القذافي يتوعد كل من يهاجم ليبيا بتحويل حياته إلى “جحيم”

مراسل حيفا نت | 18/03/2011

أعلنت بريطانيا أن قواتها ستشارك في العمليات في ليبيا عملاً بالقرار الصادر عن مجلس الامن في وقت توعد فيه الزعيم الليبي معمر القذافي بتحويل حياة الذين يمكن أن يهاجموا ليبيا إلى جحيم واصفاً العالم بـ "الجنون".


توعد الزعيم الليبي معمر القذافي ليل الخميس الجمعة بان "يحول الى جحيم" حياة الذين يمكن ان يهاجموا ليبيا. وقال القذافي في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي اجريت معه قبل تبني قرار مجلس الامن الدولي "ما هذه العنصرية ما هذه الكراهية ما هذا الجنون؟".

واضاف "اذا العالم اصبح مجنونا فنحن سنصبح مجانين سنرد عليهم سنحول حياتهم الى جحيم حتى لا ينعموا بالسلام". من جانبه اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان القوات البريطانية ستشارك في العمليات في ليبيا عملا بالقرار الصادر عن مجلس الامن بهذا الصدد.

وحظرت الوكالة الاوروبية لمراقبة الحركة الجوية (يوروكونترول) الجمعة حظر الرحلات المدنية الى ليبيا مؤكدة ان طرابلس نفت ان تكون اغلقت مجالها الجوي. وحذر مدعي عام المحكمة الدولية لويس مورينو اوكامبو الجمعة من ان أي هجوم على المدنيين في بنغازي سيعتبر جريمة حرب.

اسبانيا ستضع قاعدتين ووسائل عسكرية في تصرف الاحلف الاطلسي للعملية في ليبيا

إلى ذلك، اعلنت وزيرة الدفاع الاسبانية كارمي تشاكون الجمعة ان اسبانيا ستضع قاعدتين عسكريتين ووسائل عسكرية جوية وبحرية في تصرف الحلف الاطلسي لاستخدامها في اطار عملية محتملة في ليبيا بعد الحصول على موافقة البرلمان.

وقالت تشاكون امام صحافيين في مدريد ان اسبانيا "ستضع في تصرف الحلف الاطلسي قاعدتي روتا ومورون (جنوب) فضلا عن وسائل جوية وبحرية بعد طلب موافقة من البرلمان". واصدر مجلس الامن الدولي مساء الخميس قرارا يجيز استخدام القوة ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي يتيح شن ضربات جوية على ليبيا. وبعد هذا الضوء الاخضر ينشط الغربيون الجمعة لتشكيل ائتلاف تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

الجيش الروسي "يستبعد" المشاركة في عملية عسكرية في ليبيا

وأعلن رئيس هيئة اركان الجيش الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف الجمعة انه "من المستبعد" ان تشارك روسيا في عملية عسكرية في ليبيا، وفق ما نقلت عنه وكالة انترفاكس. وقال الجنرال ماكاروف ردا على سؤال للوكالة ان خيار المشاركة الروسية "مستبعد".

واعتبر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين من "المؤسف" ان تكون "النزعة لاستخدام القوة سيطرت"، مذكرا بان بلاده طرحت قرارا يدعو الى وقف اطلاق نار. وحذر تشوركين من "مسؤولية العواقب الانسانية التي ستنتج عن لجوء مفرط للقوة من الخارج في ليبيا يحتملها بالكامل الذين وقفوا وراء هذه الاعمال".

واضاف ان الامر "لن ينطوي على عواقب كارثية للشعب الليبي فحسب بل سينعكس على السلام والامن في شمال افريقيا والشرق الاوسط". والتزمت روسيا الحذر في التعاطي مع الازمات السياسية التي اطاحت بنظامي الحكم في تونس ومصر.

القرار بشان ليبيا انتصار دبلوماسي لفرنسا ينتظر ترجمة عسكرية

وبعدما بدت مترددة حيال الثورتين في تونس ومصر، نجحت فرنسا مع بريطانيا في اقناع مجلس الامن الدولي بالسماح باستخدام القوة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، متوقعة توجيه ضربات جوية وشيكة الى قواته.

واعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان الجمعة ان "الضربات ستجري سريعا (…) في غضون ساعات". واضاف ان "الفرنسيين الذين كانوا في طليعة هذا الطلب (للتدخل العسكري) سيكونون بالطبع منسجمين مع التدخل العسكري، وبالتالي سيشاركون فيه" مضيفا ان من اهداف التحرك العسكري "سقوط القذافي".

وبعد حشد التأييد وبذل المساعي، يترتب الان على القوتين العسكريتين الكبريين في اوروبا الانتقال الى التطبيق في وقت لم يتضح بعد مستوى التزام الاميركيين الذين انضموا متاخرين الى المساعي الدبلوماسية الفرنسية البريطانية.

ولم يواجه القرار الذي تم التصويت عليه ليل الخميس الجمعة اي فيتو فيما امتنعت خمس دول عن التصويت عليه بينها الصين وروسيا والمانيا رغم كونها اقرب حلفاء باريس في اوروبا. ويبدو تفوق فرنسا وبريطانيا العسكري على ليبيا جليا من الناحية النظرية ولا سيما في حال حصولهما على مساعدة فنية اميركية من خلال اقمار الاستخبارات ووسائل التشويش .

غير ان سلاح الجو قد لا يكون الحل الانسب في حرب اهلية وخصوصا في المدن المكتظة بالسكان، لما يتضمنه من مخاطر وقوع اخطاء. وبدأت المساعي الدبلوماسية الفرنسية باعلان موقف واضح يدعو الى رحيل القذافي من السلطة وباعتراف سريع بالمعارضة كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. اما الخيار العسكري، فلم يتبلور الا بعد اسابيع.

وكشفت القمة الاوروبية واجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني هذا الاسبوع في باريس عن التحفظات الكبرى حيال اي عمل حربي ضد بلد اخر. وبعدما انطلقت فرنسا من فكرة فرض حظر جوي بهدف منع الزعيم الليبي من استخدام طائراته لشن ضربات، تحول الخطاب الفرنسيا الى الدعوة لشن ضربات محددة الاهداف لمنع تقدم الجيش الليبي في اتجاه بنغازي معقل الثوار.

وراهنت فرنسا بصورة خاصة على الموقف العربي، مبررة مساعيها بضرورة تامين حماية انسانية للمدنيين. وشدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي حضر شخصيا الى نيويورك الخميس للمشاركة في اجتماع مجلس الامن، على المشاركة "الفعلية" لعدد من الدول العربية في اي عمليات عسكرية محتملة.

واعلنت قطر مشاركتها، فيما يتوقع ان تحذو الامارات العربية المتحدة حذوها. اما من الجانب الغربي، فتعتزم كندا وكوبنهاغن المساهمة بطائرات مقاتلة فيما قررت النروج المشاركة وعرضت بولندا تقديم دعم لوجستي.

وهذا التعاون الوثيق مع المنظمات الاقليمية قد يترجم اعتبارا من السبت في باريس من خلال تنظيم قمة ثلاثية حول ليبيا تجمع الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى حاليا رئاسة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين اعلن عزمه على تنظيم هذا الاجتماع في مستقبل قريب.

كما تجتمع دول الحلف الاطلسي ال28 الجمعة في بروكسل مع توقع حصول انشقاقات في صفوفها. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة ان بلاده "تتمسك بتشكيكها في جدوى الخيار بشان تدخل عسكري .. الوارد في هذا القرار (الدولي)، اننا نرى فيه مخاطر وتهديدات كبيرة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *