وصل الى حيفا يوم الإثنين الماضي وفد من الفلسطينيين المهجّرين عام 48 في رحلة جذور الى حيفا، طيرة حيفا، عكا، طبريا، شفاعمرو، لوبية…. ولتوثيق التاريخ الشفوي.
حيث زاروا معالم المدن والقرى واطلعوا على أحوال السكان الفلسطينيين الباقين. وكانت زيارتهم الى جمعية التطوير الإجتماعي لعرب حيفا حدثا مؤثرا حيث استقبلهم مدير الجمعية الأستاذ حسين اغبارية في مقر الجمعية في شارع مار يوحنا وقدّم لهم محاضرة قيّمة عن الأوضاع الإقتصادية، السياسية، التربوية، الثقافي، والسكانية لعرب حيفا منذ عام 48 حتى يومنا هذا. كما أطلعهم على إصدارات الجمعية: شوارع حيفا العربية، حيفا ذاركة وتاريخ،يحكون حيفا، وغيرها من الدراسات.
وفيما قاله" نحن نعيش تحدّي في حفظ الذاكرة، تحدّي في حفظ المكان، وتوريث الأفكار عما حدث لأحفادنا وللأجيال القادمة. فنحن نخوض معركة وتجارب مرّة مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. أما بالنسبة للمسكن فقد تم تخليصنا وتجريدنا من السكن فبعد 48 تم سن قانون الحاضر غائب فاعتبروا أهل حيفا خارج حيفا غائبين وأرجعوا الأهالي على البيوت بموجب تعهد أو اتفاقية استئجار". واضاف" فقد تم تدمير وإغلاق آلاف البيوت العربية في حيفا منذ 48 حتى لا يستعملها العرب. فقد استولت دائرة أراضي اسرائيل عل البيوت وتقوم بتصفية البيوت والأحياء العربية. فمثلا حي محطة الكرمل حتى 15 سنة الأخيرة احتوى 670 بيتا، أما اليوم فتبقى ما بين 17-20 بيتا. كما أن حي وادي الصليب المهجّر العريق أعلن بالمزاد العلني وسيتم تحويله الى حي للفنانين". واختتم اغبارية" حيفا تعاني من الهجرة من قبل شريحة الشاب بسبب ظروف السكن، المعيشة، وقضايا تعليم أخرى. حتى أن المطالب البسيطة لا تتوفر للمواطن وذلك ضمن تخطيط وترحيل لمناطق أخرى للدولة الفلسطينية العتيدة".
هذا وبعد أن اختتم اغبارية كلمته قدّم درعا تكريميا تذكاريا لرئيس الوفد
محمد صالح علي ظاهر ابن طيرة حيفا المهجّرة وكتب على الدرع" تقدمة شكر وعرفان مدير مؤسسة الكرامة في ألمانيا على جهوده في دعم التواصل الفلسطيني بين الأهل والوطن".
هذا وفي لقاء خاص مع صحيفة حيفا قال رئيس الوفد الألماني الفلسطيني محمد صالح علي ظاهر الملقب في برلين بمحمد الطيراوي تيمنا بطيرة حيفا- مدير مؤسسة "الكرامة" في برلين قال بتأثر" نحن من مهجري 48 الى لبنان وخلال الحرب الأهلية في لبنان هاجرنا الى ألمانيا وحصلنا على الجنسية الألمانية. أعيش في ألمانيا منذ عقود،أشغل إدارة مؤسسة الكرامة وهي مؤسسة اجتماعية تقدم الخدمات الإجتماعية للعرب والفلسطينيين في برلين". أما بالنسبة للوفد يقول محمد الطيراوي"جمعية الكرامة تعمل ضمن المجال الشبابي والمجال العائلاتي، حيث شكّلنا مجموعة آباء تعود جذورهم الى فلسطين ويحملون الجنسية الألمانية بهدف دراسة والعمل على جمع التاريخ الشفوي. فالكثير من الفلسطينيين لا يملكون وثائق وتاريخ عن بلادهم التي أتوا منها. فقد قدم معهد ألماني "الذاكرة والتاريخ" الدعم وسهّل لنا زيارة هذه البلاد. لنزور القرى والبلاد منها، طيرة حيفا، الكساير، شفاعمرو، الخالصة، عكا، طبريا، لوبيا، وحيفا. فقد زرنا مؤسسات في حيفا منها جمعية التطوير الإجتماعي، ومركز مساواة".
وحول سؤالنا حول جذور محمد الطيراوي قال" أنا من طيرة حيفا وأمي من حيفا من حي وادي النسناس العريق أما اليوم فهي مسنة 84 عاما. فهذه المرة الخامسة التي أزور فيها حيفا وكل مرة أزور مسقط رأسي الطيرة فدائما يحملني الشوق والحنين الى حيفا والطيرة. أما بالنسبة للفلسطينيين الباقين في حيفا قال محمد الطيراوي" أنتم تقومون بعمل مقدس، الصمود والبقاء، والتشبث. فأنتم كالزيت والزيتون ، أنتم المحافظون، الصامدون، الباقون. وهذا أملنا أن تبقوا هنا، لأنكم ما تبقى لنا من هذا الوطن. فأنا أعتبركم العضو الأساسي في هذا البلد والتواصل هو أهم عامل اساسي.
أتوجه الى أهل حيفا وشعبنا بألا يغادروا هذا الوطن ويبقوا هنا صامدون فهذه البلاد بدون أهلها صعب أن تداس فصحيح نأتي لزيارة بلادنا ولكننا نراكم ونشعر بكم".




