قبل سنة لبست حيفا حلَّتها الجديدة بصدور العدد الأوَّل لصحيفة "حيفا" المحليَّة، ودخلت "حيفا" بيوت حيفا الدَّافئة من بابها الواسع، لتُطلع أهلها على أخبارهم اليوميَّة وتساهم في تثقيفهم ورفع مستوى أدائهم وتشجِّع كُتَّاب أهل المدينة على المساهمة في هذا المشروع الوطني فنجحت في أن تكون الحضن الدَّافئ لأهل البلد، وأن تكون صحيفة كلِّ حيفا، وأن لا تقتصر على فئة دون غيرها وبذلك تجنَّبت بنجاح أن تكون صحيفة صفراء.

اقترن اسم "حيفا" باسمين عرفتهما منذ زمن قريب، إذا اعتبرنا مقياس الزّمن بعمر الوطن، أمَّا إذا كانت وحدةُ قياسِ الزَّمن حياةَ الإنسان فإنِّي أعرفهما منذ نعومة أظفاري، منذ أن كان حيّ وادي النِّسناس مرتعنا وساحة لهونا وملهانا. عرفتهما كما عرفت نفسي وهما الصَّحفي رزق ساحوري والمُمنتج مطانس مارون فرح. وإذا قام الأوَّل بحرث المدينة وقلب ترابها بمحراثه الحادّ لاستقاء الأخبار وكتابة التَّقارير ووضْع كبَّارته أو مجهره على نقطة مؤلمة ومريضة ومهمَّشة لتكون في مركز الحدث من أجل إيجاد الحلّ أو تحريك الأمور باتِّجاه معالجتها على أحسن وجه، كذلك قام ويقوم بتعريف أهل المدينة بأهلها الحاضرين بيننا أو الذين غيَّبهم القدر أو الذين غيَّبهم من أراد لهم ذلك، ليكونوا عبر الحدود بين السَّماء والطَّارق، تحت رحمة من لا رحمة له. والثَّاني (مطانس فرح) يخيط حلَّة الصَّحيفة، كلَّ أسبوع، لتكون على أحلى وجه بألوانها الزَّاهية المتناسقة وبغلاف يدلُّ على حرفيَّته ومهارته وتوفيقه ما بين المادَّة المنشورة والصُّورة أو الرَّسم المعبِّر والموضِّح، ليتجانس وينسجم الموضوع مع الصّورة، ولتعبِّر الصُّورة عن الموضوع لتكون توأمه السيامي..فضلاً على مساهمته في مقالاته الاسبوعيَّة والاجتماعية الهادفة والموجِّهة.
وإذا لم يحصل ليَ الشَّرف على أن أتعرَّف على باقي الطَّاقم الصَّحفي والاعلامي الكريم، لكنِّي متأكِّد على أنَّهم من صُلب مقولة "قل لي من تُعاشر أقلُّك من أنت" و"أنَّ ليلى على دين قيس".
أتمنَّى لحيفا وصحيفتها الازدهار والتَّوفيق مع خالص المحبَّة والتَّقدير على أن تبقى على العهد وأن تستمرَّ في الطريق الشَّاق الذي شقَّته لنفسها، عِلمًا أنَّ هذا الطريق صعب وجاد لكنِّي على ثقة أنَّ إدارة الصَّحيفة على قدِّ الحِمل.
وكلِّ سنة وأنتم سالمين ومن نجاح إلى نجاح ومن إنجاز إلى إنجاز حتَّى تبقى صحيفتكم الغرَّاء غرَّاء..
(1).jpg)




