علمنا إن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي يعاني من متاعب صحية بالغة منذ وصولة إلى مقره الأخير في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وقد زار المستشفى قبل عدة أيام لمتابعة حالته الصحية.
نقلت مصادر مطلعة عن مسؤول سعودي رفيع قوله إن السعوديين فوجئوا بتواجد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ضمن أفراد طاقم الطائرة التي هبطت في مطار مدينة جدة الساحلية، بعد نجاح الثورة التونسية في إبعاده عن الحكم منتصف الشهر الماضي.
وقالت المصادر عينها، التي حضرت اجتماعاً ضم العديد من نخب المجتمع السعودي، أن المملكة كانت تعتقد أن الطائرة تقل أفراد عائلة بن علي وحدهم، ولذلك سهلت إجراءات هبوطها بعد أن حاول قائد الطائرة الهبوط في عدة دول قبل توجهه إلى المملكة إلا أن طلباته المتكررة قوبلت بالرفض.
وأصدر الديوان الملكي إثر ذلك بياناً يؤكد أنه "انطلاقا من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة".
وأضاف البيان ذاته "إن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل ـ بإذن الله ـ في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه".
وتقول مصادر دبلوماسية رفضت الكشف عن هويتها أن الرئيس التونسي المخلوع يعاني من متاعب صحية بالغة منذ وصولة إلى مقره الأخير في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، مؤكدة أنه زار المستشفى قبل عدة أيام لمتابعة حالته الصحية.
ولم تشأ المصادر الحديث أكثر عن الحالة الصحية لبن علي، الذي يقيم في إحدى قصور الضيافة في حي الحمراء الراقي القريب من شاطئ البحر الأحمر، في جدة غرب المملكة، بعد أن وافق مضيفوه السعوديون على منحه اللجوء السياسي مقابل عدم ممارسة أي نشاط سياسي، أو إجراء مقابلات صحافية أو تلفزيونية.
إلا أن مصدرا طبياً تحدث مع "إيلاف" فجر الجمعة أكد أنها "آخذة في التدهور" .
وحكم بن علي تونس لأكثر من 23 عاماً بدأت منذ نوفمبر تشرين الثاني 1987 حين اعلن رئيس الوزراء وقتها زين العابدين بن علي نفسه رئيسا للبلاد قائلا ان الحالة الصحية لبورقيبة الطاعن في السن تجعله عاجزا عن الحكم.
وهرب بن علي يوم 14 يناير إلى المملكة العربية السعودية بعد أسابيع من الاحتجاجات قتل فيها 100 شخص على الأقل.
ومع هبوط طائرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في مطار جدة في السعودية، أعاد التاريخ المشهد مقلوباً هذه المرة، إذ إن سلفه الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة كان لاجئاً في نهاية الأربعينات الميلادية في المكان نفسه.
والفرق بين المشهدين التاريخيين أن بورقيبة الذي عاش ردحاً من الزمن في جدة السعودية وقابل خلال تلك الفترة مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، غادر السعودية إلى تونس قبل أن تلغى الملكية وتعلن الجمهورية ويتم اختياره رئيساً لها، وكانت السعودية بمثابة مرحلة إعداد، فيما يعود بن علي إلى جدة هارباً من "ثورة الجياع" كما يطلق عليها في أوساط متعاطفة مع ما فعله التونسيون بعد شرارة البائع المتجول محمد البوعزيزي.