العثور على أقدم دليل يشير الى خروج الإنسان المفكر من أفريقيا قبل 200،000 عام

مراسل حيفا نت | 23/06/2020

العثور على أقدم دليل يشير الى خروج الإنسان المفكر من أفريقيا قبل 200،000 عام

باحث الآثار د. كميل ساري 

ساد الإعتقاد عند الأثريون أن الأقليم البارد خلال العصر الجليدي الأخير، قيد من حركة الإنسان القديم ومنع منه التجوال في العالم او الخروج من أفيقيا. نتائج بحث جديد لمكتشفات تم العثور عليه في كهوف جبل الكرمل، تشير الى ان الإنسان القديم (الإنسان المفكر) قد خرج من أفريقيا قبل 200،000 عام وليس كما اعتقد الباحثون قرابة 100 الف عام لاحقا. تم نشر المكتشفات الجديدة في المجلة العلمية Journal of Human Evolution.

وفقا لما قاله د. ليئور فايسبورد من سلطة الآثار، الذي قام بنشر المكتشفات الجديدة بالتعاون مع بروفسور مينا فاينشطاين عفرون من جامعة حيفا:” قبل سنتين تم العثور على فك إنسان قديم في مغارة مسليا في جبل الكرمل وهي تابعة الى الإنسان الذي يعرفه الأثريون أب الإنسان المعاصر ويطلق عليه إسم “الإنسان المفكر” (Homo sapiens). الى جانب الفك، تم العثور على بعض المتحجرات الصغيرة. خلال البحث الجديد قمنا بدراسة تلك المتحجرات حيث تم التعرف على 13 نوعا من الحيوانات من فصيلة القوارض التي لا يزال البعض منها يعيش في أيامنا في المناطق الجبلية الباردة مثل جبال زاغروس في شمال أيران وجبال القفقاز”.

تابع فايسبورد حديثه قائلا: “كم من الممكن ان نتعلم عن حياة الإنسان القديم من خلال بقايا القوارض الصغيرة. كان من المفاجئ العثور في الحفريات في جبل الكرمل على بقايا قوارض تعيش فقط في المناطق الباردة، من بينها نوعا من القوارض الذي انقرض من بلادنا قبل قرابة 150،000 عام. هذا الأمر يشير الى ان المناخ في بلادنا كان باردا جدا آنذاك مما مكن معيشة تلك الكائنات. العثور على فك الإنسان الى جانب هذا النوع من القوارض يشير الى انه عاش في تلك الظروف أيضا. من هنا فإن لبقايا القوارض الصغيرة هذه أهمية في دراسة تطور الإنسان القديم، وكيفية تمكنهم البقاء والتأقلم للعيش في المناخ البارد”.

يشير هذا البحث المشترك لجامعة حيفا وسلطة الآثار الى ان خروج الإنسان المفكر من أفريقيا حدث قبل قرابة 200،000 عام وهو على الأقل 100،000 عام أقدم مما اعتقده الباحثون حتى الآن.

وفقا لأقوال بروفسور مينا فاينشطاين عفرون من جامعة حيفا: “المكتشفات الأثرية من بلادنا ومن أماكن مختلفة في أفريقيا، تغير معا النظريات حول تطور الإنسان القديم. هذه المكتشفات تنير معلوماتنا على أصل الإنسان المعاصر وصفاته الفيزيولوجية التي ساعدته على التأقلم والعيش في المناخ البارد. هذه الصفات التي ساعدت الإنسان المعاصر على الإنتشار في العالم واحتلاله ليحل مكان الإنسان القديم البدائي ويزيله من العالم. إذا لم يكن المناخ هو الذي أبطأ تطور الإنسان المعاصر فعلى الباحثون الآن، الإجتهاد في البحث عن الأسباب الحقيقة لربما تلك المتعلقة في التكاثر والتطور او العلاقات مع فئات أخرى من الأنسان البدائي الذي عاش آنذاك”.

الصور المرفقة بلطف عن سلطة الآثار وجامعة حيفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *