آلاء ظاهر… وردة اقتلعت في ريعان شبابها….

مراسل حيفا نت | 23/01/2011

 آلاء لشقيقتها قبل مقتلها: أخاف من الأيدي الخطّافة عليك!!!

المئات يشيّعون المرحومة آلاء الى مثواها الأخير

الوالدة مروة ظاهر لقاتلي ابنتها: الله لا يبارك لهم.. الله يكسر أيدي كل شخص يحمل مسدسا ويطلق النار!!!!

زملاء آلاء في المدرسة: كانت مثالا يحتذى به

بيان العائلة: لا زلنا ننتظر نتائج التحقيق الذي تقوم به الشرطة

شاهين نصّار

شارك ظهر يوم الجمعة المنصرم المئات من سكان المدينة وخارجها، أقارب وأصدقاء المرحومة آلاء ظاهر وذويها، في تشييع جثمانها الى مثواه الأخير… وتلى الشيخ اسعد قلق الصلاة على روح الفقيدة، قبل أن يوارى جثمانها الثرى في المقبرة الاسلامية في كفار سمير في حيفا…

حيفا فقدت زهرة من أجمل زهراتها، هذا ما يمكننا قوله عن المرحومة ظاهر، التي لقيت مصرعها ليلة الخميس المنصرم 20-1-2011، اثر مقتلها رميا بالرصاص عندما كانت تستقل سيارة أجرة متجهة للعودة الى منزل شقيقتها في مدينة الرملة – مركز البلاد.

آخر ما علمناه من الشرطة هو أنه تم تمديد اعتقال شاب في الرابعة والعشرين من العمر اعتقل فور مقتل المرحومة، وهو من الرملة، للاشتباه به بضلوعه في مقتل المرحومة آلاء. وما زال التحقيق جاريا حتى لحظة كتابة هذه السطور.

آخر ما كتبته المرحومة آلاء ضاهر على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كان: "حارّة كالفلفل، حلوة كالسكر، أنا اذا طعم لا ينتهي أبدا"!!!

هذه الجملة ما زالت عالقة في ذهن أقاربها وأصدقائها ووالدتها مروة ضاهر، التي تبكي بحرقة وبألم شديدين ابنتها ورحيلها عن هذا العالم في سابق عهدها. وتقول: "انها وردتي التي إقتلعوها"!!!

وتقول في حديث لصحيفة "حيفا": "كانت شابة رائعة، جميلة جدا، دلّوعة كثيرا، تحب الحياة، وكانت ترغب في أن تواصل تعليمها في مولدوفا، حيث درست طب الأسنان. كانت لديها عطلة عن التعليم فطلبت مني أن آذن لها أن تعود الى البلاد لزيارتنا، أنا رفضت وطلبت منها أن تبقى هناك وأن تتنشق الهواء الطلق وتتجول في مولدوفا، ولكن والدها قبل طلبها… وعادت الى البلاد قبل أسبوع فقط (أي قبل نحو أسبوعين من موعد صدور العدد الحالي)، على أن تعود الى مولدوفا لمواصلة دراستها يوم الأربعاء (الأربعاء الماضي). قالت لي أنها ذاهبة الى منزل شقيقتها في الرملة التي متزوجة وتقطن هناك، لتحضر كتبا بموضوع الكيمياء، لدراستها في الخارج".

وتضيف: "عادة تذهب الى الرملة وتعود لوحدها، اختها الصغيرة طلبت أن تذهب معها الى الرملة، لكن آلاء رفضت وقالت لها: "أخاف من الأيدي الخطّافة عليك، سأذهب لوحدي واعود". تحدثت اليها في اللحظة تلك وقالت لي أنه خلال خمس دقائق تكون قد عادت الى والدها الذي ينتظرها بمنزل شقيقتها، اتصلت لها بعدها ولم يكن أحد يرد على الهاتف… لم أشعر بشيء ولم أشك بأمر ما… تحدثت الى شقيقتها وقالت لي أنه مرّت ساعة منذ أن قالت لي أنها ستعود بعد خمس دقائق… اخواتها شعرن بما حدث… فقالت لي شقيقتها أنه في احدى المواقع كتب أن شابة في الـ19 من العمر قد لقيت مصرعها في الرملة رميا بالرصاص، وأنها آلاء… فقلت لها هذا كذب"!!!

وواصلت حديثها قائلة: "بعدها بقليل اتصلت بي صديقتي وقالت أن صحفيا يبحث عني، ويريد ان يحدثتي مدعيا أن آلاء لقيت مصرعها في الحادث المذكور… ويبحث عن صورتها…. لم أصدق ذلك!!! كنت أقول لهم كله كذب… لم تقتل! لم تقتل!!!! بعدها بقليل ترجل شقيقي من السيارة وقال لي أنها توفيت"…

وتوجه والدة المرحومة آلاء، كلمة للأمهات تقول بها: "الله يساعدهن، الله يساعد كل أم تعاني مثلي، ويكسر ايدي كل من فعل بها ما فعل… قالوا لي أنها قتلت بالخطأ… من؟ من قتلها؟؟؟ الله يرحمك يا آلاء… الكل كان يحبها".

وواصلت في رد على سؤال: "لم نكن نشعر بشيء… لم يدل شيء على أن هذا قد يحدث… كانت قوية وجريئة ولا تهاب شيئا"!!!

اما حول ظروف مقتل آلاء فتقول الوالدة مروة ضاهر، والاشاعات عن كونها على علاقة بشخص ما من منطقة المركز: "لا يوجد شيء من هذا القبيل… آلاء محبوبة من الجميع، ولا تخبي عنّا شيئا، لا تخبي أي شيء عني وعن والدها، تخبرنا بكل شيء… هذا الحديث خطأ ومغلوط… سمعنا أنه كان هناك شخصان مجهولا الهوية أرادا قتل أختهما، التي هربت من منزلهما منذ شهر وهم يلاحقونها، وظنوا خطأ منهم أن آلاء هي شقيقتهما وقاما بقتلها"!!!

وتابعت: "لم يكن شخص يهددها، لو كان فعلا هذا هو الحديث، لكانت بقيت في المنزل ولم تذهب لزيارة شقيقتها، وكانت لأخبرتني"…

وتوجه كلمة لقاتلي ابنتها فتقول: "لماذا تفعلون ذلك؟!! لماذا هذا العنف؟؟؟ لماذا لا تتأكدون من صحة هوية الأشخاص؟؟؟ لماذا تقتلون بنات البشر التي لا دخل لها؟؟؟؟ لماذا هذا القتل؟؟ كل يوم نسمع بقتل… حرام عليكم… حرام عليكم… شوّهوا سمعة ابنتي، شوّهوا سمعتنا نحن وعائلتنا…. الجميع يحبها، لا تخبي عليّ شيء ولا عن زوجة خالها.. الله لا يبارك لهم.. الله يكسر أيدي كل شخص يحمل مسدسا ويطلق النار"!!!!

هذا وأصدرت العائلة بيانا لوسائل الاعلام وصلت نسخة عنه لصحيفة "حيفا"، موقعا باسم والد المرحومة، وائل ظاهر، والذي جاء فيه ما يلي: "تعبّر عائلة ظاهر في حيفا عن صدمتها وحزنها العميقين جرّاء الجريمة النكراء التي راحت ضحيتها ابنتنا الغالية آلاء وائل ظاهر، خلال زيارتها لأختها مساء الخميس الماضي في مدينة الرملة في ظروف لا يزال يكتنفها الغموض. إن فقداننا لآلاء، هذه الفتاة الطيبة والمهذّبة التي سعت لتخطو خطواتها الأولى في سبيل العلم حيث بدأت دراسة الطب في مولدوفا، والتي يشهد كل من درس معها وعملت معه على حسن خلقها وذكائها، حلّ علينا كالصاعقة وصدمنا بشدة".

وواصل البيان: "لا زلنا ننتظر نتائج التحقيق الذي تقوم فيه الشرطة، نريد أن نعرف الحقيقة كاملة وفقط الحقيقة، ونطالب بأن تأخذ العدالة مجراها، ونهيب بوسائل الإعلام وبأبناء مجتمعنا وشعبنا عدم التسرّع في نشر الروايات حول هذه الجريمة وعدم مضاعفة الأسى. نشكر كل من شاركننا حزننا، أمدّ الله في عمر أبنائكم وبناتكم".

محمود عودة، جهاد مصطفى، ووسام ايوب، زملاء المرحومة على مقاعد الدراسة في المدرسة الثانوية شيزاف (المتنبي)، يؤكدون على أن المرحومة تمتعت بالأخلاق الحسنة، وكانت مثالا يحتذى به، وأنها كانت طالبة متميزّة ولذلك قررت دراسة طب الأسنان في مولدوفا…

وينفي زملاء المرحومة الاشاعات التي صدرت عقب مقتلها في الرملة، انها كانت على علاقة بشخص من مركز البلاد، ويؤكدون على صحة أقوال والدتها التي قالت أنه يرجّح أن تكون آلاء قد قتلت بالخطأ…

ويؤكدون انهم كانوا يخططون للاحتفال معا كزملاء على مقاعد الدراسة، لأنهم كانوا يعزونها كثيرا…

كما يؤكدون على صعوبة تلقيهم هذا الخبر، وأنهم ما زالوا لا يؤمنون أنها قد فارقت الحياة….

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *