تم الحديث كثيرا في الآونة الأخيرة حول ظاهرة فريدة من نوعها في الوسط العربي في عالم القضاء تتمثل في سطوع نجم القاضي الشاب ابن قرية عيلبون عاطف عيلبوني والذي رشحته العديد من المصادر بأن يتبوأ مكانة قاض اقتصادي، وهو مفهوم جديد بدأ يأخذ مجراه إلى عالم القضاء، والمقصود بذلك هو أن يقوم القاضي بالنظر في قضايا اقتصادية بدراية ومهنية حيث يكون مطلعا بصورة عميقة في هذه النواحي.
وبرز اسم عاطف عيلبوني المعروف للجمهور العربي من محاكم مدينة الناصرة باعتباره القاضي العربي الوحيد الذي ذكر اسمه ضمن كوكبة من القضاة المتخصصين في هذا المضمار.
يشار إلى أن تتويج عيلبوني باعتباره النجم الصاعد ورد في الملحق الاقتصادي لصحيفة يديعوت أحرونوت بحيث جاء الحديث عن ابن قرية عيلبون إلى جانب صورة القاضية الشهيرة فاردة الشيخ.
وقد ولد عاطف في عائلة أحبت العلم إذ كان والده عاملا وأمه ربة منزل غير أنهما ربيا أبناءهما على محبة العلم واحترام الإنسان واعتناق القيم النبيلة والسامية، ومنهم عماد عيلبوني الطبيب المعروف في جراحة الفم والفك مدير قسم الأسنان في مستشفى بوريا في طبريا، أما زوجة القاضي عيلبوني فتزاول مهنة التدريس في إحدى مدارس مدينة الناصرة إلى جانب مواصلة دراستها في الكلية وهي كريمة الأستاذ المبدع سمير الحافظ صاحب البصمات الواضحة في المسيرة الفنية للجماهير العربية في البلاد.
وفي استطلاع قامت به نقابة المحامين فيما يتعلق بتدريج القضاة حصل عيلبوني على مكانة رفيعة على المستوى القطري عموما.
ويشارك القاضي عيلبوني في العديد من الفعاليات والأنشطة الإنسانية والاجتماعية الهادفة إلى استنهاض المصلحة العامة للجمهور مثل جمع التبرعات لدعم التلاميذ الجامعيين في مسيرتهم الأكاديمية وقد أحاط التلاميذ الحاصلين على مساعدات مادية في الماضي بأنه يرفض أن تتم إعادة المبالغ المتبرع بها للطلاب إلى المتبرعين بل يحث التلاميذ على الانخراط في إقامة أطر تقدم التبرعات لطلاب المستقبل.
وقد نشط في مجال تحفيز التلاميذ الموهوبين والمتميزين والعمل على إيجاد الطر وتفعيل المشاريع التي يمكنهم الاستفادة منها في احتضان مواهبهم وكفاءاتهم المتميزة.
أما بخصوص قدراته المهنية وكفاءاته فيشهد له عمله الدؤوب وهو المعروف بالعمل المكثف من منطلق حبه لعمله وتفانيه من أجل القيام بمهام رسالته القانونية والإنسانية على خير وجه، علما بأنه يتمتع بقدرات تحليلية تدهش الحضور إلى جانب مقدرته على تبسيط الشؤون والأمور والمشكلات المركبة ويعطي وجهة نظره الواضحة والحازمة حتى ولو لم ترق للآخرين إذا كان مؤمنا ومقتنعا تماما بأن هذا هو الخط السليم والصحيح في القضية التي ينظر فيها ويعرف رواد المحكمة المركزية في الناصرة وعامل موقف السيارات هناك أن آخر قاض يغادر قاعات المحكمة عادة هو القاضي عيلبوني.
يروي المحامون الذي يعرفون القاضي عيلبوني بأنه متأثر بالخليفة الصحابي عمرو بن الخطاب في رؤيته للأمور وتريثه ورباطة جأشه وحكمته وهم يعلمون أن أبرز المشاهد التي يرونها في مكتب القاضي العيلبوني هو وجود القرآن الكريم إلى جانب الإنجيل في إشارة مفهومة إلى إيمانه بروح التآخي والمحبة وأهمية المراجع العريقة التي تحمل رسالة الحكمة والإنسانية والتي تعتبر المنهل الأول لأي تحكيم ودراية.
يذكر أن القاضي عيلبوني يزاول مهنته في المحكمة المركزية في الناصرة حيث تم تعيينه في 15/7/2008 قاضيا في المحكمة المركزية. وكان عاطف قد أنهى دراسته الثانوية في قريته في العام 1984 ومن ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث درس موضوع المحاماة ليتخرج في العام 1988 حاملا اللقب الأول في موضوع المحاماة وبدأ في مزاولة مهنة المحاماة بصورة فعلية في العام 1989 بعد حصوله على رخصة مزاولة المهنة.
القاضي عيلبوني الذي يبلغ الثالثة والأربعين من العمر (من مواليد 1966) عين قاضيا في محكمة الصلح في الناصرة بعد عقد واحد من مزاولته المحاماة وتابع في تولي هذا الموقع إلى أن عين أخيرا ولمدة أربع سنوات قاضيا فعليا في المحكمة المركزية في الناصرة.
يشار إلى أن القاضي عيلبوني هو واحد من القضاة الذين ارتقوا سلم المهنية بسرعة وهو واحد من جيل من رجال القانون المهنيين الذين بدأوا يضطلعون بمهام راقية في عالم القضاء.