مسيحيو العراق يشيعون ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد

مراسل حيفا نت | 03/11/2010

شيع مئات المسيحيين وسط حزن كبير ضحايا الهجوم الذي استهدف كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك الأحد في بغداد وأودى بحياة 53 شخصاً وأثارت موجة من السخط. والهجوم الذي تبنته دولة العراق الإسلامية (تحالف بقيادة تنظيم القاعدة في العراق) ضد كنيسة سيدة النجاة في الكرادة خلال إقامة القداس هو الأعنف ضد المسيحيين في العراق. وقال الخوراسقف بيوس كاشا أن "التشييع سيجري في كنيسة مار يوسف الكلدانية في الساعة الثانية والنصف ظهر يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي  في حي الكرادة".
وافاد مراسل فرانس برس أن نحو 500 شخص شارك في التشييع وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال إن العديد من المؤمنين من كنائس أخرى شاركوا في التشييع حاملين أكاليل ورد، فيما قام آخرون برمي الحلويات على المشاركين.
وكان مصدر في وزارة الداخلية أكد الاثنين وقوع "46 قتيلاً من المصلين بينهم نساء وأطفال، وإصابة ستين شخصاً بجروح بينهم عشرون في حالة خطيرة". كما قتل سبعة من أفراد قوات الأمن. كما قررت الحكومة العراقية محاسبة المقصرين من الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة وأمرت بإعادة إعمار الكنسية فوراً، حسبما أعلن الناطق باسم الحكومة. وقال علي الدباغ في بيان أن "مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة ومحاسبة المقصرين في القطاع المعني ومعالجة الجرحى وتعويض ذوي الشهداء وإعادة إعمار الكنسية فوراً".

وأمر رئيس الوزراء نوري المالكي بحجز آمر الفوج المسؤول عن حماية منطقة الكرادة التي وقع فيها الاعتداء، حسبما أعلنت قناة العراقية الرسمية.
من جانبه، دعا الخورأسقف بيوس قاشا "جميع الأسر المشاركة في التشييع. وأضاف إن "اثنين من الكهنة الذين قتلوا في الهجوم سيتم دفنهما في مقبرة نوتردام المجاورة لكنيسة" سيدة النجاة. وتجمع صباح اليوم العشرات من الأشخاص وهم يبكون بينهم نساء يرتدين الملابس السوداء بالقرب من مستشفى الراهبات أثناء تسلمهم جثث اثنين من الكهنة الذين قضوا في الاعتداء.
ووضعت النعوش عند الظهر على مركبات تحمل صورهم والعلم العراقي نقلتهم إلى كنيسة القديس مار يوسف في موكب يرافقها تدابير أمنية واسعة النطاق. وحملت احد السيارات نعش الأب ثائر سعد ال وشقيقه رائد الذي قتل أيضاً في الهجوم فيما حملت السيارة الأخرى نعش الكاهن الثاني الأب وسيم صبيح. ووفقاً للناجين أن قوة خاصة مدججة بالسلاح اقتحمت أثناء القداس بعد ظهر الأحد كنيسة سيدة النجاة بعد وقت قصير من بدء القداس.

وقال عم الأب ثائر، سالم عبد الاحد (48 عاماً) الذي لم يكن موجوداً في القداس أن "الأب ثائر كان يقرأ مقطعاً من الإنجيل ند وصول المسلحين". وأضاف أن "الأب ثائر قال لهم اقتلوني واتركوا المؤمنين بسلام".
بدوره، قال أحد الرهائن الناجين من المجزرة ويدعى ستيفن أن المسلحين قال له اعتنق الإسلام لأنك ستموت على أية حال، وبعد ذلك أطلقوا النار على رأسه". وأثار الاعتداء على الكنسية حملة تنديد عربية وعالمية واسعة شملت كل من روما وباريس والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأردن والبحرين.
كما دان البابا بندكتس السادس عشر الاثنين "العنف العبثي والوحشي" ضد "أشخاص عزل" في العراق.
وقال البابا خلال صلاة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان "أصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف بلغ درجة من الوحشية جعلته يستهدف أشخاصاً عزلاً مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح".
كما عبر مجلس الكنائس العالمي عن "قلق عميق إزاء معاناة المسيحيين العراقيين الدائمة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *