إدارة جمعية التوجيه الدراسي وعضو لجنة الدفاع عن الأوقاف الاسلامية في حيفا (التي كان من مؤسسيها في سنوات السبعين)، وكان صديقا للمرحوم القس شحادة شحادة، فقال: “رافقته في مسيرة طويلة، في مسيرة كان فيها القس شحادة عريس المنابر في أيام الأرض، وفي كل الأماكن التي يحتفى بها بيوم الأرض في هذا الوطن. قضية الأوقاف اسلامية أو مسيحية هي قضية وطنية سياسية من الطراز الأول. والدفاع عن الأوقاف الاسلامية والمسيحية هو دفاع عن بقائنا في أرض آبائنا وأجدادنا، دفاع عن جذورنا ووجودنا. فهي قضية وطن والانتماء لهذا الوطن وقضية تاريخ ووطن وحضارة وتراث"!!
ثم تحدث القس عماد دعيبس العراقي الأصل الذي تتلمذ على يد القس شحادة، فتحدث عن طريقة تعرفه على القس شحادة، مؤكدا أنه كان شخصا محبوبا جدا وأن "العلاقة التي نشأت بين القس شحادة وبين أي انسان عاشره كانت علاقة مميزة جدا جدا".
ثم تحدثت ابنة القس شحادة شحادة المرحوم، السيدة ديما شحادة فقالت: “هو لم يكن والدي وحدي، بل كان والد الجميع… فهو كان كتلة محبة، فكلما كان يمشي كان يوّزع المحبة، ورسالته بكل شيء كانت المحبة"!
بعدها قامت عرين عابدي من مركز مساواة بتقديم درع تقديرية لعائلة القس شحادة شحادة تكريما له ولعطاءه الكبير للمجتمع الفلسطيني في البلاد.