توحيد وهميّ

مراسل حيفا نت | 16/01/2011

 

مطانس فرح

 

كلّ عام وأنتم بألف خير.. بهذه التهنئة استقبل العديد من أبناء طائفة الروم الأرثوذكس ميلاد السيّد المسيح لدى الطوائف الشرقيّة، في السابع من الشهر الجاري، محتفلين مجدّدًا – قلتُ مجدّدًا؟! – وبعد مضيّ أقلّ من أسبوعين على الاحتفال بميلاد السيّد المسيح لدى الطوائف المسيحيّة الغربيّة (مسكين مسيحنا؛ فإنّه «يولد» مرّات عدّة خلال شهر واحد، لسبب عدم توّحد طوائفنا المسيحيّة)؛ بعد أن أعلنوا وهلّلوا وروّجوا لتوحيد الأعياد!! كما قُرعت أجراس كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة، وفُتحت أبوابها لحضور القدّاس الاحتفاليّ بهذه المناسبة.

كما أنّ قدوم رئيس البلديّة، يونا ياهڤ، إلى أبرشيّة الروم الأرثوذكس لهدف معايدة الكهنة وأبناء الرعيّة بميلاد السيّد المسيح، وعدم قدومه لمعايدتهم في الـ 25 من شهر كانون الأول الماضي، لدليل آخر، واضح وصريح، على عدم توحيد الأعياد.. كما تدّعي الأغلبيّة؟!!

أنا على علم، من مصادر موثوقة ومقرّبة جدًّا من الطائفة، أنّ بطريركيّة الروم الأرثوذكس في القدس تعارض فكرة توحيد الأعياد في مدينة حيفا، وتدّعي أنّ الموضوع فرضه المجلس الملّيّ؛ لذا تُلزم البطريركيّة الطائفة فتحَ الكنيسة وإجراء مراسيم احتفاليّة لمناسبة ميلاد السيّد المسيح (حسَب التقويم الشرقيّ)، وكأنّ الاحتفال بميلاد السيّد المسيح في الـ 25 من كانون الثاني (هل تعتبرونها ولادة مبكّرة؟!!) غير محسوب على الروم الأرثوذكس، حيث يجب الاحتفال مجدّدًا حسَب التقويم الشرقيّ! وهنا، يبدو الخلاف واضحًا، بين الكنيسة – بمحاولة فرض قرارها الرافض للتوحيد – وبين قرار المجلس الملّيّ الذي «يحاول» توحيد الأعياد.

فهل على أبناء الرعيّة الخضوع لقرارات المجلس الملّيّ.. أم لقرارات الهيئة الكنَسيّة؟! وإن كان المجلس الملّيّ مصرًّا على أنه قام بتوحيد الأعياد، فلِمَ يشارك في استقبال ياهڤ خلال الاحتفال حسَب التقويم الشرقيّ، إذًا؟

قرار التوحيد يجب أن يأتي من أعلى الهيئات الدينيّة والعلمانيّة، موحَّدًا وموحِّدًا..!

اتّحدوا، اتّخذوا قرارًا.. ثمّ هلّلوا لتوحيد حقيقيّ لا وهميّ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *