تلقّى الفنان د. وسام م. جبران دعوة مفاجئة للمشاركة الموسيقية في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما في العشرين من الشهر الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن. وقد جاءت هذه الدعوة من قبل القائمين على طقوس تسليم الرئاسة في البيت الأبيض، وما كان من وسام جبران إلا أن اعتذر عن هذه المشاركة. وعلق الفنان النصراوي الفلسطيني على ذلك بقوله: "جاءت الدعوة مفاجئة ومتأخرة، واشتُرِطَت بمشاركة الفنان اليهودي دافيد دي أور (وهو زميل قديم أكن له الإحترام والمحبة، وكنت قد عزفت معه من أجل العائلات الفلسطينية واليهودية الثكلى من جراء الصراع في حضرة الفاتيكان عام 2005)، وبالرغم من أهمية الحدث إلا أن إحساسي بالغضب الشديد على المجازر التي لم تجف فيها الدماء بعد في غزة وفلسطين، والغضب على سياسات الإعتقال والنظام البوليسي الذي تحول الى سياسة رسمية معلنة تجاه العرب داخل إسرائيل، قد حال دون منح الدّاعين فرصة إستغلال هذه المشاركة في سبيل تبييض صورة إسرائيل الملوّثة في العالم، وبعد أن تأكدت بأنني لن أمنح المجال لتمثيل أفكاري ومحنة شعبي، وأن التسويق الإعلامي سيقتصر على الظهور المشترك مع (اليهودي)، رغم منحي فرصة العزف منفرداً في حفل الشرف الذي يقيمه إبن مارتن لوثر كينج في نفس اليوم، كذلك وبعد أن تدارست الموضوع مع عدد من الأصدقاء ذوي الثقة، وبعد أرق دام ليلة بطولها بسبب هذه الدعوة التي لم ترتقي الى التعامل معي بكوني فناناً فحسب، بل أتت في سياق إستخدامي كمسحوق تنظيف يوضع في حقيبة فنان يهودي مُشارك، بهدف تلميع صورة إسرائيل الخارجة عن الشرعية والقانون والأخلاق، بعد هذا، كان قرار الرفض والإعتذار."

هذا وطالب د. وسام جبران جميع الفنانين المحسوبين على العرب وعلى الشعب الفلسطيني أن لا ينزلقوا في مطب الإغراءات والأضواء على حساب الضمير الإنساني والوطني، كما أكد على ضرورة احترام دم الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، وعدم المتاجرة بهم أو المساهمة في تمثيل إسرائيل أمام العالم بوصفها دولة تعايش وسلام وحضارة، وذلك بعكس ما هي عليه في واقع الحال.وجا لاحقا دعوة الفنان دافيد دي أور قد ألغيت بعد ساعات من إعلام د. وسام جبران الجهات المسؤولة عن رفضه المشاركة مع شرح الأسباب.