احتجاجات مصر متواصلة.. ومبارك يجتمع بحكومته الجديدة

مراسل حيفا نت | 05/02/2011

 

دخلت الاحتجاجات في مصر يومها الثاني عشر، هاجم مجهولون أنبوباً يزود الأردن بالغاز في سيناء ما أجبر السلطات على وقف الإمدادات على قسمي الأنبوب اللذين يتوجه أحدهما الى اسرائيل. في حين ترأس مبارك إجتماعا وزارياً ضم رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء.


بقي الضغط الشعبي والدولي قوياً اليوم السبت على الرئيس المصري حسني مبارك في اليوم الثاني عشر من إنتفاضة لا سابق لها، بينما تعرض أنبوب لنقل الغاز لعملية تخريب في سيناء.

فقد أفاد مصدر رسمي أن مجهولين فجروا صباح السبت أنبوبا ينقل الغاز إلى الأردن على مقربة من قطاع غزة، من دون الإبلاغ عن إصابات. وأضاف ان المهاجمين فجروا الأنبوب في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء غير البعيدة عن قطاع غزة.

لكن لم يعرف ما اذا كانت عملية التخريب مرتبطة بالانتفاضة في مصر.

إجتماع وزاري برئاسة مبارك 

وفي حين لم يبد مبارك الذي تدعوه الولايات المتحدة الى الرحيل اي اشارة تدل على ذلك، فقد ترأس صباح السبت إجتماعا وزارياً ضم رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء، بينما دخلت الإنتفاضة الشعبية التي تطالب برحيله يومها الثاني عشر.

وهذا أول إجتماع يعقده الرئيس المصري مع الوزراء منذ إقالة الحكومة السابقة الاسبوع الماضي في إجراء يهدف الى تهدئة الحركة الإحتجاجية.

وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط ان مبارك اجتمع مع رئيس الحكومة أحمد شفيق ووزراء البترول سامح فهمي والتضامن الاجتماعي علي المصيلحي والتجارة والصناعة سميحة فوزي والمالية سمير رضوان ومحافظ البنك المركزي المصري فاروق العقدة. ولم تكشف الوكالة عن المواضيع التي تم التطرق اليها خلال هذا الاجتماع.

تواصل الإحتجاجات

في ميدان التحرير، واصل المحتجون ضغطهم وهم يرددون "إرحل إرحل". وهم يريدون منع الدبابات من الرحيل معبرين عن خشيتهم من هجمات محتملة لأنصار مبارك.

وفي الصباح عندما سمعوا هدير محركات الدبابات والمدرعات، هرع عشرات المتظاهرين ليجلسوا حول المحركات وهم يتوسلون إلى العسكريين البقاء في الساحة، وفق ما ذكره صحافي من وكالة فرانس برس. فالبنسبة لهم، يشكل وجود الجيش حماية في وجه أنصار الرئيس المصري الذين حاولوا مرات عدة اقتحام حواجزهم ورشقوهم بالحجارة واطلقوا النار في بعض الأحيان. وهم يخشون خصوصا ان يرفع العسكريون سيارات الشرطة والشاحنات المحترقة التي تغلق الميدان.

وسمع إطلاق نار كثيف ليل الجمعة السبت لبضع دقائق في ميدان التحرير، كما أفاد مراسل فرانس برس.

وعلى لافتة كبيرة، كتب المتظاهرون مطالبهم: رحيل الرئيس المصري وحل مجلس الشعب وإقامة حكومة انتقالية بينما كان بعضهم يهتف "إرحل إرحل" وآخرون ينشدون اغاني.

وأكد شفيق انه لن يتم طرد المتظاهرين بالقوة.

وجرت التظاهرة بهدوء يوم أمس الجمعة، خلافاً للأربعاء والخميس عندما أدت مواجهات بين موالين لمبارك ومعارضين له إلى سقوط ثمانية قتلى على الأقل وجرح 915 آخرين، حسب وزارة الصحة المصرية.

ولتجنب صدامات مماثلة نشر الجيش الجمعة العشرات من آلياته التي شكلت منطقة فاصلة.

وشهدت المحافظات الأخرى تعبئة مماثلة أيضا خصوصاً في الاسكندرية والمنوفية (شمال) والمحلة والمنصورة (دلتا النيل) والسويس (شرق) وأسيوط (وسط) والأقصر (جنوب).

وقالت الامم المتحدة ان 300 شخص على الاقل قتلوا خلال الحركة الاحتجاجية الشعبية، حسب حصيلة لم تؤكدها مصادر اخرى.

وتحدثت وزارة الصحة المصرية عن سقوط خمسة آلاف جريح منذ 28 كانون الثاني- يناير.

وقد دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما امس نظيره المصري الى الإصغاء لمطالب الشعب. وقال ان مبارك "يجب أن يتنبه لما يطالب به الناس ويتخذ قراراً منظماً وبناءً وجدياً"، مؤكدا ان "المشاورات" بدأت حول الإنتقال السياسي. وأضاف "اعتقد ان الرئيس مبارك يهتم ببلده. انه يشعر بالفخر ووطني ايضا"، بدون ان يطلب رحيله بشكل واضح.

من جهتها، رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بـ"ضبط النفس" الذي أظهرته السلطات المصرية خلال تظاهرات الجمعة.

من جهة اخرى، أكد البيت الأبيض ان الإنتفاضة الشعبية التي بدأت في 25 كانون الثاني- يناير لن تتوقف "بدون إصلاحات ملموسة".

وقبيل ذلك استبعد رئيس الوزراء المصري احمد شفيق "قبول" إقتراح نقل السلطة بين الرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان كما تريد الولايات المتحدة، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

وبينما نزل مئات الآلاف من المصريين الى الشوارع في "جمعة الرحيل" طلب قادة الإتحاد الأوروبي ان تبدأ عملية الإنتقال الديموقراطي "الآن".

تفجير أنبوب غاز.. ووقف آخر يتجه لإسرائيل 

أخيرا، صرح مسؤول مصري ان مجهولين فجروا صباح السبت أنبوباً يزود الأردن بالغاز، في مصر ما أجبر السلطات على وقف الإمدادات على قسمي الأنبوب اللذين يتوجه أحدهما الى اسرائيل.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته أن المهاجمين فجروا الانبوب في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء. وكان قد تحدث أولا عن الأنبوب الذي ينقل الغاز الى اسرائيل.

واضاف ان "انبوب الغاز الى الاردن هوجم وامداد اسرائيل توقف".

وتدخل الجيش على الفور مع رجال الاطفاء لمنع امتداد الحريق الذي نشب نتيجة التفجير. ولوحظ انتشار امني للجيش في المنطقة بحثا عن الفاعلين.

ولم يعرف على الفور من هو المسؤول عن الهجوم او ما اذا كان مرتبطا بحركة الاحتجاج الشعبي التي تطالب منذ 12 يوما برحيل الرئيس حسني مبارك.

وقال المسؤول "لا نملك حتى الآن تفاصيل حول ما جرى".

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن محافظ العريش ان الهجوم وقع فجرا واستخدمت فيه عبوة ناسفة صغيرة. وادى الهجوم الى اضرار طفيفة بينما تم تطويق الحريق خلال ثلاث ساعات.
من جهته تحدث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الازمة المصرية السبت في ميونيخ، مشيرا الى ان الامم المتحدة "طالبت دائما بالتغيير" نحو مزيد من الديموقراطية منذ 2002 "خصوصا في البلدان العربية".
 
وقال بان كي مون في مؤتمر حول الامن ان حركات الاحتجاج في مصر وتونس "قد اججها انعدام الامن والفقر والاستياء والفساد ونقص الديموقراطية".
واضاف "منذ 2002، طالبت الامم المتحدة دائما بتغييرات" نحو مزيد من الديموقراطية "وخصوصا في البلدان العربية".
الا ان بان كي مون اعتبر ان "الاضطرابات في العالم العربي تشكل نوعا من عالم مصغر في عالم اوسع" وخصوصا التحديات الكبيرة للامن على الصعيد العالمي مثل الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والكائنات البشرية "التي زادت منها التكنولوجيات الجديدة وضعف الدول".
واكد بان كي مون ان "انعدام الامن يتزايد مع انعدام العدالة"، مشيرا الى ان الامم المتحدة قامت في 2010 ب "34 تحركا مختلفا لتسهيل الوساطة والحوار في العالم".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *