بك يا حيفا يا مسقط رأسي ويا طفولتي وشبابي ونضجي وكبري، أحببتك طفلة وشابة وأم وجدّة وأحب فيك جبلك، بحرك، ممراتك وشوارعك. فيك يوجد كل شئ  يا كاملة الاوصاف، فيك مغارة مار الياس الحي  يأتون اليه من كل البلدان وسيدة الكرمل سيدتنا مريم العذراء. أم سيدنا وفادينا يسوع المسيح في كرملك كل سنة ذكرى طلعتها البهيّة من دير اللاتين حتى جبل الكرمل الجميل، والخضر عليه السلام  لجميع المؤمنين يهود  نصارى ومسلمين، كم انت غنية يا حيفا . حتى الأحبة البهائيين اقاموا أجمل مزار لموتاهم المحترمين وزخرفوه  بقبة  بالذهب مطلية، والجنائن والبساتين الجميلة مزينة بالاشجار والازهار بالالوان القرمزية.

 هذه حيفا ام الفقير تجمعت فيها كل الاديان السماوية ومن كل القرى العربية أم الجميع يا أم الانسان والانسانية . ترعرعت فيك كفتاة طموحة عربية مسيحية، علمتني أرضك على عمل الخير والكرامة يا سخية. تعلمت من جبالك الغنية على الزعتر والفيجن والمرامية ومن سهولك على العلت والخبيزة الطرية اللي صاروا يبيعوها في الصيدلية. تعلمت على قطف زيتونك  يا غنية يللي فيكي كل شئ.  يا حيفا يا جميلة ويا ذكية حتى بحرك الكريم اللي ما خلى جوعان ولا مسكين  — بس يحمل صنارة وسلة وطعم وصنانير ويروح على شطوطك الغنية  ويرجع على بيته فرحان  برزقه ويعشي عيلته من خيرك يا حيفا  يا كريمة ويا غنية