صَبَاحُكَ مِسْكٌ فِي عَلْيَائِكَ يَا أَبَا عَائِدَة.

مراسل حيفا نت | 03/03/2011

د. خالد تركي – حيفا

 

هبَّت، على شرقِنا العربيِّ الحبيب، رياحُ الرَّبيع، رياحُ الشُّعوب المقهورة، التي اشتدَّ عصبها وبرز نابها برَّاقًا، لتصبح أنواء التَّغيير الثَّوريَّة ناصِرةَ المُضطَّهدين والمظلومين والمكبوتين والفقراء والمحتاجين، وهبَّ على شعبِنا العربيِّ في وطننا العربيِّ الكبير نسيمُ الشَّجاعة والبطولة والتَّحدِّي والبأس، بعد أن طحن و"طحش" في طريقه كلَّ حواجز الخوف ومشاعر الذُّلِّ وشعور المذلَّة والدُّونيَّة وعمَّم مطالِبًا جميع فئات الشَّعب النُّزول إلى الشَّوارع والسَّاحات والمشاركة الفعَّالة والبطوليَّة في جميع أشكال النِّضال ضدَّ الطَّاغوت..داعيًا جميع فئات الشَّعب، كفى:

طَالَ عَهْدُ النَّوْمِ فِيكُم وَالأعَادِي سَاهِرُون

لقد غيَّرت هذه الرِّياحُ حساباتِ الجميع وفاجأتهم وقلبت توقُّعاتِهم، منذ أن نبذَت شعوبنا طغاتها وعزلتهم، و"نَفَضَتْ عَنْ جَنَاحَيْهَا غُبَارَ التَّعَبِ" في "عَرُوسِ المَجْدِ"، في تونس الخضراء وأرض الكنانة مصر لتصل إلى ليبيا عمر المختار، آملين أن تشمل البحرين وأرض الحجاز الطَّاهر لتُعرِّج على يمين الكعبة وجنوبها وتَمُرَّ باليمن الذي يطمح أن يكون سعيدًا وترفع راية العزَّة العربيَّة عاليًا فوق النُّجوم، وتحقِّق العدل والعدالة، الحريَّة والدِّيمقراطيَّة حتى تشمل كامل الوطن، من محيطه إلى خليجه، لتُنشِدَ نشيد:

يا شعوب الشَّرق هيَّا لنضالنا المبين

سوف نحظى بالحريَّة رغم أنف الغاصبين

يتوافق الثَّامن من آذار مع ذكرى غياب أبي عايدة،المناضل داود تركي مدَّة عامين  وها هو أمله يتحقَّق ونشيده الذي أنشده مع رفاقه في سبعينات القرن الماضي في محكمته، أمام القضاة وجمهور من الحضور وعدسات الكاميرا، يُنشَدُ بحناجر الملايين، لقد رأيتَهُ قريبًا بوعيك الطَّبقيّ وإيمانك بحتميَّة التَّاريخ وأفقك السَّياسيّ الصَّائب الذي يحلِّل الأحداث قبل وقوعها بكثير، لكنَّني، كما غيري، رأيناه بعيدًا ﴿إِنَّهُم يَرُونَهُ بَعِيدًا﴾، ﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾، وكما زرتُ ضريحه بعد سقوط زين العابدين وبعد سقوط مبارك وأعدكم بزيارة قريبة لضريحه بعد سقوط القذَّافي، لنقرأ هناك قصيدته "أَنَا يَعْرُبيُّ النَّفْسِ"، فألف تحيَّة لذكراك العطرة وألف قُبلة لثراك النَّديِّ وألف نظرة إكبار وإباء لسمائك العالية..ولن أتأخَّر لأنَّ الوقت قد حان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *