حفريات أثرية في موقع المعد لبناء السفارة الأمريكية في القدس

مراسل حيفا نت | 03/04/2020

حفريات أثرية في موقع المعد لبناء السفارة الأمريكية في القدس

كميل ساري

بدأت قبل فترة وجيزة أعمال تنقيب وفحوصات أثرية في الموقع المعج لبناء السفارة الأمريكية في القدس. وتأتي تلك الفحوصات والحفريات بسب إحتمال وجود آثار من فترات مختلفة في الموقع.

الموقع

يتواجد الموقع المعد لبناء السفارة الأمريكية في مجمع “ألنبي” في حي أرنونا في القدس المبنية جنوبي حي “تلبيوت”. بدأ بناء الحي “أرنونا” عام 1931 بعد أن تم شراء الأراضي عام 1921 من الكنيسة الأرثوذوكسية وهو مبني على تلة تعتبر من أعلى التلال في القدس، حيث تطل على صحراء يهودا، البحر الميت ووادي “الموجب”. لا نعلم مصدر الأسم “أرنونا” الذي أُطلق على الحي. هنالك من يرجح أن الإسم نسبة الى وادي “الموجب” المسمى بالعبرية “وادي أرنون” والذي تطل عليه مبان حي أرنون مباشرة.

تعود فكرة بناء مبنى السفارة الأمريكية في القدس الى العام 1995، حيث سن مجلس الشيوخ الأمريكي آنذاك قانون، يعترف بالقدس عاصمة إسرائيل. إلا ان نقل مبنى السفارة تأجل كل مرة بموجب الصلاحية التي يمنحها القانون للرئيس الأمريكي، إذ يمكنه كل مرة من تأجيل نقل السفارة نصف سنة. عام 2017، أعلن الرئيس ترامب في خطابه على نيته بنقل السفارة الى القدس وفقا للقانون الأمريكية. وقد تم تنفيذ القرا بتاريخ بتاريخ 14 أيار 2018 حيث تحولت الفارة الى مبنى القنصلية الأمريكية في القدس المتواجد في حي تلبيوت.

المكتشفات الأثرية في الموقع

أشارت الأبحاث والمسح الأثري في المنطقة، على وجود بقايا إستيطان يعود تاريخه الى الفترة البيزنطية الى جانب بقايا بعض الكهوف التي استعملت لدفن الموتى خلال الفترة الرومانية.

كما ذكرت أعلاه، فإن الحفريات والفحوصات الأثرية في الموقع المعد لبناء السفارة لا زالت في بدايتها، وما يلي هو لمحة على نتائج أهم الحفريات التي جرت في المنطقة بأكملها خلال السنوات الماضية: حيث جرت الحفريات الأولى عام 1964 واستمرت على مراحل متقطعة حتى السنوات الأخيرة من القرن الماضي. من بين تلك الحفريات يجدر الذكر حفريات الباحث “سوكنيك (Sukeniek)” عام 1964 التي كشفت عن بقايا كهوف من الفترة الرومانية، لاحقا عام 1981-1982 أُجريت حفريتان في المنطقة المجاورة إثر أعمال تطوير في الحي، والتي أسفرت نتائجها عن مكتشفات مشابهة.

عام 1993، إثر أعمال بناء وتطوير باشرت سلطة الآثار بحفريات تم خلالها توثيق مغارة إستعملت لدفن يعود تاريخها الى الفترات الرومانية – البيزنطية (الصورة رقم 2). تم الكشف عن غرفة رئيسية (مساحتها 2 X  3 امتار بالتقريب) نحتت في جوانبها الأكواخ لوضع النواويس المنحوتة من الحجر (الصورة رقم 3) والتي زخرفت بأشكال هندسية. تم العثور في المغارة على عشرة نواويس منحوتة من الحجر الجيري. البعض منها حملت كتابات باللغة الآرامية والعبرية القديمة. كما تم العثور على العديد من أدوات الفخار، الزجاج والحلى التي تم تحديد تاريخها ما بين القرن الأول وحتى الخامس ميلادي.

حفريات أخرى أُجريت خلال الأعوام 2005 – 2006 بإدارة سلطة الآثار والتي أسفرت نتائجها عن محاجر لإستخراج الحجارة تعود الى الفترات الرومانية والبيزنطية.

كذلك، خلال العام 2006، أُجريت حفريات أثرية الى الشمال من الحي، كشفت عن بقايا موقع يعود الى العصر الحجري القديم والذي قد تضررت غالبية جزائه إثر أعمال بناء حيث تم العثور خلال الحفريات على بضع أدوات المصنوعة من الصوان والتي تعود الى نهاية المرحلة الأولى من العصر الحجري الأخير (قرابة 250،000 عام قبل أيامنا).

تشير المكتشفات الأثرية الى وجود بقايا إستيطان في المنطقة من مراحل مختلفة  بدايتها قد تعود الى عصور ما قبل التاريخ واستمرارا حتى الفترات الرومانية والبيزنطية. من هنا، يدر الإنتظار الى نتائج الحفريات الجديدة التي من شأنها أن تضيف الى معلوماتنا عن حقبات زمنية من التاريخ والتراث تواجدت في الموقع.

الصور المرفقة – بلطف عن سلطة الآثار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *