أعلن عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية المصرية قبل قليل انّ الرئيس المصري حسني مبارك تنحى عن منصبه، تاركًا البلاد متوجهًا من شرم الشيخ الى بلدٍ آخر يعتقد أنه جدة.
بينما تجري احتفالات عظيمة في مصر ترحيبًا بسقوط نظام مبارك، علمًا أنّ ملايين المصريين تظاهروا لأكثر من 17 يومًا.
اكد شهود عيان انهم شاهدوا طائرتي هليكوبتر على الاقل تقلعان من القصر الرئاسي للرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة يوم الجمعة 11 شباط.
هذا وكانت قناة العربية قد اكدت وصول الرئيس المصري رفقة عائلته الى مدينة شرم الشيخ.
في هذه الاثناء يستمر انعقاد المجلس الاعلى للقوات المسلحة لاتخاذ ما هو ضروري تجاه تطورات الازمة. وذلك حسب ما افادت به وكالات اعلامية.
من جهته ذكر التلفزيون المصري ان بيانا هاما وعاجلا ستعلنه رئاسة الجمهورية بعد قليل. بينما قالت قناة "العربية" نقلا عن بعض المصادر ان الجيش قد يعلن تسلمه للسلطة لفترة انتقالية.
هذا ويواصل عشرات الالاف من المحتجين محاصرتهم لقصر العروبة الرئاسي في القاهرة ويقطعون طريق صلاح سالم المؤدي الى المطار. بينمكا تحاصر حشود ضخمة قصر راس التين الرئاسي في مدينة الاسكندرية.
مقتل 4 اشخاص واصابة 15 اخرون بجروح في العريش
هذا ولقي 4 اشخاص مصرعهم واصيب 15 اخرون بجروح برصاص الشرطة في مواجهات بين الشرطة ومحتجين في العريش.
وقال شهود عيان ان النار اشتعلت في واجهة قسم للشرطة بمدينة العريش بعد القاء قنابل مولوتوف عليه خلال الاحتجاجات. وقال مصدر ان اشتباكات تدور بالرصاص بين مسلحين ملثمين يرافقون المحتجين وقوات الشرطة المتحصنة بمبنى قسم الشرطة. وأضاف أن المصابين نقلوا الى المستشفى للعلاج.
واشعل المحتجون النار في ثلاث عربات للشرطة خارج القسم واستخدموا القنابل الحارقة خلال المواجهة.
مبارك وعائلته في شرم الشيخ
افادت قناة "العربية" انها حصلت على معلومات مؤكدة عن سفر الرئيس المصري حسني مبارك الى شرم الشيخ على متن الطائرة الرئاسية قادما من مطار ألماظة العسكري الذي يقع شرق القاهرة يوم الجمعة 11 شباط.
من جهة أخرى ذكرت مصادر اعلامية مصرية نقلا عن مصادر أن الرئيس مبارك وصل إلى مطار شرم الشيخ، نافية ما تردد حول سفر مبارك إلى خارج مصر.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعلن يوم الخميس في كلمة موجهة للشعب بثها التلفزيون المصري مباشرة انه يفوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان وفق ما يحدده الدستور، مؤكدا انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد مبارك التزامه بحماية الدستور قبل نقل السلطة إلى من سيتم انتخابه، متعهدا بتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نزيهة في أيلول المقبل.
أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بيانه الثاني قبل بضع دقائق، وقد كان هذا البيان الذي طال انتظاره، كما كان خطاب مبارك ليلة أمس، حيث لم يرق لمستوى سقف مطالب الجماهير الثائرة وجاء مخيبا للآمال. مما سيؤدي إلى استمرار المحتجين والمتظاهرين بالتظاهر والاحتجاج في ميدان التحرير وبقية أنحاء مصر، بما فيها المؤسسات السيادية، وعلى رأسها مجلسي الشعب والشورى ومبنى التلفزيون و"قصر العروبة" (القصر الرئاسي).
وقد قال بيان الجيش إن القوات المسلحة المصرية قررت ضمان إنهاء حالة الطوارئ فور "انتهاء الظروف الحالية" وضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة.
كذلك، اكد البيان على ضمان انتقال مصر إلى الديمقراطية بشكل سلس، بالإضافة إلى النظر بالطعون القضائية في تركيبة مجلس الشعب.
كما قال بيان الجيش إن الجيش يضمن تنفيذ الإصلاحات التي تعهد بها النظام والرئيس حسني مبارك، وطالب المواطنين بإعادة الحياة إلى طبيعتها.
المستشار السياسي لمبارك: كان يتعيّن على الرئيس التنحي بعد إذلال الشعب
أعلن مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية أسامة الباز، أنه كان يتعين على الرئيس المصري حسني مبارك أن يتنحى بعد أن أذل الشعب المصري أكثر من اللازم، مشيرا إلى أن هذا الشعب لا يستحق ذلك.
وانتقد الباز في حديث لصحيفة "المصريون" اعتماد مبارك بشكل أساسي على القبضة الأمنية، وترك الملفات الداخلية في أيدي الأجهزة الأمنية على الرغم من كونها ملفات سياسية في المقام الأول، مضيفا أنه "ترك الملفات الخارجية بدون اهتمام مما جعل بعض الدول التي كانت بمجرد سماعها إسم مصر تهتز من داخلها، وتتطاول عليها وتملي شروطها لأنها صارت لا تقدر مصر".
مصر: الملايين تتدفق على قصرين رئاسيين وبيان للجامعين بتشكيل مجلس رئاسي بمشاركة القوات المسلحة
تتدفق حشود من المتظاهرين يوم الجمعة 11 شباط على محيط القصر الرئاسي في العروبة قادمة من ميدان التحرير. كما ويحتشد مليونا متظاهر في قصر رأس التين الرئاسي في الاسكندرية. من جهة اخرى قام المتظاهرون المحتشدون امام امبنى التلفزيون بمنع الاشخاص من الدخول او الخروج من وإلى المبنى.
وقال موفد قناة "روسيا اليوم" ان مظاهرة اخرى من محافظة الجيزة انضمت إلى مظاهرة الاساتذة الجامعيين، حيث اصبح عددهم حوالي 200 الف متظاهر، ثم انقسمتا، فذهبت احدهما باتجاه ميدان التحرير.
وقال الموفد ان بيانا اصدره الاساتذة الجامعين يفيد بتشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة وتمثل فيه القوات المسلحة، وعزل رئيس الجمهورية ونائبه، واسقاط الدستور القائم، وحل مجلسي الشعب والشورى، بالاضافة إلى 3 نقاط اخرى.
من جهة اخرى ذكرت مصادر صحفية مصرية ان عددا من المباني الحكومية سقطت يوم الجمعة في أيدي متظاهرين في محافظة السويس شرقي القاهرة.
وقالت المصادر ان المتظاهرين الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة بعشرات الالوف احتلوا مبنى ديوان عام محافظة السويس ومبنى حي السويس ومبنى حي الاربعين ومقر الامن في المدينة
"جمعة الزحف" إلى قصر الرئاسة ومبنى التلفزيون وغيرها….
اتسع نطاق الثورة الشعبية المصرية المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين بعد توجه آلاف المتظاهرين لحصار القصر الرئاسي في مصر الجديدة، ومبنى التلفزيون على كورنيش النيل، بينما دعا آخرون إلى عصيان مدني ردا على خطاب الرئيس حسنى مبارك أمس الخميس، بينما يحتشدون لمظاهرات مليونية جديدة بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط مبارك والنظام.
فقد توجه نحو ثلاثة آلاف متظاهر إلى مبنى قصر العروبة "الرئاسة" في مصر الجديدة مندفعين بسخطهم من خطاب الرئيس الذي أعلن فيه بقاءه في منصبه مع تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان، في حين توجه عشرة آلاف إلى مبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
وقال الناشط السياسي محمد عبد الحميد للجزيرة إن الطريق إلى قصر العروبة كان خاليا دون حواجز، لكن محيط القصر أحاطه الجيش بأسلاك شائكة مع وجود عشرات من الحرس الجمهوري لحمايته.
وأضاف الناشط أن ضباطا من الجيش بدؤوا بالتفاوض مع المتظاهرين وحاولوا إقناعهم بالعودة إلى ميدان التحرير باعتباره أكثر أمنا وأنسب للتظاهر، مؤكدين لهم أن الرئيس غير موجود في القصر.
وذكر مصدر صحفي من الموقع للجزيرة أن مجموعة صغيرة من المتظاهرين تجاوبت مع طلب الجيش وقررت العودة إلى ميدان التحرير، غير أن المجموعة الأكبر تمسكت بموقفها بالبقاء أمام القصر والمبيت عنده، مؤكدين أن حشودا كبيرة ستنضم إليهم بعد صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها جمعة التحدي أو جمعة الزحف.
كما توجه نحو عشرة آلاف متظاهر إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وحاصروه مشكلين بؤرة اعتصام جديدة، رغم أنه تم إخلاء المبنى من معظم العاملين فيه تحسبا لاقتحامه من قبل المتظاهرين. وحاول ضباط الجيش الذي تحمي قواته المبنى تهدئة المتظاهرين، بيد أن الشباب هتفوا فيهم وطالبوهم بالتدخل وعزل مبارك.
غضب هستيري
وكانت حالة من الغضب قد سيطرت على غالبية المتظاهرين الذين امتلأ بهم ميدان التحرير ليلة الجمعة عقب خطاب مبارك، ودخل بعضهم في صراخ هستيري بينما أخذت مجموعة من الفتيات بالبكاء وبعض النساء بالنحيب، معتبرين أن الرئيس تنكر في خطابه لدماء الشهداء الزكية.
وقام بعضهم بمظاهرات في شوارع منطقة وسط البلد حاملين العلم المصري، مرددين هتافات معادية للنظام ولكل المؤسسات الأمنية بالدولة، ومنها "كله ينزل من البيوت.. حسني حيرحل في التابوت"، في إشارة إلى إجبارهم مبارك على الرحيل بالقوة.
ولوح محتجون في ميدان التحرير بالأحذية تعبيرا عن خيبة الأمل خلال بث التلفزيون الحكومي كلمة الرئيس مبارك، وقال شهود عيان إن أحد أعضاء "ائتلاف ثورة 25 يناير" قال إن شباب الثورة سيدعون إلى "العصيان المدني العام حتى سقوط النظام".
كما قال صحفي في العريش للجزيرة بأن اشتباكات عنيفة وقعت بين أهالي العريش وقوات من مركز الأمن المركزي في المدينة مدفوعين بالغضب الشديد الذي انتابهم بعد خطاب مبارك، مضيفاً أن الاشتباك خلف قتلى وجرحى لم يعرف عددهم حتى الآن.
مظاهرات الإسكندرية
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية قال شهود عيان إن الخطاب أغضب بشدة آلاف المحتجين في المدينة، وأنهم توجهوا من مكان وقوفهم إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالمدينة، ووجهوا كلامهم إلى الضباط والجنود مطالبين الجيش بالتعاون معهم لإسقاط مبارك.
وهتف المتظاهرون خلال سيرهم السريع نحو مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية "حسني مبارك عار عار، عايز مصر تولع نار".
وقال الصحفي رضا شعبان للجزيرة إن المتظاهرين دعوا إلى مظاهرة كبرى بعد صلاة الجمعة من مسجد القائد إبراهيم، مضيفا أن عشر مظاهرات أخرى ستنطلق أيضا من مساجد متفرقة في الإسكندرية.
وفي مدن أسوان وكوم امبو وادفو في محافظة أسوان نظم مئات المحتجين مسيرات غاضبة بعد خطاب مبارك، قائلين إن الجمعة لن يكون "يوم الزحف" إلى القصور الرئاسية كما قال منظمو الاحتجاجات، بل سيكون "يوم الموت".
وجاءت تلك الأحداث بينما يحتشد المتظاهرون اليوم لجمعة مليونية جديدة رغم أن عدد المتظاهرين في ميدان التحرير اقترب بالفعل أمس من نحو ثلاثة ملايين متظاهر.
وكان الآلاف قد توافدوا أمس إلى الميدان عقب سماعهم البيان الصادر عن القوات المسلحة المصرية بتأييدها لمطالب المحتجين في الميدان، ولسماع خطاب مبارك الذي كانوا يتوقعون أن يعلن فيه تنحيه.
عن موقع بكرا