عن موقع بكرا
أزال عدد من موظفي وعمال دائرة الآثار الاسرائيلية تحت حماية شرطية مؤخرا الدعامات الحديدية القائمة منذ عشرات السنين تحت منزل عائلة نواف عبد السلام في حوش شهابي برباط الكرد في البلدة القديمة من القدس دون معرفة الأسباب.
وقامت قوات الشرطة بإغلاق كافة المداخل المؤدية إلى رباط الكرد، وأغلقت باب الحديد (أحد بوابات المسجد الأقصى) بدعوى اجراء تصليحات.
وقد فوجئت العائلات القاطنة في الحوش وعددها نحو 17 عائلة بإزالة الدعامات التي كانت قد وضعت في السبعينات لحمايته من التصدعات التي نتجت بسبب الحفريات الاسرائيلية.
واستنكر رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب ما وصفه بالاعتداء من قبل السلطات الاسرائيلية، وقال :"إنه أمر مرفوض ومستهجن وهو تغيير للأمر الواقع وإعتداء صريح على الأوقاف الاسلامية والمسجد الأقصى، موضحا أن هذا الاعتداء يضاف إلى سلسلة من الممارسات الاسرائيلية لتهويد مدينة القدس والأماكن المحيطة بالمسجد الأقصى.
وحمل الشيخ سلهب مسؤولية ما قد ينجم عن هذه الممارسات للسلطات الاسرائيلية.
وأشار أنه اجرى إتصالا مع وزارة الاوقاف الأردنية والجهات الأردنية لإبلاغها بالامر، مطالبا اياها التدخل لوقف هذه الممارسات.
من جانبه أوضح محافظ القدس عدنان الحسيني التصدع نجم عن الحفريات التي كانت تجري في النفق الذي يوازي الجدار الغربي للمسجد الأقصى وما يسمى "حشمونئيم"، وقد قامت البلدية بترميم البناء بطريقة غير علمية، ودون تقوية الأساسات حيث وضعت دعامات حديدية ضخمة تحت القنطرة التي تؤدي إلى رباط الكرد، ومن اجل قيام اليهود بأداء طقوسهم الدينية في المنطقة المكشوفة من القنطرة، وقد أزيلت هذه الدعامات الحديدية من أجل إضافة مساحة إضافية للساحة المكشوفة وهي مقدمة لإغلاق المدخل الذي يمر منه أهالي رباط الكرد.
وقال الحسيني :"هناك خطر انشائي ممكن ان يحصل جراء إزالة الدعامات الحديدية المقامة منذ سنوات طويلة".
واكد الحسيني أن ما جرى هو عمل غير قانوني وغير إنساني، حيث سيشعر السكان بالخطر على وجودهم وأثناء دخولهم وخروجهم من الحوش، مشيرا أنه لا بد للاهالي من التوجه للمحاكم لإعادة الأمر لما كان عليه، مع العلم أنها لن تساعدهم على إسترداد حقوقهم، ولكن لا بد من المحاولة.
من جهته أوضح رياض شهابي "أحد المالكين لوقف شهابي" أن مسلسل السيطرة على العقار بدأ منذ السبعينات من اجل تهجير السكان وتحويل المكان لمكان يهودي مقدس.
وأشار الشهابي أنه طلب من المحامي مهند جبارة برفع دعوى قضائية ضد الشرطة الاسرائيلية ودائرة الآثار لمطالبتهم بإرجاع الدعامات كما هي، وتحميلهما مسؤولية الخطر الذي ممكن ان يحدث، واضاف :"لقد تم إبلاغ الجهات الرسمية المعنية بالأمر كرئاسة الوزراء ومحافظة القدس والجهات الأمنية، من اجل تحمل المسؤولية لان حوش شهابي ملاصق للمسجد الأقصى من جهة الحائط الغربي".
من جهتها قالت المواطنة أم رامي عبد السلام أنها منذ ان سكنت المنزل قبل 34 عاما، تعاني عائلتها من مشاكل مع المستوطنين وأستفزازاتهم وألفاظهم النابية بحقهم، مشيره أن إبنها رامي ملاحق في المحاكم الاسرائيلية منذ ثلاث سنوات، بتهمة الاعتداء بالضرب على احد المستوطنين.
يذكر أن منازل حوش الشهابي متماسكة مع بعضها البعض، ومترابطة في مبنى واحد، وفي حال تعرض أحد المنازل للخطر فجميع المنازل معرضة للخطر، خاصة ان حفريات النفق الذي يوازي الحائط الغربي للمسجد الأقصى أثرت على المبنى، وقد تم إصلاحها أكثر من مرة من قبل دائرة الأوقاف الاسلامية.




