معمر القذافي: سلطتي في ليبيا مجرد سلطة أدبية ومرجعية

مراسل حيفا نت | 24/02/2011

 

 اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس المحتجين الذين يسيطرون على شرق ليبيا بانهم يخدمون مصالح تنظيم القاعدة، في وقت يخشى المجتمع الدولي من كارثة انسانية بسبب النزوح والهجرة هربا من العنف.
وجاء كلام القذافي اقدم الزعماء العرب، في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي، وهو التصريح الثاني له خلال 48 ساعة لمهاجمة المحتجين.

وقال القذافي في كلمته الى اهالي الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) "هؤلاء لا مطالب عندهم، مطلبهم ليس عندهم بل عند بن لادن"، مضيفا "من يعطي الحبوب لاولادكم هو المجرم والمسؤول عن القتل او حرب اهلية او مصيبة".

واضاف ان سلطته في ليبيا "مجرد سلطة ادبية ومرجعية". واتهم الزعيم الليبي القاعدة وبن لادن "بالتغرير بابناء الزاوية الذين يقل عمرهم عن 20 سنة لاعاثة الفوضى والدمار" في المدينة، وقال لليبيين "اقبضوا على اتباع بن لادن وقدموهم للمحكمة لانهم مسؤولون عن الجرائم".

وطالب الاباء والامهات بان "ينزلوا الى الشوارع ويمسكوا اولادهم الصغار الذين غرر بهم من عناصر من القاعدة الهاربين من غوانتانامو"، معتبرا ان "بن لادن سعيد جدا بالذي وصلتم اليه". وتوجه القذافي الى اهالي المتظاهرين قائلا "عالجوا ابناءكم من حبوب الهلوسة الموضوعة في القهوة والحليب كي يسيطروا بها عليهم".

ووصف الزعيم الليبي ما يحصل في الزاوية بانه "مهزلة"، مضيفا "اذا اردتم العيش مع هذه الفوضى فانتم احرار". كما دعا اهالي الزاوية الى الخروج الى الشوارع رجالا ونساء لمواجهة المحتجين. وقال "منذ العام 1977 تركت لكم السلطة"، في اشارة الى اللجان الشعبية، مضيفا "السلطة بايدي الشعب، انتم تقررون كل شيء".

ودعا الى الحفاظ على الهدوء في البلاد، متحدثا عن "مؤامرة" ضد الليبيين. كما تقدم "بالتعزية" الى عائلات العناصر الامنيين الاربعة الذين قتلوا في الزاوية. وكان القذافي تحدث للمرة الاولى مساء الثلاثاء في خطاب ناري توعد فيه بقمع دام للمتظاهرين ضد نظامه.

وقال القذافي "عين حاسدة أصابت الجماهيرية" في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد المطالية باسقاط نظامه.

وأعلن التلفزيون الرسمي الليبي في وقت سابق الخميس أن الزعيم معمر القذافي سيلقي "بعد قليل" كلمة، هي الثانية له منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه. وقال التلفزيون في نبأ عاجل "بعد قليل سيتحدث الاخ قائد الثورة الى اهالي شعبية الزاوية"، المدينة الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس. وكانت معلومات صحافية تحدثت عن تعرض هذه المدينة الخميس لهجوم شنته قوات القذافي بالاسلحة الثقيلة متحدثة عن وقوع "مجازر" فيها.

وسقط عشرة قتلى على الاقل واصيب العشرات بجروح الخميس في هجوم شنته قوى الامن الليبية في مدينة الزاوية جنوب طرابلس، حسبما افادت صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الانترنت. وقالت الصحيفة نقلا عن مراسلها في الزاوية أن "عدد القتلى في المدينة وصل إلى 10 قتلى وعدد المصابين تجاوز العشرات بعد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية صباح اليوم"

واضافت ان المصابين "لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف في كل اتجاه. واتهمت السلطات الليبية من اسمتهم ارهابيي القاعدة" بـ "ذبح ثلاثة جنود" في الزاوية. الا ان قنوات فضائية ومواقع انترنت افادت عن وقوع قتلى وجرحى في المدينة بعد مهاجمتها من قبل قوات الامن الليبية لتفريق معتصمين كانوا يطالبون برحيل القذافي.

من جانبه أعلن سيف الإسلام القذافي أن الحياة في عدة مدن من البلاد عادية مؤكداً في حديث له اليوم أنه "لايمكن ان نسمح بالمجازر". واتهم سيف الإسلام مصر بالتآمر ضد ليبيا. ونفى سيف الاسلام سقوط مئات القتلى في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بين المحتجين المطالبين بإسقاط نظام والده القذافي وقوات الأمن، أو أن يكون هناك استهداف للمناطق المأهولة بالسكان.

واعتبر سيف الإسلام، خلال حديث بثه التلفزيون الليبي اليوم الخميس أن "هذه معركة إعلام، وقد ضحكوا على الليبيين بالإعلام والأخبار الكاذبة بدليل التآمر الآن على الإذاعة الليبية.. هذا الكلام الذي تبثه هذه الإذاعات والقنوات السخيفة هو كلام كذب"، مشيرا إلى قطع شركة النايل سات في مصر الإرسال بالكامل عن القناة الليبية. وأضاف أن "هؤلاء الشباب" العاملين في المحطة الفضائية سيبدأون ببث وكشف الحقائق.

وأوضح أن عمليات القصف التي قامت بها طائرات الجيش الليبي استهدفت "مخازن ذخيرة في مواقع خالية في الصحراء، والآن فإن الصحفيين قادمون من كل أنحاء العالم، ويوم غد سيقوم رؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي بجولة في الطائرات العمودية، وسيطيرون إلى أي مكان في طرابلس وفي تاجوراء وفي الزاوية وفي أي مكان، ليبينوا لنا أين هو القصف الذي يحكون عنه، إننا سنتحداهم يوم غد الذي سيكون يوم التحدي.. وليبينوا لنا أين هو القصف وأين هم الميتين".

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس عن تأدييده لاجراء "تحقيق دولي" حول "الفظائع" المرتكبة في ليبيا التي تشهد انتفاضة تتعرض لقمع دموي. وصرح هيغ لاذاعة بي.بي.سي البريطانية "لدينا فلول حكومة مستعدة لاستعمال القوة والعنف ضد شعبها".

واضاف "وبطبيعة الحال نريد تحقيقا دوليا" و"لذلك نحن في حاجة لاقناع دول اخرى". وتابع انه من "المهم (…) تكثيف الضغط خلال الايام القادمة على النظام الذي يرتكب تجاوزات خطيرة". وقال "نريده ان يدرك اننا سنسعى لتحميل مرتكبي تلك الافعال مسؤولياتهم وعليهم ان يتذكروا ذلك قبل ان يصدروا اوامر" ارتكاب مزيد من اعمال العنف.

وتشهد ليبيا منذ عشرة ايام انتفاضة ضد الزعيم معمر القذافي الذي يعتبر اقدم زعيم في العالم العربي. وقمعت التظاهرات بالقوة وافاد الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان عن سقوط ما لا يقل عن 640 قتيلا. هذا وأفاد اربعة شهود وصلوا الخميس برا الى تونس أن مدينة زوارة الليبية التي تبعد 120 كلم عن طرابلس خلت من "الشرطة والعسكريين" وان "الشعب يسيطر على المدينة".

وقال عامل مصري يدعى محمود محمد احمد عطية لوكالة فرانس برس "لا يوجد شرطيون او عسكريون الشعب هو من يسيطر على المدينة. لقد وقع اطلاق نار كثيف بين الساعة 19:00 و22:00 امس (الاربعاء) في زوارة". وقال مصري اخر يدعى محمود احمد (23 عاما) انه لا أثر "للشرطة او للعسكريين في المدينة". واضاف لوكالة الأنباء الفرنسية "الشعب منقسم بين موالين ومعارضين للقذافي لكن المعارضين اكثر عددا".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *