80 عامًا على رحيل “مطران العرب” غريغوريوس حجّار؛ كنيسة في وادي الجمال وشارع في عباس على اسمه

مراسل حيفا نت | 15/11/2020

في 30.10.1940 توفي المطران غريغوريوس حجار المعروف بـ ” مطران العرب” إثر حادث طرق مشبوه على مدخل وادي الجمال، قريب الكنيسة التي شيّدها في الثلاثينيات.

 

وكان المطران يومها في القدس وقابل المندوب السامي وسعى بمناسبة عيد الفطر إلى العفو عن بعض من حكم عليهم بالإعدام والسجن من مناضلي الثورة الفلسطينية، ثم قصد، بعد أن نجح مسعاه، إلى الحرم الشريف، ونقل أخبار العفو عن هؤلاء المكومين إلى ذويهم وإلى الموجودين في الحرم، فهتف هؤلاء له، وحيوا مطران العرب.

وسمّيت الكنيسة عل اسم شفيعه القديش غريغوريوس. كما أطاق اسم “المطران حجّار” على أحد شوارع حي عباس.

 

المطران غريغوريوس حجّار ” مطران العرب” (1875-1940)

مطران من طائفة الروم الكاثوليك، ولد في احدى قرى اقليم جزين في لبنان الجنوبي.

في سنة 1884 أرسله قريبه الياس حجار، رئيس الرهبانية المخلصية، إلى دير المبتدئين، تمهيداً لالحاقه بالمدرسة الصلاحية في القدس. لكن هذه المدرسة لم تقبله لصغر سنه، فعاد إلى دير المخلص قرب صيدا، حيث ارتدى مسوح الراهب، ثم إلى المدرسة الرهبانية بجوار دير المخلص. وشرع يدرس اللاهوت سنة 1891. ولكنه تخلف عن أقرانه في المدرسة، فذهب مع قريب له إلى القاهرة، حيث عين معلماً في إحدى المدارس. وقد انكب، في الوقت نفسه، على دراسة اللغتين الانكليزية والفرنسية والرياضيات، وأراد أن يتقدم لامتحان شهادة الدراسة الثانوية، لكن قريبه الياس الحجار قدم إلى القاهرة، وأقنعه بالعودة معه إلى دير المخلص، فعاد إليه سنة 1893، طالباً قبوله راهباً فيه.

في سنة 1896 سيم شماسا، ثم كاهناً باسم جبرائيل. وقام بتدريس الطبيعات والفلسفة التاريخ والنحو والبيان والشعر والخطابة اليونانية في مدرسة الدير حتى سنة 1900. وقد اشتهر آنئذ بفصاحته وقوة بيانه وقدرة الخطابية، وذاع صيته في مناطق لبنان، حتى لقب بالخطيب الساحر.

وفي صيف سنة 1899 توفي مطران عكا، فاختير الأب جبرائيل حجار نائباً بطريركيا فيها. وقد باشر إدارة ابرشية عكا منذ آب سنة 1900، وظل فيها طوال حياته.

كان السياح الغربيون الذين يزورونه في أبرشية يطلقون عليه اسم “مسيح الشرق”؟ أما عرب فلسطين فقد أطلقوا عليه اسم “مسيح الشرق” أما عرب فلسطين فقد أطلقوا عليه “مطران العرب” اعترافاً بجهوده التي كان يبذلها من أجل الحق العربي، وتقديراً لكفاحه في سبيل القضية الفلسطينية. وقد قاله نفسه معتزاً بهذا اللقب:

“هذا لقب جميل أعطانيه أبناء بلادي، على اختلاف مذاهبهم، في كفاحهم وجهادهم لتحرير بلادهم من ربقة الصهيونيين.

“هذا لقب يعلي قدري، ويزيدني شرفاً، ويشجعني في كفاحي ونشاطي في سبيل عرب فلسطين وإنقاذهم من الخطر الصهيوني”. وقد احتفلت فلسطين والدول العربية سنة 1925 باليوبيل الفضي للمطران حجار، وكرمه الخطباء والشعراء، ومنهم خليل مطران، وأشادوا بسجاياه، ووطنيته.

وحين قدمت اللجنة الملكية إلى القدس للتحقيق في أسباب الثورات التي اجتاحت فلسطين، أدلى المطران حجار أمامها يوم 17/1/1937 بيان “في اتجاه العرب المسلمين والمسيحين معاً في الشكوى والمطلب، وفي الأخطار الأخلاقية والاجتماعية التي تعرضت لها البلاد المقدسة من جراء الحركة الصهيونية، وفي الأخطار المحدقة بالأماكن المقدسة وقدسيتها”.

وظل المطران حجار يبذل كل ما يستطيع من جهد، قولاً وفعلاً، من أجل قضية فلسطين. وقد ذهب إلى القدس في 30/10/1940، وقابل المندوب السامي، وسعى بمناسبة عيد الفطر إلى العفو عن بعض من حكم عليهم بالإعدام والسجن من مناضلي الثورة الفلسطينية، ثم قصد، بعد أن نجح مسعاه، إلى الحرم الشريف، ونقل أخبار العفو عن هؤلاء المكومين إلى ذويهم وإلى الموجدين في الحرم، فهتف هؤلاء له، وحيوا مطران العرب.

وأثناء عودته إلى حيفا في مساء اليوم ذاته اصطدمت سيارته بعربة خيل فنزل ليستطلع أمر الحادث، وفي عودته صدمته سيارة مسرعة، فنقل إلى المستشفى، حيث توفي بعد ساعة واحدة.

تم دفن المطران غريغوريوس حجار في كنيسة السيدة بحيفا، وشارك في مأتمه خيرة رجال سورية ولبنان والأردن وفلسطين.

جنازة المطران في “ساحة الحناطير” عام 1940

 

(المصدر: الموسوعة الفلسطينية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *