بيتي الذي احترق – الشاعر محمود ابو الهيجاء (رام الله)

مراسل حيفا نت | 08/12/2010

عندما شبت النيران في الكرمل، وراحت تنتشر بحمق وشراهة في ما اراد الله لحيفا من سرو وطبيعة خضراء ، كنت اضع يدي على قلبي ان لاتصل هذه الجائحة الى قريتي عين حوض التي لم يعرف تلفزيون فلسطين اسمها العربي الفلسطيني، فنقل ان النيران قد طالت من بين ما طالت قرية الفنانين ….!!! عين حوض التي كتب محمود درويش ذات مرة ان اسمها بحرف الضاد العربي قد استعصى على الترجمة العبرية فسميت عين هود وقد حولت القرية الى قرية للفنانين لفرط جمالها وهو الجمال الذي دافع عن القرية ومنع هدمها وتدميرها أثر النكبة عام ثمانية واربعين . لكن شريط الاخبار على عجلة من امره فلم يقرأ شيئا من هذا التاريخ قبل يوم الحريق وما من احد يدقق او يراجع او حتى يسأل ….!!! وعلى اية حال ليست هذه هي الكارثة بل النار التي قد وصلت الى عين حوض التي كنت فيها قبل قليل ودخلت بيتي الذي وقفت قرب بابه الخشبي انتظر خروج امي الى حقلها فلم يخرج وقتها سوى دمعي مشتعلا بنيران الحسرة ….!!! 

  كانها النيران التي تركتها هناك هي التي دخلت بالامس بيتنا الذي في عين حوض ، أكره ان افكر على هذا النحو لكن صالح عباسي الذي اخذني الى عين حوض يومها هاتفني في اليوم الرابع من الحريق ليخبرني ان النار قد وصلت الى حيث وقفنا في عين حوض امام بيتكم وانها قد طالت البيت وكنت قد شاهدت ذلك على شاشة التلفزيون ، بل ان النار قد مشت  كما قال حيث مشينا في الكرمل ….!!! يا لتلك الجمرات التي فاضت مني حينها، اعني بالطبع جمرات قلبي التي كانت بقدر ما تلسعني في كل خطوة كانت تضيء لي دروب الذاكرة والامل ، ويا لهذا الحريق البشع الذي اكل سروات ابي ودغل حكاياته الحيفاوية .
انه سرونا الذي احترق في جبل الكرمل لكن دروبنا لن يكون بمقدور اي حريق ان يطالها والحكايات في طينة الارض سترفعها مرة اخرى في العشب الذي سينمو بعد سواد الحريق ، وستظل الحكايات حكاياتنا والخطوات لنا اينما كنا ويا ايها الكرمل لا بأس من لوعة اخرى في هذا الزمن المليء بحرائق التردي والانكسار….!!!
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *