انطلقت مساء السبت 9-10-2010 حملة "صبّة" الباطون الكبرى في مستشفى رمبام، التي ستستمر طوال 36 ساعة متواصلة (ثلاثة ايام)، وسيتم فيها صب الباطون لموقع البناء للمستشفى تحت الأرض لحالات الطوارئ في القرية الطبية رمبام. أكثر من 1000 دورة من دورات خلاطات الباطون، ستقوم بسكب أكثر من 7000 متر مكعب (كوب) من الباطون لوضع الأسس وأرضية المشروع العملاق. مع نهاية أعمال البناء، سيكون المستشفى المحمي تحت الأرض في رمبام، الاكبر من نوعه في العالم.
وبهدف القيام بهذه المهمة تم تشغيل أربع مصانع للباطون في منطقة حيفا بشكل متواصل حول الساعة، الخلاطات ستسافر ذهابا وايابا من المصانع الى المركز الطبي رمبام وستتمركز في موقف خصص لهذا الغرض بالقرب من ميناء حيفا، ومن هناك ستنطلق بشكل متناسق الى موقع البناء بهدف تفريغ حولتها.
في مصانع الباطون يقدّرون هذه الحملة كأكبر عملية لـ"صب" الباطون المتواصلة في منطقة حيفا أبدا. الحديث يدور عن المرحلة العملية الأولى في عملية البناء، علما أن العمل في الموقع تستمر منذ أكثر من سنة. حيث تم بداية حفر حفرة عميقة عملاقة بمساحة أكثر من 20 دونما، بعمق حوالي 20 مترا. خلال عمليات الحفر تعامل العمال مع تحدي مميز: قرب الموقع الى البحر تسبب بارتفاع بمستوى المياه الجوفية المالحة بمراحل مبكرة من عمليات الحفر، وكانت هناك حاجة لضخ هذه المياه على مستوى غير مسبوق لمشاريع بناء في اسرائيل من جديد الى البحر. وقد عملت على ذلك عشرات المضخات طوال الوقت وقامت بضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه المالحة كل ساعة الى البحر.
.jpg)
المميز في المشروع أن عملية "صب" الباطون لن تحل مشكلة ارتفاع مستوى المياه الجوفية بشكل نهائي، حيث أنه وبعد الانتهاء من بناء الأسس والأرضية، وبعد بناء الطوابق الأولى، سيتم وقف عملية ضخ المياه ومن المتوقع أن تعود المياه الجوفية ويرتفع مستواها. عمليا سيكون الطابق السفلي في المستشفى التحت أرضي، والذي سيستخدم في أيام السلام كموقف للسيارات، "غارقا" بالمياه طوال الوقت!!! ولذلك بذلت جهود سيزيفية في الأسابيع الأخيرة بهدف اغلاق الاعمدة الداعمة التي سيقف جزء منها "غارقا" بالمياه لسنين طويلة!!!
يذكر أن مشروع المستشفى التحت ارضي لحالات الطوارئ جاء نتيجة استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية. وترجم قرار ادارة المستشفى برئاسة بروفيسور رافي بيار بفضل تبرع سخي من عائلة سامي عوفير وبمساعدة من الحكومة بهدف تنفيذ المشروع.
يذكر أنه في حالات السلم سيستخدم المبنى كموقف سيارات لحوالي 1500 سيارة وبمساحة حوالي 60 ألف مترا مربعا. في حالات الطوارئ سيتم تفريغ المبنى والذي سيتحول الى مستشفى للطوارئ لكل الشمال لحوالي 2000 سرير، وسيكون محميا من الهجمات النووية الكيماوية والبيولوجية.
هذا ومن المتوقع أن ينتهي بناء المبنى في العام 2012. ومن المتوقع ان يتم بناء مباني اضافية كمستشفى للاطفال، مستشفى للسرطان ولأمراض القلب، وبرج البحث والاستكشاف. وتقدر تكلفة كافة المشاريع بمئات ملايين الشواقل.




