جوقة بيات – معليا في مشوار الفرح

مراسل حيفا نت | 10/12/2019

جوقة بيات – معليا في مشوار الفرح

نايف خوري

قدمت جوقة بيات – معليا بقيادة الفنان سامر بشارة، أمسية غنائية بعنوان “مشوار الفرح”، وهي مجموعة من الروائع الغنائية السورية. وتضمنت الأمسية مختارات من الأغاني الرائعة، وكانت: موشح يمرّ عجبًا لعمر البطش أداء الجوقة، حبّوك الناس لرفيق السبيعي (أبو صيّاح) أداء مؤنس سمارة، بتؤمر عالراس وعالعين لفريد الأطرش أداء فادي مخّول وكلوديا حناني، تِعِب المشوار لفؤاد غازي أداء الجوقة، لزرعلك بستان ورود لفؤاد غازي أداء موسى طعمة، أهوى لأسمهان أداء وديان صبرا، لاكتب عاوراق الشجر لفريد الأطرش أداء راني سالم، عالمايا لذياب مشهور أداء الجوقة، سامحتك لأصالة نصري أداء منى جبران، أكثر ما فيّ عملته لعيسى مسوح أداء علاء بشارة، ترغلّلي لجورج وسوف أداء وسام سمعان، كان يا ما كان لميادة الحناوي، إبعث لي جواب لصباح فخري أداء أشرف داود، لاركب حدّك يا الموتور لفهد بلان أداء الجوقة، بالفرح بالعز لمجموعة ضيعة تشرين أداء الجوقة ونسيم خميسة.

بدأت جوقة بيات مشوارها الفني عام 2007، بتقديم أمسية “جبنا حكايتنا وجينا تا نسهر”، تلتها أمسية “جايين بحنين” ثم “تحية لوديع الصافي”. ولعل أبرز أعمال الجوقة تقديم أمسية بحضور الكبير وديع الصافي عام 2012 على مسرح الأرينا في جامعة عمان الأهلية في الأردن. وتوالت الأمسيات مثل: ريح الشمالي، طفل المغارة، على مهلك، ناطر، الشحرورة، زمن الطرشان، يا بلادنا، يا مسافر، وآخرها مشوار الفرح.

جاء هذا العرض دلالة على حرفية الجوقة، من تدريب، وغناء وعزف موسيقي. واستطاعت أن تسلب ألباب الجمهور، وتسحره بجمالية كل أغنية وتميّزها، وصوت أدائها، وعزف الموسيقيين. وكثيرًا ما قاطع الجمهور الغناء بالتصفيق الحاد، وخاصة المايسترو، مدرب الجوقة، سامر بشارة، الذي استطاع أن يشرك الجمهور بالغناء كلما التفت إليه، فتوقف العزف، وتوقف المطرب، ليتولى الغناء هذا الجمهور المتعطش إلى الفنون الرفيعة، والراقي كما وصفه سامر.

وما أضفى على الجو العام في الأمسية هو عرض لأبرز المواقع الأثرية والتاريخية في سوريا، ابتداء من جزيرة أرواد في البحر المتوسط، وامتدادًا إلى الغوطة، نواعير حلب، وحماة، ومعالم دمشق الشام كلها، والقلاع الشامخة التي تدل على عظمة سوريا ومكانتها الحضارية. وكان يرفرف فوقها العلم السوري، تعبيرًا عن أصالة التاريخ، وعبق الماضي ولحن الحاضر.

أما الفنّان المبدع سامر بشارة، فهو من مواليد قرية الرامة الجليلية، ترعرع في أسرة فنّية وتدرّب على يد والده المطرب فرهود بشارة. عزف سامر مع المطرب الكبير وديع الصافي، وأسّس ودرّب جوقة سراج وجوقة بيات، كتب ووضع العديد من المعزوفات الموسيقية والأغاني الجميلة، وهو مدرّس للموسيقى في معاهد أكاديمية عديدة.

أما الجمهور فقد أحب جوقة بيات حبّا شديدًا، وتمثّل ذلك بامتلاء قاعة العرض حتى المقعد الأخير.. وما إن أعلنت الجوقة عن رغبتها تقديم هذا العرض حتى اختُطفت تذاكر الدخول خلال أسبوع واحد. ذلك لأن الجمهور شاهد العروض السابقة للجوقة، واقتنع بمستواها الفني، وبرُقي أعمالها، وأصالة المغنين والمغنيات عمومًا، والموسيقيين خصوصًا، وبالقدرات الفنية للمدرب المايسترو، الموهوب، الفنان سامر بشارة.

وقال سامر في حديثه للجمهور إن هذا العمل الفني ومعاملة الجمهور يضعان على عاتقه مسؤولية كبيرة لتقديم الأفضل في كل مرّة. وأعتقد أن الفنان سامر، وإدارة الجوقة برئيسها لورنس خميسة، قادران على تقديم ما يؤكد أن هذه الجوقة تضاهي كبار الجوقات الفنية والغنائية في العالم العربي. ولذا أنصح بمواصلة تقديم الأعمال الجميلة لجمهورنا، والانطلاق إلى أماكن أخرى خارج حدودنا، لأنها جوقة جديرة بالظهور في العالم، وتستحق أن تتمتع بأعمالها الجماهير في العالم العربي والغربي.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *