علاج السرطان بالمواد المشعّة داخل الجسم في مستشفى رمبام

مراسل حيفا نت | 10/02/2011

 

سمر عودة

في رمبام قرروا تجنيد التفاعل الاشعاعي لمعالجة سرطان البروستاتة. هذه الطريقة المدعوة "برخيترابيا"، تستخدم حبوب اليود الصغيرة التي يتم زرعها في البروستاتة (كيس المثانة)، لمعالجة الورد السرطاني فيها بطريقة مرّكزّة. هذه الطريقة التي تعتبر حديثة العهد في عالم الطب، اذ تم تطويرها قبل أقل من عشرين عاما في الولايات المتحدة، وصلت الى اسرائيل قبل نحو عشرة أعوام، ومذ ذاك الحين بدأ استخدامها في مركزيين طبيين في البلاد، بينهما المركز الطبي رمبام، وهو الوحيد في الشمال الذي يستخدمها.

يتوقع أن يصاب كل رجل عاشر في اسرائيل، بسرطان المجاري البولية – البروستاتة، هذا الورم الخبيث، الذي يعتبر الأكثر انتشارا لدى الرجال بسن 50 فما فوق. يتضح مؤخرا أنه فقط جزء قليل من الرجال يطوّرون عوارض المرض أو يموتون جرّائه، إذ أن نسب التعافي منه عالية جدا، وتعتمد بشكل خاص على التشخيص المبكر للمرض. طرق العلاج للمرض، كثير، وتختلف من حالة الى أخرى، ومؤخرا بدأ في رمبام استخدام الرجل الآلي الأول في البلاد "دا فينشي"، لاستئصال الورم السرطاني من البروستاتة. ولكن في السنوات الأخيرة، بالاضافة الى العمليات الجراحية وبقية الطرق العلاجية، تظهر طريقة جديدة كناجعة، رغم أن تأتي من جهة مفاجأة، زرع حبوب اليود الصغيرة في نسيج البروستاتة.

ضمن علاج الـ"برخيترابيا"، تدخل الى البروستاتة (كيس المثانة) بشكل دقيق جدا بواسطة حقنة وعن طريق مشاهدة صورة فوق صوتية للموضع (أولتراساوند)، حبوب يود مشّع (يود 125). هذه الحبوب تدخل بشكل دقيق ومحدد الى قلب الورم السرطاني ونسيج المثانة (بهدف علاج مواضع ورمية أخرى فيها)، والتي تقوم بنشر وبث الاشعاع المرّكز لفترة أشهر.

هذه الطريقة تحوي العديد من الحسنات التي تفضّلها عن العلاج بالاشعاع الخارجي، اذ أن بعد الاشعاع يؤثر فقط على موضع محدد من الأنسجة، بالاضافة الى أنه عند الحديث عن اشعاع داخلي نمتنع عن اصابة غير مرغوب بها بالأنسجة الصحيّة وأعضاء اضافية في الجسد مقاربة من المثانة، ولذلك بالامكان زيادة نسبة الاشعاع ثلاثة اضعاف الاشعاع الخارجي، أمر يزيد من احتمالات التعافي. ويمنح العلاج في رمبام بالتعاون الكامل بين قسم المجاري البولية برئاسة بروفيسور شمعون مرتيك، ورئيس قسم علاج السرطان بروفيسور افراهام كوتين، بالاضافة الى د. يهوشواع جنسين من قسم المجاري البولية، دكتور مارك شيلكروط – مسؤول قسم علاج السرطان، السيد اليكس نيفالسكي والسيد شاحار دانيئيل، وهما فيزيائيان طبيان، بالاضافة الى الممرضة المسؤولة عن وحدة الاشعاع اليسون برنيجير، والممرض في غرفة العمليات السرطانية يوسي نيسان.

ويؤكد دكتور جنسين ان العلاج أثبت نفسه كناجع وناجح، ويقول: "طوال عشرة أعوام أجريت هذا العلاج لأكثر من 350 مريضا، وتظهر حسناته الكثيرة واضحة. الحديث يدور عن علاج لمرة واحدة، والذي يشكل بديلا لاستئصال البروستاتة. العملية نفسها تستغرق حوالي الساعة، وتتم بتخدير موضعي أو كامل. وفي اليوم ذاته يتمكن المريض من العودة الى منزله، وبعد مرور يوم واحد على العملية بامكان المريض مزاولة عمله وحياته اليومية كالعادة. نذكر أن هذه الطريقة العلاجية لا تلائم جميع المرضى، وانما فقط المرضى الذين لم ينتشر مرض السرطان لديهم الى خارج الغدّة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *