عادت لارين رشدي سرور 17 ابنة حي الكبابير الحيفاوي، طالبة في الصف الحادي عشر في الكلية الأورثوذكسية العربية في حيفا والمتخصصة في موضوع "البيوتكنولوجيا" عادت الى حيفا بعد أن قضت أسبوعا كاملا من تجربة علمية عالمية قلما يصلها طلابنا العرب ألا وهي وكالة ناسا الفضائية ضمن وبرعاية منظمة "أفق لأولادنا" التي تعنى بالأولاد محدودي النظر والمكفوفين. وقالت في لقاء معها"هوايتي الرسم والرياضة وفي الفترة الأخيرة بدأت أمارس هواية رياضة "كرة الهدف" حيث أتدرب في تل أبيب والقدس.فأنا العربية الوحيدة التي تشارك في التدريبات والمباريات فقد قبلني المدرب واندمجت في هذه الرياضة. فهذه اللعبة تعتمد على اللياقة البدنية، وتعتمد على السمع وليس على البصر، فاللعبة تتكون من 3 لاعبين فريق البنات ضد 3 من فريق الأولاد. أما مجريات اللعبة فهناك فريقان يلعبان ضد بعض وكل فريق يقف على مرمى طوله 9 أمتار وارتفاعه نحو مترا ونصف. أما الهدف من اللعبة يمكن أن يشعر اللاعب بالخطوط التي على الأرض حيث يضع نظارات على العينين معتمدا على السمع. فعلى كل لاعب أن يتحسس الخط وهذا الخط يوصلك الى مكان معين حيث نلقي هذه اللعبة في المرمى.
أما بالنسبة لتجربتها في وكالة ناسا الفضائية في أمريكا قالت لارين" هناك جمعية من القدس (أفق لأولادنا) مكونة من أعضاء ضعفاء النظر ومكفوفين ومحدودي النظر. هذه الجمعية كلّ 3 سنوات ترسل طالبين من الجمعية في اسرائيل الى مركز وكالة ناسا للفضاء في هانستفيل في ألاباما حتى يتعلموا ويشعرون بالتجربة في علم الفضاء ورواد الفضاء.
وتم اختياري حسب متطلبات مهارات حياتية، لغة انجليزية، وخلفية علمية. فبعد أن تم اختيارنا بتمويل شخص أمريكي يهودي يعيش في أمريكا لدعم هؤلاء الأولاد وتلقينا الدعم من الجمعية والأهل وصلت الى وكالة ناسا مع ىزميلة يهودية. وأضافت لرين رشدي سرور" وكالة ناسا تقيم مرة في السنة مخيم لضعفاء البصر والمكفوفين من عدة دول في العالم. فكنا من 166 طالبا وطالبة وتقسمنا الى مجموعات حيث تكونت مجموعتي من 11 طالبا وطالبة. وكنت العربية الوحيدة من اسرائيل ومن جميع الدول المشاركة، فكان البرنامج حافلا من الساعة 6:00 صباحا حتى 11:00 مساء. حيث كنا نتناول طعام الفطور وبعدها تُلقى علينا مهمات فضائية
فقد عرفنا الترتيب الدقيق لسفينة الفضاء، ومجسم سفينة الفضاء من الداخل. كما جربت مهمة معينة مسؤولة في برج المراقبة التي تكون مسؤولة عن سفينة الفضاء وعلماء الفضاء. كما خضت تجربة مهمة رجل فضاء الذي يتعامل مع تفاعلات كيميائية وتجارب لوجود حياة في الفضاء وقد رافقنا مرشدين بشكل دائم وتجارب فضائية عديدة. كما قام المشاركون بزيارة غرفة الرقابة حيث يتم اطلاق الصواريخ الفضائية، ووقفوا على كثب وراء عملية تصنيع الصواريخ.
وأضافت لارين" أضافت لي هذه التجربة معلومات محسوسة عن الفضاء فأحببت هذا العالم والأمور العلمية التي طبقناها بطريقة جميلة ومفهومة.
هل أمنيتك أن تصبحي رائدة فضاء؟
أذكر أنه في الليلة قبل الأخيرة من مغادرتنا وكالة الفضاء أحضروا لنا د. في الكيمياء مكفوف يعمل في ناسا. وقال لنا ما وصله من انجاز كبير رغم المحدودية هذا يعني أن كل واحد منكم يمكنه أن يصل الى ما يريد من حلم.
فأنا أكتفي بالمعلومات التي اكتسبتها والخبرة ولكنني أحب أن اكون محاضرة في الجامعة في موضوع البسيخولوجيا أو المحاماة.
هذا وقد عبّر والد لارين رشدي سرور عن سعادته فقال" نحن نقدم الدعم الكامل والتشجيع لإبنتنا لرين. فهي طالبة مجتهدة في دروسها ونتمنى لها مستقبلا باهرا". أما والدتها نائلة فقالت" لرين منذ صغرها عانت ضعف بصر ولكنها تتمتع بإرادة قوية، فما تطلبه نلبيه ونقدم لها الدعم بكل الطرق والإمكانيات، فهي تطلب وتريد التقدم والنجاح".
يشار الى ان من احدى المهام التي انيطت على اعضاء الوفد، كانت الرسم على الصاروخ واطلاقه الى الجو. فاختارت لرين رسم علم فلسطين وكتابة عبارة يحيا السلام، مما اثار تساؤل الأمريكيين حول هوية العلم ومعنى الكلمات بالعربية فشرحت لهم!
أفق لأولادنا جمعية تأسست عام 1997 على يد مجموعة من أولياء امور يعاني أولادهم من ضغف في النظر او مكفوفين، وكان من بين المؤسسين جيلا زايدل وحسن ابو صيام من النقب. وبدأت الجمعية بمحاولات للوصول الى العائلات التي يعاني افراد منها من مشاكل بالنظر حتى وصلت الى 1060 عائلة من جميع انحاء البلاد، وكان الهدف من اقامتها الحفاظ على حقوق الأولاد واستوجب. وتنشط الجمعية بفعاليات عدة على مستويات عدة منها اقامة مخيمات وتفعيل الأهالي القدماء مع الجدد.
تقرير: رزق ساحوري




