الأضحى المبارك

مراسل حيفا نت | 10/08/2019

الأضحى المبارك

بداية أتقدم بأحر التهاني لكل من يحتفل بعيد الأضحى المبارك سائلا الله عز وجل أن يعيده على ربوعنا والجميع بخير وعافية وعز وكرامة وبعد : اننا نحتفل بعيد الأضحى المبارك لنسير على خطى نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل وجميع أنبياء الله  الذين لم يتهاونوا في التضحية بكل شيء طاعة لله تعالى وكان من خبر إبراهيم واسماعيل ما جاء نصه في كتاب الله قال تعالى ( فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى , قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ) إبراهيم عليه السلام كبر سنه دون أن يرزق بالولد حتى تزوج من هاجر عليها السلام والتي أنجبت له إسماعيل وكان في حينه يسكن الخليل ويتنقل بين الخليل والقدس الشريف وكان من دعائه ( رب هب لي من الصالحين )  أي يريد ولدا صالحا فجاءته البشرى من الله  فولدت له هاجر باسماعيل وبعدها حملت سارة فأنجبت اسحاق فحمد الله بقوله ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحاق ) فلما ولدت هاجر إسماعيل أمر ه الله أن يجعله عند الكعبة المشرفة والتي لم يكن  عندها أي شيء من مقومات الحياة  فأخذ زوجته هاجر وابنه إسماعيل وسار بهما الى أن وصل الى مكان الكعبة التي وضعت الملائكة أساسها , فلما رأت هاجر الحال سألت زوجها : يا إبراهيم الله أمرك بهذا ؟ قال :نعم . قالت إذا إذهب فإن الله لن يضيعنا , وعاد إبراهيم وقلب الأب يتقطع لفراق الولد ولكن أمر الله لا بد أن يقدم على كل شيء ولو كان الزوجة والولد فوقف مخاطبا ربه وهو أعلم بالحال ( ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي الهم وارزهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) وكان هذا الامتحان الأول الذي يعيشه بيت النبوة وتتابعت المحن عليه كما سنبين لتكون رسالة خالدة لكل اهل الايمان والتي تقول أن البلاء والمحن أمر لا محال له في حياة الأنبياء ليكونوا في ذلك القدوة الصالحة التي تحسن التقرب الى الله ولو في مواطن الشدة , وأما الامتحان الآخر الذي يتعرض له إبراهيم وهو أنه لما ذهب زائرا لابنه وإذا بالأمر الرباني يأمره بالمنام أن إذبح ابنك وقد قال بعض العلماء أن السبب في ذلك أن إبراهيم قرب لله آلاف القرابين وكان يتصدق بالكثير من أمواله ثم وصل الأمر به الى أن قال ( لإن رزقني الله بالولد سأذبحه تقربا لله ) وهذا ألامر كان مألوفا عند الأمم والشعوب في حينه , كانوا يقربون أبناءهم لآلة النيل أو القمر وغيرها . فكانت الرؤيا الأولى ليلة الثامن من ذي الحجة والذي يسمى اليوم بيوم التروية لأن إبراهيم تروى وسأل نفسه أهي رؤيا من رب العالمين أم هي من وساوس الشياطين ولكنه في الليلة التي تليها عادت الرؤيا لتؤكد له أنه أمر الله, فلم يكن أمامه الا ان يستسلم الله فيأتي لابنه إسماعيل الذي تربى بحضن المرأة الصالحة خير تربية والتي ثبتت في نفس  إسماعيل ضرورة طاعة الله وبر الوالدين ويسأله ( يأ بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) ولم يكن هذا السؤال للخيار عند إسماعيل إنما كان يقين إبراهيم أن ابنه سيسلم نفسه لخالقها إذا شاء ولكن السؤال للمشاركة والمشورة في القرار فما كان من الإبن البار إلا أن يقول ما قاله حتى أنه يروى أنه لما سار إبراهيم وإسماعيل نحو مكان الذبح وإذا بإبليس يعترض إسماعيل ويقول له يا إسماعيل أتدرى الى اين انت ذاهب سيذبحك أبوك فقام إسماعيل ورجم ابليس بالحجارة ليصده عن طريقه ومنذ ذلك الحين والناس يأتون الى مكان المرجم يرجمون اقتداءا باسماعيل ويأخذ إبراهيم ولده ويلقيه على وجهه حتى لا تقع عياناه في عيني ولده ويأخذ السكين ويضعه على عاتق ابنه فلم يستطع قطع أي شيء فيضرب بسكينه حجرا فيتفتت من حدته ويبقى يحاول حتى يأتي الفداء من رب العالمين تقول له بمعناها ( يا إبراهيم بما أنك صدقت الرؤيا واستجبت لربك فلا بد أن نفرج عنك ونمنع عادات وتقاليد الأمم والشعوب التي تقدم القرابين لآلهتها ونقول لك لا يجوز القتل حتى ولو كان القصد التقرب الى الله ) قال تعالى ( قد صدقت الرؤيا ) وقال ( وفديناه بذبح عظيم ) ومنذ ذلك اليوم الأضحية سنة مؤكدة أمر بها ربنا رسوله قال تعالى ( إنا اعطيناك الكوثر فصل لربك وأنحر ) ومعنى ذلك أن صلي لربك صلاة العيد وضحى لتوسع على نفسك وعلى اهلك وعلى الفقراء والمساكين فبدلا من أن تكون التضحية في البشر أصبحت التضحية من أجل ادخال السرور في نفوس الفقراء والمساكين من البشر كنوع من التكافل الاجتماعي بين الناس  وقد حث رسول الله على التضحية فقال عنها ( سنة ابيكم إبراهيم , قالوا : وما لنا منها ؟ قال : بكل شعرة حسنة , قالوا : فالصوف , قال بكل شعرة من الصوف حسنة . ولذا ندعوكم أيها الاخوة والأخوات للمشاركة بصلاة العيد يوم العاشر من ذي الحجة الذي يصادف يوم الأحد والتي ستقام الساعة السادسة والثلث أي بعد شروق الشمس بمقدار رمح والذي يقدر بعشرين دقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *