العثور على معبد كنعاني تاريخه 3000 عام في تل الدوير

مراسل حيفا نت | 11/04/2020

العثور على معبد كنعاني تاريخه 3000 عام

في تل الدوير

باحث الآثار د. كميل ساري 

خلال الحفريات الأثرية التي تجريها جامعة القدس في تل الدوير، تم العثور على العديد من التحف التي تشمل: تماثيل لآلهة كنعانية، تحف من الذهب، قارورة تحمل أسم الفرعون رعمسيس وقناع من الفخار. من شأن الإكتشاف أن يضيف الى معلوماتنا عن العبادة والتقاليد الكنعانية خلال العصور القديمة.

تل الدوير – لمحة عامة

يتواجد تل الدوير (يسمى اليوم تل لخيش)، في وادي الخليل تصل مساحته قرابة 125 دونم (الصورة رقم 1 – مدخل المدينة في تل الدوير من الجو). تم الأعلان عنه حديقة وطنية عام 1994. تم إكتشاف التل لأول مرة على أنه تل الدوير عام 1926 على يد الباحث الأمريكي وليم أولبريط (William Albright).

أشارت المكتشفات الأثرية الى وجود إستيطان في الموقع ابتدأ من العصر الحجري الأخير (قرابة 9500 عام قبل أيامنا)، إلا أن أبرز الفترات تعود الى الفترة الكنعانية (ما بين 4500 الى 3200 عام قبل أيامنا) حيث كانت في الموقع مدينة، خضعت للسيطرة المصرية آنذاك. العديد من المعلومات عن تلك العلاقة نستمدها من الرسائل ما بين الحكام المحليين وفرعون مصر والتي عُثر على جزأ منها ضمن مخطوطات تل العمارنة في مصر.

خلال القرن الثاني عشر ق.م دُمرت المدينة لتبنى من جديد فقط بعد مائتي عام، حيث كانت تحد آنذاك مع المملكة التي أقامها قبائل الفليستيين. اما خلال القرن الثامن ميلادي فقد تواجدت في الموقع مدينة محاطة بالأسوار إلا انها تضررت جراء هزة أرضية عام 760 ق.م. كما أنها تضررت عام 701 ق.م جراء حروب إحتلال الملك الآشوري سنحاريب (الصورة رقم 2 – حصار سنحاريب على تل الدوير).

يجدر الذكر ان الحصن في تل الدوير من الفترة الآشورية هو الوحيد من نوعه في منطقتنا من هنا فهو مكتشفا أثريا نادرا جدا.

المكتشف الحالي

العثور على المعبد من الفترة الكنعانية والتنقيب عنه، يعبر شيئا مميزا في الحفريات الأثرية في بلادنا، إذ يصادف الأثري مثل هذا الإكتشاف مرة كل 40 عام تقريبا. يدير الحفريات في المعبد الباحث يوسف جارفينكل من قبل الجامعة العبرية في القدي بالتعاون مع إحدى الجامعات من الولايات المتحدة الأمريكية.

من بين المكتشفات الأثرية الهامة، العثور قبل 5 سنوات في الموقع ذاته على كتابة كنعانية مكونة من ثلاث أسطر، كتبت على قطعة فخار ويعود تاريخها الى قرابة 1150 ق.م (الصورة رقم 3).

اما المعبد فتواجد في واجهته الأمامية عمودان مصنوعان من الحجر وبجوانبه برجان للحراسة. كذلك، توسطت القاعة الرئيسية أربعة أعمدة منحوتة من الصخر الجيري. الى جانب القاعة المركزية، تواجدت بعض الغرف الجانبية. على الرغم كونه معبدا مميزا، إلا انه يتعبر بين أصغر المعابد حجما التي نعرفها في العصور القديمة. بين المكتشفات في المعبد كانت عارضتان صنعتا مكن البرونز وقد دفنتا تحت الأرضية خلال بناء المعبد، كذلك تم العثور على بعض الأسلحة (رئس حربة وخنجر) مصنوعة من البرونز وكانت أيضا مدفونة تحت أرضية المعبد في إحدى الجرار المصنوعة من الفخار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *