الاطفال الذين تعرضوا للتعنيف لماذا لا يبلّغون؟ وفي حالة بلغوا، لمن؟
الاطفال الذين تعرضوا للعنف في أحيان عديدة لا يبلغون عن الاساءة بهم. العنف ضد الاطفال ممكن ان يكون جسديا، جنسيا او نفسيا، وممكن ان تنعكس ايضا بالإهمال الشديد للطفل. في الحالات التي يتعرض فيها الطفل للعنف داخل عائلته، فإن افشاء السر يكون اصعب بكثير، لأن الأشخاص الأقرب للطفل والذين من المفروض أن يحموه ويحافظوا عليه – هم الذين يسيئون اليه.
بحث واسع* الذي فحص مدى انتشار ومميزات ظاهرة العنف واهمال الاطفال في البلاد بين السنوات 2011-2015، كشف الاسباب الواضحة التي بسببها لم يبح الاطفال الذين تعرضوا للاساءة عن كشفها والابلاغ عنها لأي جهة. الأسباب الأربعة البارزة هي: الخجل، الخوف، الخوف من الاساءة بالعائلة كلها والخوف من المسيء.
الاسباب الرئيسية لعدم الابلاغ عن الاساءة :
1. الخجل – 51.4%
2. الخوف – 49.5%
3. خوف من الاساءة لكل العائلة – 47.1%
4. الخوف من المسيء – 41%
متى يقوم الاطفال بالابلاغ عن العنف ضدهم؟
معطى اخر مثير للاهتمام من البحث يشير للاسباب التي من الممكن ان تشجّع الكشف عن الاساءة بين الأطفال الذين تعرضوا للعنف.
ثلاثة الاسباب البارزة هي: المسيء يستحق العقاب، المسيء اساء ايضا لشخص احبه وصلة جيدة مع بالغ الذي اعتمد عليه. هذا المعطى يشير الى اهمية اقامة محادثات مفتوحة للبالغين مع الاطفال، خاصة من جهة مربّين ومعالجين الذين يتعاملون مع الاطفال، عن حالات التي من المهم الحديث عنها في حالة شعروا بأنهم مهددون، بما يناسب سن وقدرة استيعاب الطفل. العامل الاجتماعي صالح بكري، مدير مركاز ههجانا للاطفال بيت لين في الناصرة يفسّر: “من المهم تدريب مربيّن ومعالجين لبناء الثقة مع الاطفال بحيث أن يبلّغوا في حال حدوث اي شيء سيء، وأن يتم مدهم بالمعلومة بأنه مهما حصل لهم – باستطاعتهم اعلامنا بالأمر دائما ونحن دائما سنصدقهم. لن نغضب عليهم ولن نتهمهم. ومن الممكن ايضا ان يبلغوا شخصا بالغا اخر يشعرون معه بالراحة”.
الاسباب الرئيسية المشجعة للابلاغ عن الاساءة :
1. المسيء يستحق العقاب – 71.9%
2. المسيء اساء ايضا لشخص احبه
3. صلة جيدة مع بالغ الذي اعتمد عليه
لمن يبلغ الاطفال عن الاساءة؟
معطى اخر مثير للاهتمام من البحث يشير لاستعداد الاطفال الابلاغ لشخص عن الاساءة ضدهم. المعطيات تشير الى ان الاستعداد بالإبلاغ عن الاساءة للمهنيين كانت ضئيلة جدا مقارنة بالاستعداد لتبليغ الاهالي او للأصدقاء وفقط 38.5% اشاروا الى انهم مستعدون لتبليغ معلمة او مستشارة.
هذا المعطى يثير القلق خاصة في الحالات التي يتعرض فيها الطفل للعنف داخل العائلة. في هذه الحالات مهم أن يتمكن الاطفال من التعرف على المربين والمعالجين كعنوان للتوجه ومصدر ثقة.
العاملة الاجتماعية عنات اوفير، مديرة المبادرة لمنع التنكيل بالاطفال (مهلف) في معهد خاروب: “معرفة الاطفال المتعرضين للعنف هو تحد معقد بالأساس لأن غالبية حالات التعرض للعنف تحدث في داخل البيوت سرا ومرات كثيرة تكون له علاقة ببيئة مقربة صامتة تخشى من الابلاغ. المنع والاكتشاف المسبق هما الأساسان الأهم لتخفيف الظاهرة الواسعة كثيرا للعنف واهمال الاطفال. يجب على الدولة تدريب كل المتخصصين الذين يتعاملون مع الاطفال على التعرف والابلاغ كجزء من تأهيلهم للمهمة ورفع الوعي العام لواجب الابلاغ، لكي نستطيع، جميعنا معا، تأمين حياة امنة اكثر لكل الاطفال. على كل شخص في الدولة ان يعرف انه في حالات الشك بأن طفلا يتعرض لعنف او اهمال من شخص مسؤول عنه (داخل او خارج العائلة)، لدينا جميعنا واجب اخلاقي وقانوني للابلاغ عن ذلك. الابلاغ قد ينقذ حياة الاطفال”.
مع من يمكنك الاستشارة؟
حالات تعنيف واهمال الاطفال معقدّة وجزء كبير من الناس يمتنع من الابلاغ لاسباب متعددة. “استشارة متخصصين بإمكانها مساعدة المتوجهين وتبديد الخوف من الابلاغ عن الاساءة لطفل والتوجه للمساعدة”، يضيف صالح بكري. ” في انحاء البلاد 8 مراكز لحماية الاطفال والشباب, يعمل فيها فريق مختصين تحت سقف واحد لمنح التحقيق والمعالجة الاولية للاطفال ضحايا المخالفات وعائلاتهم. توجد اهمية كبيرة لأن يتم العلاج الأولي بحساسية للثقافة، في مكان مريح وغير مهدد، من قبل مهنيين لا يرتدون بدلات عمل رسمية ويساعدون العائلة على مواجهة الصعوبة الواضحة المرتبطة بكشف الاساءة. ندعو الجمهور لاستخدام امكانية الاستشارة الهاتفية السرية، وعدم التردد للاتصال والاستشارة: 04-6330556″.
لمعلومات اضافية عن حملة اعلام “واحد من خمسة اولاد في البلاد محتاج انك تحكي عشانو” على الرابط http://bit.ly/2I8t1H1