قمة الابداع… مع الثلاثي جبران في حيفا

مراسل حيفا نت | 01/03/2011

شاهين نصّار

لم يكن بمقدوري أن أفوّت هذا الحفل الرائع، فمنذ أن سمعت لأول مرة عن الثلاثي جبران، أدمنت على موسيقاهم الفريدة. وفعلا، فقد اقتادتني سيارتي ورجليّ الى قاعة المؤتمرات (هكونجريسيم) في حيفا، يوم الأحد الأخير، مثلي مثل المئات من المواطنين العرب من جميع أنحاء البلاد الذين قدموا للاستمتاع بآخر أعمال الثلاثي جبران…
سنة وثمانية أشهرن استغرق الثلاثي جبران لإعداد عملهم الجديد، "أسفار"، ألبوم مميز اختار فيه الثلاثي جبران، أن يستعينوا بالاضافة الى عازفي الايقاع يوسف حبيش ويوسف زايد، بالفنان التونسي المميز ظافر يوسف، والذي للوهلة الأولى قد يقال عنه أنه يتمتع بصوت جميل، ولكن عند سماعه على خشبة المسرح لا بد أن نقول أن صوته "ليس من هذا العالم"، فهو يأخذ معه ومع العود والايقاع الى عوالم تصلها فقط بالخيال….
الثلاثي جبران، وضمن جولته الحديثة في البلاد، وبعد العرض في الناصرة يوم السبت، وصل حيفا، حاملا معه آلام الشعوب العربية أجمع الطامحة للتحرر من قيود الاستبداد والقمع للانظمة العربية الرجعية، ليبث بنا روح الأمل بمستقبل زهريّ…
"أسفار"، وهي جمع كلمة سَّفَر، والتي تعني الذهاب والمجيء، أي "كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء"، أو قد تعني قطع المسافة. وكما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء، هكذا كانت رحلتي يوم أمس مع الثلاثي جبران و"الثلاثي يوسف" كما أسماهم سمير جبران….
فتأخذك الموسيقى الراقية المعتمدة على أبسط الآلات الموسيقية من التراث العربي والفلسطيني منها بشكل خاص، العود والايقاع، الى عوالم لم تعهدها من قبل، تذهب وتجيء، لتعود بك وتحطّ على أرض الواقع، تنسيك المآسي الحالّة بك، لوهلة، الى أن تنتهي الساعتين من هذا الحلم الجميل، وتعيدك الى مقعدك في قاعة تعج بأكثر من ألفي شخص، ذهبوا مثلك في رحلة خاصة بهم في أرواق الخيال….
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *