تشييد حرج

مراسل حيفا نت | 20/01/2011

شاهين نصّار

بروح من التعاون والتسامح بين الأديان وأبناء مدينة حيفا خاصة، قام ظهر اليوم الثلاثاء العشرات من رجال الدين والشخصيات الحيفاوية من أعضاء هيئة التعاون بين الديانات في حيفا والشمال، بتشييد وافتتاح حرج "الجيرة" في جنوب المدينة.
هذا الحرج الذي يقع جنوبي مدينة حيفا، بالقرب من ملعب آفي ران والحرم التكنولوجي للصناعات العليا "متام"، هو وليد المحبة والتعاون بين أبناء المدينة، ويأتي من جهة لزيادة من الخضار في المدينة وجماليتها، ومن جهة أخرى للتعويض ولو قليلا عن ملايين الأشجار التي احترقت في حريق الكرمل العملاق قبل أكثر من شهر.
وتولت عرافة الاحتفال لافتتاح وتشييد الحرج وزرع الأشجار به على أنواعها المختلفة، ابنة المدينة وعضوة الهيئة الشابة ألفت حيدر، والتي رحبت بالحاضرين من ابناء المدينة على اختلاف دياناتهم وأطيافهم، مؤكدة أن الهدف الأساس من هذا الحرج هو التشديد على المحبة والتسامح والتعاون بين أبناء جميع الديانات.
وتحدث في الحفل كل من الحاخام جولان بن حورين (حاخام اصلاحي – ريفورمي)، الحاخام دوبي حيون من سكان كيبوتس بيت أورن الذي تضرر خلال حريق الكرمل، الشيخ محمد شريف عودة – أمير الجماعة الأحمدية في حيفا، جلال خاتمي ممثل الجماعة البهائية في حيفا وعكا، وأساف رون – مدير بيت الكرمة للتعايش العربي اليهودي.
كما وحضر الحفل العديد من الشخصيات منهم عزيزة حيفا خولدا جوريفتش عضوة ادارة بيت الكرمة، أغنيس شحادة  مديرة مؤسسة بيت النعمة، جمال شحادة ممثلا عن كشافة الروم الكاثوليك الأولى في حيفا، أعضاء الحركات الكشفية اليهودية في المدينة، ممثلين عن حركة الشبيبة نوعام في حيفا، كشافة مدرسة حوار الرسمية، واعضاء حركة "نكسر الثلج" (שוברים את הקרח) العربية اليهودية.
هذا وتلى الحاخام بن حورين والشيخ عودة صلاة باللغتين العبرية والعربية.
من جهته قال الحاخام بن حورين: "بعد قرابة الشهر من الحريق، ها نحن هنا نزرع حرجا، من كان ليصدّق. في الوقت الذي يحرّضون به لاقتلاع مواطنين من الدولة، نحن نزرع معا أشتال الحوار. في الوقت الذي آخرون يضعون حجارة الكراهية، نحن نضحد حجارة الخوف. في الوقت الذي تهتاج به الأرواح حولنا، نحن نفتح قلوبنا للحديث والتفاهم. في الوقت الذي يهددون هدم عالمنا الأخلاقي نحن مستدعون لإصلاح الكسر وسد العنصرية".
وأضاف: "نحن مسيحيون ومسلمون، يهود ودروز، بهائيون وابناء ديانات مختلفة نزرع معا من منطلق الاحترام والمشاركة في أرض عرفت الألم والقرب، خلاف واتحاد، من ايمان بأن كيان دولة اسرائيل المميز يلزم مجتمع متعدد التقاليد يحافظ على المساواة لجميع سكانها، نحن نزرع ونشيّد حرج الجيرة".
أما أساف رون، مدير بيت الكرمة فقال: "يهدف بيت الكرمة لتعليم المحبة، تعليم التعارف، نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذا المجمع، ونعد أن نعمل مع بقية الأعضاء على أن نبادر لفعاليات اضافية بهذه الروح، وان نطوّر هذا الحرج بروح التعاون والمشاركة والسلام، وأن ننقل مثال حيفا في التعاون والمشاركة لبقية أنحاء البلاد".
جلال خاتمي، من المركز البهائي العالمي في حيفا قال: "أعتقد أن بلد مثل حيفا، احدى مميزاتها التعدد، أن تكون مبادرة كهذه من قبل هيئة التعاون بين الديانات، هذا يضع الأسس للحوار والتفاهم بين جميع الديانات والمجتمعات في المكان، وليس فقط التفاهم بل العمل المشترك ايضا. ونحن كبهائيون ندعم مشاريع كهذه ونبارك لهذه المبادرة".
اما الشيخ محمد شريف عودة فقال: "الفعالية مباركة جدا، هذا نموذج للتعايش. ونأمل أن تكبر هذه الأشجار وتنمو، لتكون مثالا حيا للتعايش بين البشر".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *