إبراهيم حسين أبو صعلوك/ اللد
لعل الدافع الذي دفع هذه الجماهير إلى التظاهر أمام سفارات مصر هو العتب بدافع الأمل الذي تعلقه هذه الجماهير على مصر العروبة لأنها تحب مصر. هذا الأمل الذي زرع في نفوس هذه الجماهير بسبب مواقف مصر التي كانت تبعث العزة والإحساس بالكرامة حيث ظل هذا الأمل ثابتا في نفوس هذه الجماهير رغم الهزيمة التي مني بها العرب بزعامة عبد الناصر في حرب الأيام الستة ورغم مرور السنين والأيام على رحيله ورغم حرص مصر ما بعد عبد الناصر على قتل هذا الأمل عندما أخذت تتخلى شيئا فشيئا عن دورها في تصدر العالم العربي بدء باتفاقية السلام مع إسرائيل وانتهاء بموقفها خلال حرب إسرائيل على غزة في هذه الأيام مما يدل على حب هذه الجماهير لمصر وعلى أن مواقف الرجال أقوى من الهزيمة ومن الأيام وحتى من السلام.
ولكن المؤسف أن مصر الرسمية خلافا لمصر الشعبية لم تدرك خطورة موقفها غير الفاعل والمتردد إزاء حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين الذي لم يقتصر على عدم بذل مساعيها لتجنيب الفلسطينيين هذه الحرب كيف لا وهي التي تربطها بإسرائيل علاقات سلام يفترض أن تجعل لها حظوة لدى إسرائيل وهي التي تصنّف إسرائيليا وأمريكا كإحدى دول الاعتدال، وهي التي تعلم مسبقا بنية إسرائيل في شن هجوما عسكريا على قطاع غزة كما يفهم من تصريح وزيرة خارجية إسرائيل بأن إسرائيل قد أخبرت دولا عربية بنيتها هذه، يُفترض أن تكون مصر إحدى هذه الدول، بل حملت مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة للفلسطينيين. ولم تكتفِ بذلك بل امتنعت عن المشاركة في قمة عربية طارئة بخصوص الحرب على غزة ومع أن هذه القمة لن تكون أحسن حالا من سابقاتها إلا أن التفسير الذي تعطيه هذه الجماهير لامتناع مصر عن المشاركة فيها هو أن مصر تريد أن تعطي إسرائيل فرصة لانجاز مهمتها في غزة أو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تحضر بعد البيان الختامي لهذه القمة وفي هذه الحالة تكون مصر قد انتقلت من خانة الدولة المتصدرة للقضايا العربية إلى خانة الدولة التي تحارب القضايا العربية علنا لذا ستكون هذه الجماهير معذورة أن لم تراجع مصر حساباتها إذا هتفت أمام سفارات مصر قائلة لولا المحاباة منا لشعب مصر لقلنا "نامت نواطير مصر عن ثعالبها" أو أن مصر ماتت بموت ناصر.