في الليلة الظلماء يفتقد .. جمال- زياد شليوط ،شفاعمرو (الجليل)

مراسل حيفا نت | 16/01/2009

zeyadshalut

 

وفي الليلة الظلماء يفتقد.. جمال. وهل هناك ليال أشد من تلك الليالي التي تمر علينا وخاصة في قطاع غزة الأبي؟ وفي هذه الليالي الحالكة نفتقد البدر العربي، نفتقد الفارس العربي، نفتقد القائد العربي.. جمال عبد الناصر.

يأتينا يوم ميلادك (15/1) وأطفال شعبنا لا يعرفون ما هو الميلاد.. ورود تقطف دون أن تحتفل بعيدها الوردي.. أطفال يولدون دون تاريخ ميلاد، يموتون.. ولا يعرفون أن حياتهم انتهت دون أن يروا نور الحياة.. دون أن يطفئوا شمعة عيدهم كما يفعل سائر الأطفال في عالمنا الواسع، بدل ذلك يأتي شيطان العصر ليطفيء شموع أيامهم وأعمارهم بالقذائف الفوسفورية ويحرمهم نور الحياة.

في الليلة الحالكة نفتقدك.. نفتقد مواقفك.. نفتقد صوتك.. وأمام تخاذل الحكام العرب الذين كنت تجر أسلافهم لمؤتمرات كانت قمة فعلا، تهتز لها الدنيا.. كنت تفرض الموقف حيث نحتاج لموقف.. كنت تجمع الشعب العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. يهب الشعب يهتف: لبيك عبد الناصر. من نلبي اليوم؟ حكام إمّعة، تابعون لأمريكا.

نستحضرك في مظاهراتنا  ومسيراتنا، رأيت صورتك ترتفع في مظاهرة الـ 100 ألف في سخنين قلب الجليل النابض، وقد كتب على إحداها "رمز الكرامة"، وحين نفتقدك نفتقد الكرامة، فهل هناك من يعيد كرامة هذه الأمة، في هذا العصر المهين؟ وهل بعدك من قادة؟

هل نجد اليوم زعيما عربيا يقول للأمريكان " إحنا ناس عندنا كرامة.. ومش مستعدين نبيع كرامتنا بشوية فراخ.. ولا حتى بألف مليون جنيه." فهل هناك بربكم حاكم عربي يجرؤ على ترداد هذا القول في ليلنا العربي هذا؟ حكام يبيعون كرامتهم بشوية فراخ، هل يحق لهم أن يقودوا شعوبا أبية حرة كريمة؟ هل بقي عندنا حاكم عربي يرفع رأس العرب؟  لم يبق لنا إلا قائد فنزويلا، الرئيس المقاوم شافيز، الذي يواجه أمريكا في عقر دارها بكل شجاعة وإباء، وقد انضم إليه رئيس بوليفيا موراليس.. ألا فليخجل الحكام العرب!

لقد صور الشاعر الفلسطيني الشاعر هارون هاشم رشيد، حالنا مع الحكام العرب وكأنه يصف حالنا في هذه الأيام، فيقول عنهم:

هذا يقول ويهذي دونما عمل   وآخر غائص في الوحل والطين

فمن ينقذنا من هذا الوضع ومن تخاذل حكامنا، والجواب عند شاعرنا الفلسطيني: أنت يا ناصر، أنت الفارس، أنت الرائد:

وأنت فارسنا المرجو رائدنا      لجولة الحق في وجه الشياطين

jamal_3ab_alnaser

أما حسني مبارك، في الوقت الذي يغضب منه الشارع العربي، من مواقفه، من تردده، من خوفه من امريكا، عليه أن يذكر ما قاله عبد الناصر بالأمس:" أنا أنزعج عندما تمتدحني اسرائيل. وانزعج لما اسرائيل تطبل وتزمّر لمصر أو لي." ألا يسأل مبارك نفسه لماذا تمتدحه اسرائيل وأمريكا؟!

دائما كانت للرئيس والقائد المصري العربي الخالد، جمال عبد الناصر نظرة ثاقبة وحجة قوية في مقارعة الأعهداء والخصوم، وكم كانت له صولات وجولات في سبيل إعادة الحق المسلوب لشعب فلسطين اللاجيء والمشرد والمطارد، واليوم نستذكر إحدى مقولاته التي تعكس بعد نظره وصدق رؤيته لحل القضية الفلسطينية، بحيث يضمن إعادة الحق إلى نصابه، وهي:"إن الحل الوحيد في فلسطين هو أن تعود الأمور سيرتها الأولى، وأن نرجع إلى النقطة التي بدأ عندها الخطأ."

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *