دعوة إلى وقفةِ حقٍّ دينيّة وإنسانيّة

مراسل حيفا نت | 02/01/2011

1/2010

حيفا في 2/1/2011

الموضوع: دعوة إلى وقفةِ حقٍّ دينيّة وإنسانيّة

    إنّ ما يحدثُ اليوم في شرقِنا العزيز من فوضى عارمةٍ وتهديداتٍ لقِسمةٍ طائفيَّةٍ ومذهبيَّةٍ بين أبناءِ الشَّعبِ الواحد، تَدعونا إلى وقفةِ حقٍّ في وجهِ الإجرام والإرهاب وفي وجهِ مَن يتَّخِذُ الدينَ شِعارًا وعنوانًا وأداةً لقتلِ الآخرين باسمِ الله تعالى، والله عزّ جلالُه بريءٌ من هؤلاءِ الَّذين يُشوِّهونَ صورتَه ويعملونَ بحسبِ أجندةِ عملٍ معروفةٍ لدى الجميع بأنّها غريبةٌ عن واقعِ حياتِنا ومجتمعِنا المتعدِّدِ دينيًّا، إنسانيًّا واجتماعيًّا.

    إنّ ما حدثَ ويحدثُ في العراق الجريح ومصر المتألِّمة والمفجوعة باستهدافِ بيوتِ الله واستشهادِ وإصابةِ هذا العددِ الكبيرِ من العربِ المسيحيّين في كنيسةِ القدّيسين في الاسكندريّة هو بعيدٌ كلَّ البُعد عن الإسلامِ والمسلمين بدينِهم وأخلاقيَّتِهم وإنسانيَّتِهم، إذ لا دينَ يدعو إلى قتلِ الإنسانِ المخلوقِ على صورةِ الله لأنّه مختلِفٌ عنّي، فَمَن يقتلُ الإنسانَ يقتلُ اللهَ نفسَه، ومَن يَحتَقِرُ كرامةَ الإنسان، فهو يَحتَقِرُ الكرامةَ الإلهيَّة للإنسان.

    إنّ هؤلاءَ المرتزقة الَّذين يدّعونَ بأنّهم مسلمون والإسلامُ بريءٌ منهم، لا يَفقَهونَ شيئًا من التّاريخِ والعيشِ المشترك والقواسمِ المشتركة، إذ إنّهم أعداءُ الله بامتياز. ففي العراقِ الجريح، لم يُفجِّر هؤلاء المرتزقة الكنائسَ فقط، ولم يقتلوا المسيحيّين فقط، بل تجاسروا أيضًا على تفجيرِ الجوامع وعلى قتلِ المسلمين أبناءِ دينِهم، و"اللبيبُ من الإشارةِ يَفهم!".

    من هنا، فإنّي أوجِّهُ دعوةً قلبيَّةً إلى كلِّ رجالِ الدين من مسيحيّين ومسلمين إلى الصَّلاة وإلى تكثيفِ العِظاتِ والخطب في الكنائسِ والجوامع الَّتي تَدعو إلى الأُلفة والوحدة والمحبّة والمسامحة والتعاون بين أبناءِ الشّعبِ العربيّ الواحد، منعًا للانقسامِ والتَشَرْذم والانطواءِ على الذات، وعلينا أن نعملَ معًا على تقويةِ هذه الروابطِ الَّتي تُشكِّلُ الحِصنَ المنيعَ والميناءَ الأمين لنا ولأبنائِنا من بعدِنا، وأن نعملَ جاهِدينَ على تربيّةِ جيلٍ جديدٍ يحترِمُ الإنسانَ كإنسانٍ وليس كدينٍ.

 

مع الاحترام اللائق

 

الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى

رئيس الرعيّة الملكيّة الكاثوليكيّة في حيفا

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *