في حوار مع إيلاف يتحدث الفنان الشاب حماده هلال عن مساندته للثورة المصرية والأغنيات التي قدمها عنها.
صرح الفنان الشاب حمادة هلال أنه كان يتمنى أن تقوم الثورة المصرية منذ فترة طويلة معرباً عن سعادته بشعور المصريين بأن صوتهم أصبح له قيمة ومشاركتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وقال حماده في حواره مع إيلاف أن غنائه للثورة كان نابعاً من شعوره كمواطن مصري بما يحدث حوله، مؤكداً أن بطء القرارات التي كان يتخذها الرئيس السابق كانت وراء ارتفاع سقف المطالب، والى نص الحوار.
*لم يكن لك موقف واضح من معاداة النظام السابق قبل 25 يناير؟
**كنت أتمنى أن تحدث الثورة منذ فترة طويلة لأننا وصلنا الى مرحلة كنا نتحمل فيها ما لا يمكن أن نتحمله من إرتفاع أسعار وغلاء في المعيشة وغيرها من الأشياء التي كانت تنذر بقيام الثورة لكن أحد لم يتوقع أن تقوم بهذه الطريقة لتتحقق أحلام الشباب وأمانيهم، بالنسبة لي عانيت كثيراً في بداياتي والجميع يعلم أنني عملت في أكثر مهنة حتى نجحت في عملي، أجمل ما في الثورة المصرية أنها لم تقم من الفقراء أو الأغنياء وحدهم، ولكن شارك فيها كل فئات الشعب المصري.
*متى نزلت الى ميدان التحرير؟
**خرجت مع الشباب من يوم 25 يناير في مظاهرة سلمية يحتذى بها على مستوى العالم ، وسافرت في اليوم التالي الى الكويت لارتباطي بحفل غنائي في الكويت في مهرجان هلا فبراير لكن عندما وصلت الى الكويت وشهدت ما يحدث في مصر، والتعامل العنيف مع الشباب من قبل قوات الأمن، قررت العودة فوراً الى القاهرة لمشاركة الشباب، لأني لم أكن أتوقع أن تستمر بهذه القوة خاصة وأن كل مطالب المظاهرة كانت مطالب مشروعة تطالب بتحقيق العدالة والحرية والكرامة للمواطنين.
*ماذا فعلت في جمعة الغضب؟
**كنت في هذا اليوم أعد لأغنية "الله اكبر عليكم" ويومها شهدت مصر أعمال الانفلات الأمني بعد اختفاء الشرطة، ومن ثم شاركت في اللجان الشعبية ليلاً، وذهبت الي ميدان التحرير نهاراً لإيماني الكبير بالدور الذي يقوم به الشباب في التحرير، في اعتقادي أن اللجان الشعبية التي شكلها الشباب في ميدان التحرير لمنع دخول أي من المخربين كان لها دور كبير في نجاح الثورة، لأنها جعلت الميدان للمصريين ومنعت المندسين من الدخول.
*ثمة شائعات انتشرت في ميدان التحرير، ما هي أكثر شائعة جعلتك تشعر بالقلق؟
**شائعة قتل اثنين من الشباب خلال نومهم في الخيام في ميدان التحرير، وكان هدفها الأول بث الرعب في نفوس المعتصمين وجعلهم يغادرون التحرير بأي طريقة، لكن شباب اللجان الشعبية وفروا الحماية للكبار والصغار ولم يحدث طيلة الـ18 يوم في ميدان التحرير أي حالة اغتصاب أو تحرش.
*هل توقعت أن يتنحي مبارك عن الحكم؟
**كنت في ميدان التحرير يوم الخطاب الثاني له، وغالبية من كانوا موجودين تعاطفوا معه ومع كلامه بانه لن يترشح الى انتخابات الرئاسة المقبلة، وكان هناك تعاطف كبير، لكن ما حدث في موقعة الجمل وقتل الأبرياء الموجودين، كان أمر لا يمكن غفرانه له، لذا واصلت الاعتصام للمطالبة برحيله وتنحيه عن الحكم.
*يبدو أنك كنت تتعامل مع ما يحدث على أنها مطالب ليس أكثر؟
**ما حدث أن النظام كان إيقاعه بطئ للغاية يتعامل مع ما يحدث بأثر رجعي، بمعني أن مبارك لو قام بتنفيذ حزمة الإجراءات التي وعد بها في خطاباته قبل التنحي مرة واحدة يوم 26 او 27 يناير لكان الوضع تغير كثيراً، لكن إيقاع التخطيط والإعلان كان بطيئاً لدرجة كبيرة ومستفزة للشباب الذين كانت تتعالى مطالبهم يوم بعد يوم.
*أغنية شهداء 25 يناير كانت من أكثر أغانيك عن الثورة التي لاقت رواجا، كيف جاءتك فكرة الأغنية؟
**من خلال تواجدي في ميدان التحرير استمعت الى شكاوى مئات الأمهات الذين فقدوا أبنائهم أو أصيبوا بسبب قوات الشرطة، وقدمت الأغنية قبل التنحي بـ4 أيام تقريباً، وقمت بتقديمها يوم التنحي أيضاً احتفالاً برحيل مبارك عن السلطة، قمت بالغناء عن الثورة من منطلق شعوري كمواطن مصري بما يحدث حولي.
*هل ترى أن الثورة ستغير في عادات الأفراد؟
**بالتأكيد وما شهدنه أمس في الإقبال على صناديق الاقتراع في الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكبر دليل على ذلك، لابد أن نبدأ بتعليم أولادنا أشياء إيجابية كثيرة منذ الصغر منها المشاركة في الانتخابات وغيرها من القيم التي لا يجب أن نتخلى عنها لأن المواطن المصري أصبح له قيمة في بلده وصوته يفرق في أي قرار يتم اتخاذه.
حمادة هلال: تمنيت الثورة منذ فترة وصوت المواطن أصبح له قيمة
مراسل حيفا نت | 21/03/2011