أحد ينابيع الحمة في طبريا ينبع من جديد

بأعقاب ارتفاع المياه في بحيرة طبريا

صرح باحث الآثار درور بن يوسف من سلطة الحدائق الوطنية على أن احد الينابيع في حمة طبريا، عاد لينبع من جديد حيث تصل درجة حرارة المياه الى 60 درجة مئوية، ذلك بعد عشرات السنوات من الجفاف. السبب المباشر في أحياء البئر من جديد هو ارتفاع مستوى المياه في بحيرة طبريا. هذه الظاهرة نراها مرة كل 20 سنة تقريبا.

يجدر الذكر ان الينابيع في حمة طبريا عملت خلال الفترة الرومانية حيث تواجد في الموقع حمام عمومي والذي كان واحد من استعمالاته هو الإستحمام في المياه الساخنة الطبيعية بهدف العلاج. تتواجد في الموقع العديد من الينابيع والتي تتراوح درجات الحرارة فيه ما بين 30 الى 60 درجة مئوية. البعض منها يجف خلال أيام السنة إلا ان مستوى المياه يرتفع عند ارتفاع المياه في بحيرة طبريا، ويجف عندما تقل المياه في البحيرة.

الحمامات العمومية

تشير المكتشفات الأثرية والمصادر التاريخية على أهمية الحمام والمياه الساخنة كوسيلة للعلاج في الفترات القديمة. فعند الرومان مثلا، كانت أهمية كبرى للحمام العمومي كوسيلة للتسلية, اللقاءات الاجتماعية, مكان للدراسة ومركز للرياضة والعلاج. وقد وجهت العديد من جهود وحدات الجيش الروماني في بناء الحمامات العمومية بالمناطق التي تحتوي على ينابيع المياه الساخنة الطبيعية، بهدف الإهتمام بجنود الجيش الروماني، إذ تم علاج الجنود المرضى او المصابين في الحروبات في مثل تلك الحمامات.

وقد أهتم الرومان بالحمامات الساخنة لأعتقادهم بأن النظافة هي وسيلة وقاية من الأمراض. إضافة الى ذلك فقد عرف الرومان خصائص المياه الساخنة في الشفاء من الأمراض مثل: أمراض الجلد، مشاكل الهضم والمسالك البولية. وقد وصف المؤرخون القدامى مثل المؤرخ الروماني “بلينيوس” (23 – 79 ميلادي) خصائص المياه الساخنة ووصف الحمام العمومي في مدينة طبريا آنذاك. كذلك يضف المؤرخ “أميانوس ماركلينوس” (330 – 395 ميلادي) بأن الحمام في منطقة “الحمة” له خصائصه في العلاج حيث يأتي المرضى من أثينا الى منطقة “الحمة” لتناول العلاج في هذا الحمام.

أما لمحة عن الموقع الأثري ونتائج الحفريات في حمة طبريا سأوافي بها بشكل مفصل في التقرير القادم

الصورة رقم 1: إلاه الشمس هليوس يتوسط أرضية فسيفساء في الموقع (القرن الرابع ميلادي)

الصورة رقم 2: الحمام من الفترة الرومانية

الصورة رقم 3: الحمام من الفترة الرومانية مع المياه الساخنة خلال هذه الأيام